موائد الرحمن.. لوحة فنية من المحبة بين المسلمين والأقباط في الأقصر

آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2024 - 12:06 م بتوقيت القاهرة

محمد راشد

تُعرف مدينة الأقصر بآثارها الفرعونية العريقة، لكنها تُعرف أيضاً بروح المحبة والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة، ففي شهر رمضان المبارك، يحرص عدد من الأقباط بالاشتراك مع مسلمين على إقامة موائد الرحمن لإفطار الصائمين المسلمين؛ تجسيداً للوحدة الوطنية وروح الأخوة.

منذ سنوات، اتخذت عائلة "عجايبي" من إقامة مائدة الرحمن تقليداً سنوياً، حيث يقدمون وجبات إفطار مجانية لأكثر من 500 شخص يومياً.

وقال "روماني رمزي عجايبي"، أحد أفراد العائلة، هذه المائدة تقام منذ 25 عاماً ورثًا عن أجدادهم الذين حرصوا على مشاركة إخوانهم المسلمين فرحة رمضان.

وأوضح عجايبي، لـ"الشروق" أن مائدة الرحمن في الأقصر تضم مختلف أنواع الطعام، من اللحوم والدواجن والأرز والسلطات، بالإضافة إلى الحلويات والعصائر، كما يُقدمون وجبات خاصة للمرضى في المستشفيات، ووجبات منزلية للمحتاجين الذين يفضلون عدم الحضور إلى المائدة.

وأشار أيمن الشايب، القائم على تنظيم أعمال المائدة، أنها لا تقتصر مشاركة الأقباط في إقامة موائد الرحمن على عائلة "عجايبي" فقط، بل يُشارك العديد من الملمين في مختلف أنحاء الأقصر في هذه الأعمال الخيرية متطوعين سواء في طهي الطعام أو تجهيز المائدة وتوفير لوازمها بجانب توفير العصائر والحلويات.

وأضاف الشايب، لـ"الشروق" أن الجميع مسلمون وأقباط يشاركون في مائدة الرحمن إيماناً منهم بأهمية التراحم والتواصل بين أبناء الوطن الواحد، ومشاركة إخوانهم فرحتهم بشهر رمضان.

وأكد علي راشد، أحد القائمين على تنظيم المائدة، أنه يتجلى فيها رمزاً الوحدة الوطنية والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة، ففي هذه الموائد، يجلس المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب، يتشاركون الطعام والحديث، ويتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان.

واستطرد راشد، لـ"الشروق" أن هذه المبادرات الإنسانية نموذجاً يُحتذى به في نشر روح المحبة والتسامح بين مختلف أطياف المجتمع المصري، فهي تُؤكد أن مصر بلد واحد يجمع بين أبنائه بغض النظر عن الدين أو المعتقد، وأن قيم التكافل والتراحم هي أساس المجتمع المصري.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved