«أوباما» خلال مؤتمر صحفي: يد النظام السوري «ملطخة بالدماء».. ويجب نشر «مراقبين» في حلب

آخر تحديث: الجمعة 16 ديسمبر 2016 - 11:57 م بتوقيت القاهرة

أ ف ب

دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لنشر "مراقبين محايدين" في حلب، متهما النظام السوري وحلفاءه بشن "هجوم وحشي" على المدينة حيث تم تعليق عملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة.

وقال "أوباما" في مؤتمره الصحفي، الجمعة، بمناسبة نهاية العام، إن "العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني على مدينة حلب"، معتبرا أن "ايديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع".

وأضاف الرئيس المقرر انتهاء ولايته في 20 يناير، أن أحياء حلب تحولت إلى حطام، متابعًا: "لا نزال نتلقى إشارات عن إعدام مدنيين، القانون الدولي يتعرض لكل أنواع الانتهاكات، ومسؤولية هذه الأعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران".

وتابع: "الأسد لا يمكنه ان يكسب شرعيته على وقع المجازر"، داعيا إلى نشر "مراقبين محايدين" في حلب للإشراف على إجلاء المدنيين الذين لا يزالون محاصرين.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اعتبر الجمعة أن "حلب باتت مرادفا للجحيم"، داعيا على غرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استئناف عمليات الإجلاء.

وبدأت عملية الإجلاء الخميس،وتستمر أياما عدة يمكن بعدها للنظام السوري إعلان استعادة المدينة بأكملها وتسجيل أكبر انتصار منذ اندلاع النزاع في 2011.

لكن الجيش السوري اتهم المقاتلين بخرق الاتفاق الذي رعته تركيا وروسيا واتاح خروجهم من المدينة مع عائلاتهم بعد معارك ضارية.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف: "طلب من موظفي الصليب الاحمر والهلال الأحمر ومن منظمة الصحة العالمية (وهي الجهات المشرفة على عمليات الإجلاء) مغادرة الموقع"، من دون تلقي تفسير لذلك.

وكان الجيش الروسي اعلن في وقت سابق انتهاء عمليات اجلاء المقاتلين وعائلاتهم، وان الجيش السوري يقوم بتصفية "اخر الجيوب المقاومة" في حلب.

ومنذ الخميس، تم إجلاء نحو 8500 شخص بينهم 3 آلاف مقاتل نحو أراض تسيطر عليها فصائل المعارضة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد أحمد الدبيس الذي يقود وحدة أطباء ومتطوعين ينسقون اجلاء الجرحى، إن 250 جريحا على الاقل أُخرجوا من المدينة وبعضهم نقل إلى تركيا.

وعزا مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن تعليق عملية الاجلاء الى عرقلة بعض الفصائل المقاتلة اخراج الجرحى من قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما في محافظة ادلب المجاورة.

وكان اخراج الجرحى احد شروط الاتفاق حول حلب.

- "وقف للنار على كل الاراضي" -

وبعد حصار استمر اكثر من اربعة اشهر، سمح هجوم واسع وعنيف بدأ قبل شهر للجيش السوري وحلفائه باستعادة اكثر من تسعين بالمئة من الاحياء التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب منذ تموز/يوليو 2012.

وتأتي عملية الاجلاء في اطار اتفاق تم التوصل اليه برعاية تركية روسية لاجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، اثر هجوم واسع لقوات النظام السوري ضد الاحياء الشرقية استمر شهرا.

وتعتبر محافظة ادلب المعقل الاخير المهم للفصائل المسلحة التي لم تعد تسيطر الا على القسم الاكبر من محافظة درعا الجنوبية ومناطق قريبة من دمشق يحاصرها النظام.

وعانى سكان حلب خلال المعارك التي استمرت شهرا ظروفا مأسوية تحت وابل من الصواريخ والبراميل المتفجرة. وقتل خلال هذه الفترة مئات من المدنيين ودفع الحصار والجوع اكثر من مئة الف الى الهرب من المدينة التي تحولت الى خراب امام اعين المجتمع الدولي العاجز.

وكان التدخل الروسي في 2015 اتاح لقوات النظام السوري استعادة زمام المبادرة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة "نجري مفاوضات مع ممثلي المعارضة المسلحة، خصوصا بفضل وساطة تركيا"، معلنا ان "المرحلة المقبلة" لسوريا ستكون "وقفا لاطلاق النار على كل الاراضي السورية".

واضاف "اتفقنا في اتصال هاتفي مع (الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان ان نقترح على مختلف اطراف النزاع مكانا جديدا لمحادثات سلام، قد يكون عاصمة كازاخستان استانا".

الى ذلك، شهد قسم شرطة في دمشق الجمعة انفجارا نتج من تفجير حزام ناسف من بعد كانت ترتديه طفلة ما ادى الى اصابة ثلاثة شرطيين، وفق ما ذكرت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved