ما هي المعادن الأرضية النادرة ولماذا يريد ترامب الحصول عليها من أوكرانيا؟

آخر تحديث: الإثنين 17 فبراير 2025 - 12:42 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

تعتبر المعادن الأرضية النادرة مجموعة من العناصر الاستراتيجية التي لا غنى عنها في تطوير الصناعات الحديثة، بدءًا من أجهزة الكمبيوتر والبطاريات وحتى تقنيات الطاقة النظيفة والمتطورة. ووسط التنافس الدولي على الموارد الحيوية، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأمين إمدادات من هذه المعادن من أوكرانيا، كجزء من صفقة مساعدات أمريكية، وهي فكرة طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سابقًا، وفق صحيفة الجارديان.

في التقرير التالي، تقدم الصحيفة البريطانية لمحة موجزة عن أسباب تمسك ترامب بالمعادن الأوكرانية.

ما هي المعادن الأرضية النادرة وهل هي نادرة؟

تتألف المعادن الأرضية النادرة من 17 عنصرًا، مثل النيوديميوم والديسبروسيوم والسيريوم، وتتميز بوجودها بكثرة في قشرة الأرض. وفقًا لتقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في عام 2024، يبلغ حجم الرواسب العالمية حوالي 110 ملايين طن. تحتل الصين الصدارة باحتياطي يبلغ 44 مليون طن، تليها البرازيل بـ22 مليون طن، وفيتنام بـ21 مليون طن، بينما تمتلك روسيا والهند 10 و7 ملايين طن على التوالي.

رغم وفرتها، فإن استخراج المعادن الأرضية النادرة يتطلب معالجة كميات كبيرة من الصخور الخام باستخدام مواد كيميائية كثيفة، مما يؤدي إلى إنتاج كميات هائلة من النفايات السامة التي تسببت في العديد من الكوارث البيئية. لهذا السبب، تُعد تكلفة الإنتاج مرتفعة وتثير تحفظات بيئية كبيرة لدى العديد من الدول.

لماذا تسعى الولايات المتحدة لتأمين هذه المعادن؟

تستخدم جميع العناصر الأرضية النادرة الـ17 في مجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية والتقنية، مثل الأنظمة الفلورية والرادار (اليوروبيوم)، وصناعة المحولات الحفازة للسيارات (السيريوم)، وتكرير النفط (أملاح اللانثانوم). كما تدخل سبائك اللانثانوم في تصنيع أنظمة الطاقة للسيارات الهجينة، مما يبرز دور هذه المعادن في تعزيز الاقتصاد الحديث.

واحدة من أبرز الاستخدامات هي تصنيع المغناطيسات القوية والدائمة باستخدام النيوديميوم والديسبروسيوم، والتي تُستخدم في توربينات الرياح البحرية لتوليد الطاقة. هذه الخصائص الفريدة تجعل المعادن الأرضية النادرة لا تُستبدل بسهولة إلا بتكاليف باهظة، مما يعزز أهميتها الاستراتيجية.

السيطرة الصينية على السوق العالمي

تُهيمن الصين على إنتاج وتكرير المعادن الأرضية النادرة بفضل استثماراتها الضخمة في هذا المجال، مستفيدة من عدم الالتزام الصارم بالقيود البيئية التي تفرضها الدول الغربية. كما سجلت الصين عددًا كبيرًا من براءات الاختراع المتعلقة بتكرير المعادن، مما يضع عقبات أمام الدول الأخرى لتطوير عمليات الإنتاج الخاصة بها.

ورغم وفرة الاحتياطيات في دول أخرى، تجد العديد من الشركات أن من الأرخص شحن خاماتها إلى الصين لتكريرها. ونتيجة لذلك، يعتمد العالم بشكل كبير على الإمدادات الصينية، خاصة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللتين تحاولان الآن تقليل هذا الاعتماد من خلال تعزيز الإنتاج المحلي وإعادة التدوير.

تجارب الأزمات المرتبطة بالمعادن النادرة

أدى النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين في عام 2019 إلى تهديد الصين بتقييد صادراتها من المعادن النادرة كإجراء انتقامي، مما دفع الولايات المتحدة للبحث عن بدائل. وفي عام 2010، واجهت اليابان أزمة كبيرة عندما أوقفت الصين صادرات المعادن النادرة بسبب نزاع إقليمي، مما دفع طوكيو لتنويع مصادر إمداداتها عبر اتفاقيات مع شركات مثل Lynas الأسترالية.

المعادن الأرضية النادرة والمعادن الحرجة

بينما تُعتبر المعادن الأرضية النادرة جزءًا من قائمة "المعادن الحرجة" في الولايات المتحدة، تشمل القائمة أيضًا معادن أخرى مثل التنجستن، التيلوريوم، والبزموت. أعلنت الصين في السنوات الأخيرة فرض قيود على تصدير بعض هذه المعادن "لحماية مصالح الأمن القومي"، مما يزيد من تعقيد سوق الموارد الاستراتيجية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved