خبراء: الرئيس الجزائرى يحضر لخلافته بعيدًا عن رقابة الجيش

آخر تحديث: الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 9:38 ص بتوقيت القاهرة

بوتفليقة أقال الجنرال توفيق بعد 25 عامًا من رئاسته للمخابرات.. وترجيحات ببدء ترتيبات تولى شقيق الرئيس الأصغر الحكم

غداة إقالة الجنرال رئيس جهاز المخابرات الجزائرى، الجنرال محمد مدين، الرجل القوى الذى قاد الجهاز طيلة 25 عاما، أصبح الطريق مفتوحا أمام الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة والمقربين منه من أجل تنطيم خلافته بعد سيطرتهم بشكل كامل على الجيش والمخابرات.

وكتبت صحيفة «لوكوتيديان دورون» الجزائرية أمس، أنه بعد إبعاد الجنرال مدين المعروف بـ«توفيق»، فإن الجزائريين«لا يعرفون إن كانت السلطة ستغير معسكرها قريبا» لكن «الأكيد أن مرحلة ما بعد بوتفليقة ليست بعيدة حتى وإن كان معسكره وعلى رأسهم شقيق الرئيس الأصغر، السعيد بوتفليقة يسيطر حاليا على كل مقاليد الحكم» فى غياب من كان يوصف بـ«سيد الجزائر».

وتؤشر الحلقة الأخيرة فى تنظيم دائرة الاستعلام والأمن بعد ربع قرن من قيادة الجنرال توفيق، إلى «نهاية المرحلة الأولى» من سيطرة بوتفليقة على الجيش والمخابرات التى تعد «المتحكم الفعلى فى السلطة» بينما الرئاسة والحكومة ليستا سوى واجهة، بحسب الخبير السياسى رشيد غريم.

وقال غريم، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، إن بوتفليقة «أصبح وحده فى الساحة» بعد 16 عاما فى الحكم، وهو «بصدد المرور إلى المرحلة الثانية، أى الخلافة» الرئيس المنهك بفعل المرض منذ أصابته بجلطة دماغية فى 2013 أقعدته على كرسى متحرك.

وبرأى الخبير فإن بوتفليقة «يحضر نفسه لترك السلطة مع إشرافه على خلافته» من خلال «سيناريو محكم هو الآن بصدد تنفيذه يتضمن تحويل جهاز المخابرات إلى قوقعة خاوية»، وإسنادها إلى رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح الذى عينه بوتفليقة بعد اقالة الفريق محمد العمارى فى 2004 لأنه وقف ضد الولاية الثانية لرئيس الجمهورية.

وبالنسبة لصحيفة «لوكوتيديان دورون» فإن عملية إعادة هيكلة المخابرات أدت إلى تجريد مديرها من «قوته التهديدية». لكن هذه التغييرات تثير تساؤلات حول هوية من يقف وراءها. فهل هو بوتفليقة رغم معاناته من المرض؟ أم أحد المقربين فى ظل شائعات حول ما يتمتع به شقيقه السعيد مستشاره الخاص من صلاحيات واسعة حتى قيل إنه الرئيس العتيد.

ويقول موظف سابق فى رئاسة الجمهورية فضل عدم كشف هويته، أن «بوتفليقة يستمع للنصائح لكنه يقرر وحده لأن لا أحد يعرف مفاصل السلطة مثله».وفى الاتجاه ذاته، أوضح رشيد غريم أن «هناك بعض الميكيافيلية فى الترتيبات لكن السعيد ليس لديه هذا الفكر حتى وإن كان الرئيس يستمع لنصائحه». وأضاف أن إقالة الجنرال توفيق «لم تكن قرارا ارتجاليا إنما نتيجة مسار طويل بدا منذ وصول بوتفليقة إلى السلطة» فى 1999.

وتابع غريم ان «بوتفليقة ليس بورقيبة (الرئيس التونسى الأسبق الذى أطاح به زين العابدين بن على فى 1987). لقد وضع مخططا منذ فترة طويلة واليوم نشعر أن الهدف النهائى هو خلافته». لكن الخبير لا يعتقد بإمكانية ترشح شقيق الرئيس، مشيرا إلى أن «بوتفليقة يريد فقط أن يضمن حماية أقاربه من أى تصفية حسابات» بعد رحيله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved