تقرير عالمي يكشف: التعاون بين دول البريكس في التكنولوجيا النووية.. طريق نحو انتقال عادل للطاقة
آخر تحديث: الإثنين 17 فبراير 2025 - 11:16 ص بتوقيت القاهرة
كشف تقرير عالمى أن الانتقال العالمي للطاقة يتطلب عدة نقاط ضرورية أهمها تقليل انبعاثات الكربون و تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة. .ولكن السؤال الأهم هو: كيف نضمن أن هذا التحول في الطاقة يفيد الجميع، وليس فقط الدول الأكثر ثراءً؟
وأكد التقرير :هنا يأتي دور التعاون بين دول البريكس في مجال التكنولوجيا النووية. دول البريكس-البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، والآن مصر كعضو رسمي -لا تكتفي بالحديث عن انتقال الطاقة، بل تعمل على بناء ثورة في مجال الطاقة قائمة على مبدأ العدالة، حيث تُشكل الطاقة النووية ركيزة أساسية لهذا التوجه.
وذكر التقرير انه في قلب هذا التحول، تقف روساتوم، الشركة العالمية الرائدة في التكنولوجيا النووية، والتي تمتلك 80 عامًا من الخبرة في العلوم والابتكار النووي. فمن تزويد الصناعات بالطاقة اللازمة إلى إحداث تقدم في المجال الطبي، لعبت روساتوم دورًا محوريًا في تعزيز التقدم التكنولوجي-ليس فقط في روسيا، ولكن أيضًا في دول البريكس وخارجها. وقد اعادت إسهاماتها في القطاع النووي تشكيل أمن الطاقة، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة.
وأضاف أنه مع سعي دول البريكس إلى تحقيق انتقالا شاملا وعادلا، وموثوقا للطاقة، ، تبرز روساتوم كشريك أساسي، حيث تقدم خبرتها وتقنياتها المتطورة والتزامها العميق بالتنمية المستدامة...ولعدة سنوات، هيمن على النقاش العالمي حول الطاقة النظيفة خطاب موحد: إما اللجوء الى الطاقة المتجددة أو الفشل. ورغم أن طاقتي الرياح والشمس تشكلان تحولًا مهمًا، إلا أنهما تأتيان مع تحديات—مثل عدم استمرارهما، الحاجة إلى مساحات واسعة، ومتطلبات التخزين المعقدة.
وأشار التقرير الى أن الاقتصادات النامية في دول البريكس تواجه تحديًا فريدًا. فهي تحتاج إلى توسيع نطاق الوصول إلى الطاقة لملايين الأشخاص، مع تقليل الانبعاثات في الوقت ذاته. ولكن كيف يمكن تشغيل المستشفيات، والصناعات، والمراكز الحضرية المتنامية عندما لا تشرق الشمس أو لا تهب الرياح؟
وبين التقرير أن الطاقة النووية توفر القطعة المفقودة من هذا اللغز. فهي تقدم كهرباء خالية من الكربون، موثوقة، وعلى نطاق واسع—دون التقلبات المرتبطة بأسعار الوقود الأحفوري أو اعتماد الطاقة المتجددة على الظروف الجوية. وبالنسبة لدول البريكس، لا تمثل الطاقة النووية مجرد خيار، بل أصبحت ضرورة...وهنا تلعب روساتوم دورًا محوريًا. بفضل عقود من الخبرة في بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية حول العالم، تساعد روساتوم دول البريكس على الاستفادة من الإمكانيات الكاملة للطاقة النووية. من مشروع محطة الضبعة النووية في مصر إلى كودانكولام في الهند والتوسع النووي في الصين، أثبتت روساتوم أنها الشريك الأمثل للدول الساعية إلى تحقيق الاستقلالية الطاقية والاستقرار طويل الأمد.
وأوضح التقرير أن هذا العام يمثل الذكرى الـ 80 لصناعة الطاقة النووية في روسيا، وهو إنجاز يعكس عقودًا من الابتكار، والتقدم التكنولوجي، والشراكات الاستراتيجية العالمية. وباعتبارها المؤسسة الرائدة في هذا الإرث، تطورت روساتوم من كيان نووي حكومي إلى أحد أبرز مزودي التقنيات النووية وغير النووية في العالم، مما يؤهلها للعب دور رئيسي في تشكيل مستقبل دول البريكس...والمستقبل المستدام لا يقتصر على توليد الكهرباء فقط، بل يشمل تحسين حياة البشر في قطاعات متعددة-مثل الرعاية الصحية، المياه النظيفة، والمواد المتقدمة. ومرة أخرى، تتصدر روساتوم المشهد.
كما أشار التقرير الى أن روساتوم صممت وبَنَت محطات طاقة نووية عبر قارات عدة، مما يضمن إمدادات طاقة مستقرة ومنخفضة الكربون لملايين الأشخاص. وباعتبارها رائدة في تكنولوجيا المفاعلات السريعة، والمفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs)، والمفاعلات النووية المتقدمة، تقدم روساتوم حلولًا مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة لدول البريكس، مع دعم التنمية الاقتصادية والصناعية طويلة الأمد...وإلى جانب الطاقة، أحدثت روساتوم ثورة في مجال الطب النووي، حيث تحتفظ بمكانة رائدة في السوق العالمي للنظائر المشعة، وتُصنَّف ضمن أكبر خمسة موردين عالميًا. يتم إجراء أكثر من 2.5 مليون إجراء تشخيصي وعلاجي سنويًا باستخدام نظائر روساتوم، التي تُورَّد إلى أكثر من 170 شركة في 50 دولة. كما تعمل الشركة على تطوير تقنيات طبية متقدمة، بما في ذلك جهاز Brachium للعلاج الإشعاعي الجاما، المصمم لعلاج السرطان بدقة فائقة، ووحدة Tianox للعلاج بأكسيد النيتريك، المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي وحالات اخرى، والتي يتم تقديمها حاليًا في مصر من خلال شراكة استراتيجية مع MedPharma Group.
وكشف التقرير أن خبرة روساتوم تمتد أيضًا إلى البنية التحتية الطبية، حيث تقوم بتشغيل مراكز إشعاع لتعقيم المعدات الطبية وتعزيز سلامة الأغذية، مع منشأة كبرى قيد الإنشاء في بوليفيا. كما تنتج مجمعات السيكلوترون نظائر طبية أساسية لتشخيص التصوير المقطعي المحوسب، ما يتيح الكشف المبكر عن الأمراض الحرجة، وهو تغيير جوهري لدول البريكس التي تستثمر في حلول رعاية صحية حديثة.
وبعيدًا عن الطاقة النووية والرعاية الصحية، ذكر التقريرأن روساتوم تستمر في دفع عجلة التقدم في مجالات الطاقة المتجددة، وتقنيات تخزين الطاقة، والمواد المركبة، وتقنيات التصنيع بالمواد المضافة، مما يعزز مكانتها كمركز تكنولوجي لدول البريكس. ومن خلال محفظتها المتنوعة، لا تضمن روساتوم أمن الطاقة والتقدم الطبي فحسب، بل تدعم أيضًا مستقبلًا تقنيًا مستدامًا لشركائها حول العالم...ولكن من ناحية أخرى يرى البعض أن محطات الطاقة النووية مكلفة، وهذا صحيح من حيث الاستثمار الأولي. ولكن عند النظر إلى الصورة الكاملة، تصبح الطاقة النووية واحدة من أكثر الحلول كفاءة من حيث التكلفة على المدى الطويل لاقتصادات دول البريكس.
فعلى عكس الوقود الأحفوري، توفر محطات الطاقة النووية كهرباء مستقرة لمدة تتراوح بين 60 إلى 80 عامًا، متجاوزةً عمر أجيال متعددة من البنية التحتية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وعلى مدى الوقت، تنخفض التكلفة لكل كيلوواط/ساعة بشكل كبير، مما يجعل الطاقة النووية استثمارًا عالي القيمة بدلاً وليس مجرد انفاق.
ولا يمكننا إغفال التأثير الاقتصادي الإيجابي للطاقة النووية. فكل مشروع نووي رئيسي—مثل محطة الطاقة النووية بالضبعة في مصر—يخلق آلاف الوظائف عالية المهارة، ويعزز الطلب الصناعي، ويدفع عجلة النمو الاقتصادي. فدول البريكس لا تحصل فقط على الكهرباء، بل تبني أيضًا صناعة متطورة تعزز اقتصاداتها لأجيال قادمة. ومع قيادة روساتوم لهذا التحول، لا تقتصر المشاريع على بناء محطات طاقة، بل تمتد إلى تطوير أنظمة متكاملة تدعم الاستقلال في مجال الطاقة والتنمية الصناعية.
وأكد التقريرأن المنتدى الدولي للشباب حول التقنيات النووية المستدامة 2025 في مصر يأتى في لحظة حاسمة. فدول البريكس لم تعد تنتظر أن تحدد الدول المتقدمة إيقاع الابتكار في الطاقة النظيفة. بل إنها تقود هذا التحول—وفقًا لرؤيتها الخاصة.
أما روساتوم، فهي في قلب هذا التحول. فبفضل 80 عامًا من الخبرة، تثبت أن الطاقة النووية ليست إرثًا من الماضي، بل هي أساس المستقبل. سواء من خلال بناء مفاعلات الجيل القادم، أو تطوير الطب النووي، أو إيجاد حلول للمياه النظيفة، فإن روساتوم تقود ثورة تكنولوجية تقودها دول البريكس. تحالف البريكس ليس مجرد تكتل سياسي أو اقتصادي—بل هو دليل على قوة التعاون. فمن خلال العمل المشترك، تضمن هذه الدول أن تكون الطاقة النظيفة، الموثوقة، وبتكلفة معقولة ليست امتيازًا، بل حقًا للجميع.
لذا، عندما يُطرح السؤال: هل ينبغي أن يكون للطاقة النووية دور في الانتقال العالمي للطاقة؟ ربما يكون السؤال الحقيقي هو: هل يمكننا تحمّل تكلفة تجاهلها؟