ينافس شارع المعز.. بائعو شارع النبي دانيال بالإسكندرية يشيدون بتطويره: تحول لشارع الثقافة والعلم
آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2024 - 11:15 ص بتوقيت القاهرة
هدى الساعاتي
المحافظ: رفع كفاءة شارع النبي دانيال تمت بطول 750 مترا بتكلفة بـ103 ملايين جنيه.. ويشدد لى ضرورة الحفاظ على مكتسبات التطوير
قال عدد من بائعى الكتب في شارع النبي دانيال في محافظة الإسكندرية، إن أعمال التطوير التي يشهدها الشارع ستحوله إلى شارع الثقافة والعلم، وسينافس شارع المعز في محافظة القاهرة في المردود السياحي والترفيهي، معبرين عن فرحتهم بحفظ أماكن باكيات بيع الكتب التي يعملون بها وإضافة لون وطراز جمالي بتناسب مع الطراز التراثي للشارع بعد التطوير.
وتحول شار الكتب الذى عاني من عشوائية كبيرة على مدار سنوات إلى ممشى تراثي يسير فيه المواطنين بأريحية دون مرور السيارات، وتم إعادة ترميم ودهان الواجهات الخاصة بـ16 عمارة وإزالة الإشغالات، مع وضع إضاءات الأعمدة الديكورية، وإضاءات العمائر لإبراز الزخارف المعمارية، كما هو الحال في إحدى شوارع أوربا.
وجرى تطوير باكيات بيع الكتب وعددها 53 باكية إذ تم تجهيزها علي أعلي مستوي يتناسب مع الطابع التراثي للشارع، لترى تأثير هذا التطوير علي بائعى الكتب الذين عاشوا سنوات طويلة فيه، وحيث يعد شارع الكتب المستعملة أو شارع النبي دانيال بمثابة بيتهم الثاني.
والتقت «الشروق» مع محمد أحمد أحد بائعى الكتب في شارع النبي دانيال، الذى كان يراقب التشطيبات النهائية للباكية الخاصة به مبتسما، وبسؤاله هل الوضع بعد التطوير داخل الباكيات أفضل، فكان رده: «نعم بلا شك الوضع الحالي وكان لا يمكن تخيله في يوم من الأيام ولم أتوقع أن يخرج التطوير بهذا الشكل الجميل الذى فتح نفسنا علي الشغل».
والتقط الحديث يوسف حسن، وهو يرتب في كتبه علي الأرفف، قائلا.: «نحن أحسن حالا من قبل ليس فقط المنظر الجمالي و لكن من حيث المساحة و التنظيم»، لافتا إلي لقاء محافظ الإسكندرية محمد الشريف بهم لتقنيبن أوضاعهم دون المساس بأكل عيشهم و ضياع مهنتهم التى عاشوا عليها منذ زمن طويل.
وأعرب أحمد السيد صاحب إحدى الباكيات لبيع الكتب المستعملة في شارع النبي دانيال، عن سعادته عندما قنن محافظ الإسكندرية وضعهم من خلال حق الانتفاع وتجديده كل 9 سنوات، مع دفع قسط 750 جنيها، مؤكدا رضا البائعين عن هذه الآلية التى أبقتهم في أماكنهم بشكل مريح، مشيرا إلى شارعالنبي دانيال تحول إلى شارع للعلم والثقافة وأصبح ينافس شارع المعز في القاهرة وشارع فرنسا في الإسكندرية.
فيما أكد حمدى حسن، أنه وجميع زملائه من الباعة ساعدوا علي أن يتم التطوير بسرعة ولم نكن نتوقع أن يخرج بهذا الصورة، مضيفا: "حركة البيع و الشراء ستزيد وسيشترى منا السياح لأن الشارع أصبح شارع سياحى لزائرى الإسكندرية".
و قال محمود حسن، إنه يعمل على بيع الكتب المستعملة بعد والده الذى بدأ حياته في هذا الشارع منذ السبعينات، متابعا أنه لأول مرة يشهد شارع النبي دانيال تطويرا ما حوله إلي أحد شوارع أوربا، مؤكدا أن تلك النقلة الحضارية للشارع تساهم في حركة بيع الكتب المصرين والسائحين، حيث يجد السائح الشارع كممشى تراثي و معلم سياحي.
من جانبه قال محافظ الإسكندرية محمد الشريف، إن أعمال التطوير ورفع كفاءة شارع النبي دانيال تمت بطول 750 مترا، بتكلفة تقدر ب 103 ملايين جنيه، مؤكدا أهمية الحفاظ على مكتسبات مشروع تطوير شارع النبي دانيال، ومنع تواجد أي إشغالات أو تعديات في الشارع.
وأشار الشريف، إلى أن المرحلة الأولى تضمنت أعمال التطوير بداية من شارع الشهداء مع ميدان محطة مصر حتى شارع فؤاد بطول 300 متر مع إعادة ترميم ودهان الواجهات الخاصة بـ16 عمارة مع مراعاة المباني التراثية، و تم عمل أنظمة إضاءة للواجهات فضلا عن عمل نموذج موحد لكافة المحال الموجودة بالشارع مع مراعاة توحيد اللافتات الإعلانية للمحال مع إستخدام خط الإسكندرية .
وتابع : جرى دهان واجهات المعهد الديني والمركز الثقافي الفرنسي مع إعادة تأهيل ودهان المنطقة الأثرية "الصهريج"، فضلا عن إعادة تأهيل ودهان مسجد سيدي عبد الرازق وبوابة مسجد النبي دانيال.
وأضاف المحافظ، أن هناك تكامل بين تطوير شارع النبي دانيال وبين أعمال التطوير التي تمت في ميدان محطة مصر والمتحف اليوناني الروماني، لإعادة إحياء المناطق والشوارع والميادين التراثية والتاريخية ووضعها على خريطة السياحة العالمية.
وأوضح الشريف، أن الشارع بمثابة مجمع للأديان السماوية الثلاثة حيث يضم الكنيسة المرقسية وهي أقدم كنيسة في أفريقيا، ومعبد إلياهو وهو أقدم المعابد اليهودية التي شيدت في الإسكندرية، ومسجد النبي دانيال، مما يخلق حالة فريدة من تجمع الأديان في أنحاء العالم مبينا أن أعمال التطوير تمت بترميم ودهان جميع المباني الموجودة في الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلي للمباني التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها حيث يوجد نحو 15 مبني تراثي بالشارع.
ويرى الشريف، أن مشروع تطوير النبي دانيال يأتي علي أعلي مستوي يتفق مع النسق الحضاري لمدينة الإسكندرية، ويتناسب مع تاريخه ومكانة المباني التراثية ذات الطراز المعمارى، متابعا: «التطوير يتفق مع الهوية البصرية لمدينة الإسكندرية، و سيكون طراز محلاته والكتابات علي اللافتات واحدة، والأعمدة الديكورية واحدة والبازلت في الأرض متناسق مع التطوير».
وأكد المحافظ، أن شارع النبي دانيال هو أقدم وأعرق الشوارع في المدينة، حيث يعود تاريخ الشارع إلى عام 331 قبل الميلاد، عندما أمر الإسكندر الأكبر المهندس الإغريقي دينوقراطيس ببناء مدينة الإسكندرية لتكون عاصمة جديدة لأمبراطوريته لما وجده فيها من موقع ممتاز يجعلها نواة لعصر جديد، كما يعد شارع النبي دانيال جزءا من الشارع الرئيسي الطولي للمدينة وقت إنشائها.