حيثيات المؤبد لعصابة سرقة جوهرجي مدينة نصر: حب المال الحرام داء عضال ومرض مزمن

آخر تحديث: الأربعاء 16 أغسطس 2023 - 11:13 ص بتوقيت القاهرة

مصطفى المنشاوي

• المحكمة: المتهمين سرقوا المشغولات الذهبية المملوكة للمجني عليه كرها لغرض إجرامي
أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم القاهرة الجديدة برئاسة المستشار حسن فريد، حيثيات حكمها بمعاقبة كلا من "محمد .س" و"جوناثان .ن" و "عبد الفتاح.م "بالسجن المؤبد، ومعاقبة "محمد .س" بالسجن المشدد لمدة 5 سنوات لاتهامهم بسرقة محل مجوهرات بمدينة نصر.

وقالت المحكمة، في حيثيات حكمها، إن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة وعقيدتها واطمأن إليها ضميرها وارتاح إليها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أن التهم المنسوبه للمتهمين، قد وقعتا لغرض إجرامى واحد وارتبطا ببعضهما ارتباطاً لا يقبل التجزئة ومن ثم يتعين عملا بالمادة ٣٢ من قانون العقوبات اعتبارهما جريمة واحدة والحكم بالعقوبة المقررة لأشدهما مع مصادرة الأداة المضبوطة المطرقة الحديدية مع إلزامهم بالمصاريف الجنائية عملاً بالمادة ۳۱۳ من قانون الإجراءات الجنائية.

وأضافت المحكمة، أن المتهمين سرقوا المشغولات الذهبية المبينة وصفاً وقيمة بالأوراق والمملوكة للمجنى عليه كرها عنه بأن خططوا لسرقة محل المشغولات الذهبية الخاص به وراقبه المتهمين لفترة زمنية كافية، وأنه صباح يوم الواقعة وما أن فتح المجنى عليه حانوته حتى هجم عليه المتهمين ودفعاه لداخل المحل وسدد له المتهم الأول عدة ضربات باستخدام سلاح أبيض (مطرقة حديدية) على رأسه أفقدته اتزانه وبث الرعب في نفسه وشل حركته واستولوا على المشغولات الذهبية من دواليب العرض، فتمكن المتهمين بتلك الوسيلة القسرية من الاستيلاء على المسروقات والفرار بها.

وأوضحت المحكمة، أن الله تعالى قد شرع من فوق سماوات سبع أن الخير هو حلال الدنيا يليه حساب وحرامها والشر يليه عقاب رغبة منه في إفراز جيل خلاق يساعد في بناء ونماء المجتمع يكرم الصالح ويشد على يده ويقوم الطالح ويأخذ بيده فالخير يمثله متخذى السبيل القويم ممن يتبعون القانون ويجتهدون في تجلب مخالفته.

وأشارت الحيثيت إلى، أن الشر يمثله أصحاب النفوس الضعاف الذين لا يهتمون بمصالح مجتمعاتهم ولا يُلقوا بالا لسبل ارتقائها ولا يقيمون لمصلحتها وزناً فهدفهم الأوحد تحقيق أهدافهم الدنيئة ضاربين بعرض الحائط كل التقاليد القويمة والعادات الصحيحة والأخلاق الحميدة والتصرفات المستقيمة غيرعابئين بتنميتها ولا بنائها، فالمجتمعات السوية ملك الشرفاء من أفرادها الذين يعون قيمة مفهوم الصالح العام ويدافعون عنه باذلين في ذلك كل مُرتخص وغال فهم طيبون نبتوا في أرض طيبة روتهم مياه طاهرة فأثمرت كل ما هو طيب أصلها ثابت وفرعها فى السماء تذوقوا الحلال فاستساغوه ثم أحبوه ولفظوا الحرام فاستقبحوه ثم بغضوه وكرهوه.

واضافت المحكمة فضعاف النفوس هم من يمثل المال أيا كان مصدره وأيا كانت مشروعيته لهم جل الحياة فهو الهواء الذي يستنشقونه وهو الماء الذي يروي ظمأهم وهو الغذاء الذي يُشبع جوعهم وهو ما يسد احتياجاتهم ويصلب أعوادهم ويشد عضدهم لتبقيهم على قيد الحياء يضعون المال فوق رؤوسهم لا تحت أقدامهم ظناً خاطئاً وزعماً غافلاً باطلاً منهم أن في ذلك لشأنهم علواً ولمكانتهم سموا ولذواتهم رفعة ورقيا يتقزمون أمامه ويلهثون خلفه ويضيعون زهرة شبابهم وتفنون عمرهم بحثاً عنه يكتنزوه ولا ينفقوه ويجمعوه ولا يفرطوه ويزيدوه ولا ينفصوه والحق عليه من زكاء وصدقة وعمل الخير لا يؤدوه.

وتباعت المحكمة: فحب المال الحرام داء عضال ومرض مزمن متى تمكن من العقل فسد مزاجه ومتى تمكن من القلب اشتد علاجه لا يفارقه داه ولا ينجح معه دواء أعيا الأطباء ويئس من برنه الحكماء والعلماء فيه حرص على الدنيا وانكباب عليها وإعراض عن الآخرة ونسيانها وتجاهلها بالرغم أن الدنيا فانية والآخرة باقية: "قد يتلمس لهم البعض القدر الضئيل من الأعذار إن كان المال حلالاً بذلوا في سبيل جنيه كل رخيص ونفيس وذاقوا وبال الفقر والإحتياج والعوز حتى إذا أتتهم أنعم الله مضنوا بها على أنفسهم أولاً وعلى الغير ثانيا".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved