لماذا وصف البابا شنودة الأرشدياكون حبيب جرجس بـ«رائد التعليم المسيحي»؟
آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2019 - 7:07 م بتوقيت القاهرة
أحمد بدراوي
وفي الذكرى السابعة لرحيل البابا شنودة الثالث، والذي تنيح في 17 مارس 2012، تستعرض "الشروق" جانبا من حياته وعلاقاته المختلفة بأعلام الكنيسة القبطية.
فللبابا الراحل، كتاب صادر عن مركز معلم الأجيال لحفظ ونشر تراثه بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، تحدث فيه عن قصة وتاريخ ودور رئيس الشمامسة الأرشيدياكون حبيب جرجس "1876- 1951" مؤسس مدارس الأحد للتعليم المسيحي عام 1918، ورائد التعليم المسيحي.
ويقول شنودة في الكتاب، إن وصف حبيب جرجس بالرجل الحكيم السليم يأتي لظروف معينة أحاطت بالكنيسة مثلت بظهور جرجس نورًا، إذ في عام 1892 كانت حالة الكنيسة مُرة للغاية، كان المجلس الملي حديث التأسيس والنزاع شديد بينه البابا كيرلس الخامس وأعضاء المجلس، والحكومة تدخلت في النظام الكنسي، بجانب قلة التعليم وضعف الرعاية واضطراب الحال الذي أعطى فرصة للخارجين في نشاط إرساليتهم.
وأضاف: "كان الشعب جاهل بأمور دينه ولا يجد من يعلمه، والكهنة نفسهم غير متعلمين لأنه لا يوجد معهد للاهوت يعلمهم، والبطريركية تشكو من عسر مالي شديد، وأصدر وقتها البابا كيرلس الخامس منشورا رعويا للكهنة، أكد فيه أن تلك المشاكل حصولها بكثرة يدل على تكاسل وإهمال من الكهنة في تدبير الشعب وقعودهم عن التجول في البلاد، وعدم الاهتمام بالوعظ وبذل الهمة في فض المشاكل التي تقع بين الأزواج وزوجاتهم".
وذكر أنه بعد ذلك في أوائل 1893 وقف يوحنا بك باخوم في مدرسة الأقباط الكبرى ليختار 12 طالبًا ليكون نواة لإنشاء المدرسة الإكليركية، وكان حبيب جرجس أول من لبى النداء، لكن مدارس الكنيسة نفسها، لم يكن بها مدرس للدين لمدة ثلاث سنوات، ليتم تعيين حبيب جرجس مدرسًا للدين.
ويقول البابا شنودة، إن ميخائيل بك عياد في تقريره إلى المجلس الملي، إن المدرسة الإكليريكية قبل حبيب جرجس كانت في مكان صغير خرب تفوح منه الروائح الكريهة، وكان الطلاب يرتدون جلاليب غير متناسقة، ويؤمون المدرسة بدون شهادات ولا مراعاة سن.
وذكر البابا أن حبيب جرجس، عُين مدرسًا في الكلية عام 1898، وعُين ناظرًا للإكليريكية بخطاب من البابا كيرلس الخامس في 1918، وعاصر حبيب جرجس 4 بطاركة هم البابا كيرلس الخامس، ويؤانس التاسع عشر، ومكاريوس الثالث، ويوساب الثاني.