بعد تفكيك شبكة لمهربي المهاجرين السنغاليين.. استراتيجية إسبانيا لمواجهة الهجرة غير الشرعية

آخر تحديث: السبت 17 فبراير 2024 - 7:03 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

بعد إعلان السلطات الإسبانية، إلقاء القبض على 12 مهربًا ينتمون إلى نفس جماعة المافيا، الذين يتاجرون بالمهاجرين السنغاليين، طرحت السلطات استراتيجية جديدة لمكافحة الهجرة غير شرعية، خاصة بعد اكتشاف ثغرة المهربين بالتحايل على القانون عبر الترانزيت، فما خطة مدريد؟

وألقت الشرطة الإسبانية القبض على 12 مهربًا كانوا أعضاء في شبكة دولية سمحت للسنغاليين بالوصول إلى دول أوروبية، بما فيها فرنسا.

وقد مروا جميعًا عبر مطار مدريد، معلنين أنهم طالبو لجوء، وهي العملية التي يستخدمها العديد من المهاجرين غير شرعيين، قبل أن يتم نقلهم بالسيارة إلى وجهاتهم، مقابل مبلغ من المال.

ورحبت الشرطة الإسبانية في بيان صحفي نُشر الخميس، بأن المحققين "فككوا شبكة دولية" لتهريب المهاجرين. وتمكن نحو 200 سنغالي من دخول أوروبا عبر هذه الشبكة، بحسب السلطات الإسبانية.

وتوجه هؤلاء المهاجرون نحو "فرنسا وألمانيا وبلجيكا"، وكل ذلك بينما "تظاهروا بأنهم قاصرون من أجل طلب اللجوء"، وفقاً للشرطة الإسبانية.

وذكر موقع "مهاجر نيوز" في نسخته الفرنسية، أن السلطات الإسبانية تعتمد إستراتيجية جديدة، لمكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها.

وأوضح الموقع أنه من بين تلك الإستراتيجية أن السلطات الإسبانية ستدخل حيز التنفيذ، في 19 فبراير المقبل، إلزام السنغاليين بتقديم تأشيرة عبور المطار أثناء الترانزيت، وهو الإجراء الذي تم تطبيقه بالفعل على الكينيين.

وأشار الموقع إلى أن المهاجرين بشكل غير شرعي يلتفون حول القانون، عن طريق الترانزيت، موضحاً أن "المهاجرين يقومون بالتحايل عبر قطع تذكرة سفر على الدول التي لا تحتاج إلى تأشيرة مع توقف في مدريد".

وتابع:" أن معظم هذه الرحلات المغادرة كانت من مدينة الدار البيضاء المغربية".

وسلط الموقع الضوء على رحلة سنغالي، اشترى تذكرة طائرة "إلى دول مختلفة في أمريكا الجنوبية" لا تحتاج إلى تأشيرة... مع التوقف في مدريد.

ووفقاً للموقع المتخصص في قضايا المهاجرين، فإن "كل هؤلاء المهاجرين بشكل غير شرعي الذين عثرت عليهم السلطات الإسبانية، دخلوا البلاد بشكل شرعي عبر مطار مدريد باراخاس، إذ كانت لديهم تذكرة سفر من المغرب، لإحدى دول أمريكا اللاتينية، مع التوقف في العاصمة الإسبانية، وبمجرد وصولهم مدريد يطلبون اللجوء هناك.

وخلال الرحلة بين المغرب وإسبانيا، "مزقوا جوازات سفرهم" للادعاء "بأنهم قاصرون أو من بلدان تشهد نزاعات مثل مالي أو إثيوبيا" لطلب اللجوء، بحسب الشرطة الإسبانية.

ثم تم إرسالهم إلى مراكز مخصصة في العاصمة، مع حرية الحركة، ثم جاءت السيارات لتجميعهم ونقلهم إلى دول أوروبية مختلفة.

* مطار مدريد غارق بالمهاجرين

وتم القبض على المهربين الـ12 في هذه الشبكة في مدريد نفسها، ومدينة أخرى بجنوب شرق إسبانيا، وكان جميعهم من الجنسية السنغالية، باستثناء مواطن إسباني.

وقالت متحدثة باسم الشرطة، إنه من بين المعتقلين "الرئيس على المستوى الأوروبي" لهذه الشبكة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أدى وصول المهاجرين، الذين يطلبون اللجوء أثناء توقفهم في مدريد إلى إرباك البنية التحتية للمطار.

وفي نهاية يناير الماضي، كان هناك أكثر من 600 مهاجر، وخاصة المغاربة والسنغال، ينتظرون فحص طلبات لجوئهم "في ظروف غير صحية"، حسبما نددت اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين، وهي منظمة غير حكومية.

وفي 30 يناير، تم افتتاح غرفة استقبال إضافية بمساحة 500 متر مربع لاستيعاب الوافدين الجدد.

وكان لدى العديد من هؤلاء المهاجرين، العالقين في المطار تذاكر سفر إلى أمريكا الجنوبية مع توقف، تمامًا مثل العملية التي استخدمتها شبكة التهريب التي تم تفكيكها مؤخرًا.

وفي الفترة من 1 إلى 17 يناير الماضي، هبط ما لا يقل عن 188 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم في مطار مدريد للإقامة في البلاد، عبر رحلة جوية إلى أمريكا اللاتينية، وفقًا للسلطات.

وللرد على هذه الممارسة، ستدخل السلطات الإسبانية حيز التنفيذ، في 19 فبراير، إلزام السنغاليين بتقديم تأشيرة عبور المطار أثناء التوقف، وهو الإجراء الذي تم تطبيقه بالفعل على الكينيين.

من جانبه، قال مدرس علم الاجتماع، عبد الله نجوم، من جامعة أساني سيك السنغالية في زيجينشور إنه :" غالبًا ما يكون المهربون السنغاليون من الرجال، موضحاً أن "الذين قاموا بالرحلة بالفعل، يعرفون كيفية العمل ولديهم اتصالات مع المهربين الآخرين الموجودين في مناطق العبور، وحتى في بعض الأحيان على مستوى مناطق الاستقبال".

• شبكة تهريب في فرنسا

ومن الجانب الفرنسي، حكمت محكمة بواتييه، يوم الاثنين على مواطن من أصل سنغالي بالسجن لمدة عشرة أشهر بتهمة المساعدة في المرور بين إسبانيا وفرنسا.

وكان الرجل ينقل أربعة مهاجرين في سيارته عندما تم رصده، حسبما ذكرت صحيفة "لانوفل ريببليك" الفرنسية، وتمت إعادة المهاجرين الأربعة إلى الحدود الإسبانية.