على رأي المثل (7).. حاميها حراميها

آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2024 - 9:10 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بينما تعد الأمثال الشعبية ترمومتر الثقافة فى كل دولة، يشتهر الشعب المصري بأمثال شعبية وأقوال قد تبدو غير مفهومة للوهلة الأولى، ولكن إذا تعمقت في الكلام فستجد أن مضمونها يحمل دلالات ومعاني عميقة.

فالمثل الشعبي هو قصة حياة ترويها الأجيال، وحكاية حكمة الأجداد الصالحة لكل زمان ومكان وإن اختلفت اللهجات، إلا أن المعنى والمغزى من المثل الشعبي يبقى واحداً تردده الألسن، إذ لا يخلو هذا المثل من بلاغة التشبيه والإيجاز والاستعارات والكلام المسجع، للوصول إلى المقصود من دون قصور.

في سلسلة "على رأي المثل" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات للأمثال الشعبية المصرية والعربية استنادا لكتاب " قصص الأمثال" للكاتب المصري سيد خالد.

حاميها حراميها

يحكى أنه في سالف العصر والأوان أيام الحكم العثماني، اتفق اثنان من العثمانيين، على الذهاب معاً الى مدينة بغداد، لزيارة مقام الشيخ عبد القادر الكيلاني، وأخذا معهما مبلغاً من المال من الليرات العثمانية.

وعند وصولهما إلى بغداد، صادفا نصاب أخذ منهما مالهما وهرب، فركضا وراءه وأمسكا به، وفي الطريق صادفتهما الشرطة العثمانية، وأخذوهم ثلاثتهم اللص البغدادي والزائران العثمانيان، إلى الحاكم.

وعندما وصلوا جميعاً، إلى الحاكم، قام الزائران بشرح قصتهما له، وبعد سماعهما، انفرد الحاكم بالسارق لكي يستجوبه، وفي أثناء ذلك كان هناك رجلاً بغدادي أصيل، يشاهد ويتابع عن كسب فصول القصة الحاصلة أمامه، ويراقب ما يحدث.

وبعد ذلك خرج الحاكم ومعه السارق، وصاح بالزائرين قائلا لهما: أنتما كاذبين، وهذا السارق ليس معه شيء من المال، ولم يسرق شيء.

عندها انتفض الرجل البغدادي وقال لهم دعوني أتكلم معه، فتحدث بالفعل مع السارق علي انفراد قائلاً: هذان زائران وغريبان عن البلد، أرجع لهما مالهما وأنا سوف أعطيك ليرة ذهبية حلال، وكما تعلم فالحلال أحلى وأبرك من الحرام، فما رأيك ؟؟.

فقال له السارق: لا أستطيع أن أفعل ذلك لأن الشرطة قالت لي أنهم سيقتلونني إن أعدت لهم المال الذي سرقت، والحاكم قال لي أنه سوف يعدمني إن اعترفت بالسرقة، لأنهم يريدون المال الذي سرقته لأنفسهم

ومن حينها واشتهر المثل القائل "حاميها حراميها "، وأصبحت تداوله الأجيال في كل عصر و زمان حتى وقتنا هذا.

اقرأ أيضا
على رأي المثل (6).. الطبع غلب التطبع

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved