ما فرص نجاح مباحثات أنجولا غدا لحل الأزمة بين حركة إم 23 وجمهورية الكونغو الديمقراطية؟
آخر تحديث: الإثنين 17 مارس 2025 - 12:19 م بتوقيت القاهرة
آية أمان
أعلن الرئيس الأنجولي جواو لورينسو عن بدء محادثاتٍ بين حركة إم23 وجمهورية الكونغو الديمقراطية لضمان سلامٍ دائم، غداً الثلاثاء، حيث تسعى أنجولا إلى تعزيز جهودها للتوسط في الأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال تسهيل المفاوضات المباشرة بين كينشاسا وجماعة التمرد إم 23.
وتشهد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تصاعد للصراع منذ شهرين مع استيلاء حركة إم 23 على مدنٍ رئيسية في شمال وجنوب كيفو. وبينما رفضت كينشاسا في البداية إجراء محادثاتٍ مباشرة مع إم23، مُتهمةً رواندا بدعم المتمردين.
ولا يزال موقف الكونغو من بدء المفاوضات محل شك، حيث كانت حكومة الكونغو قد رفضت مرارا وتكرارا حتى الآن إجراء محادثات مباشرة مع حركة إم23، لكنها قالت الثلاثاء الماضي إنها تلقت دعوة من أنجولا لكنها لم تؤكد مشاركتها، حسب المتحدثة باسم رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي، تينا سلامة.
ومع صمت الكونغو وعدم الإعلان رسميا عن حضروها المفاوضات المنتظر عقدها غداً، تفاخر زعيم حركة إم23 بيرتراند بيسيموا في منشور على موقع إكس بقدرته على إجبار تشيسكيدي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، واصفا ذلك بأنه "الخيار المتحضر الوحيد لحل الأزمة الحالية" التي تفاقمت بشكل كبير منذ يناير.
وتضع القمة الاستثنائية لرؤساء دول منطقة جنوب إفريقيا ( SADC ) التي تعقد يوم الخميس المقبل، الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على جدول أعمالها، من أجل توضيح مصير القوات المسلحة الإقليمية المنتشرة في الجزء الشرقي من البلاد.
يرجع الصراع في الكونغو إلى امتدادت الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 وعبورها الكونغو، حتى بدأ في التفاقم مع الصراع على السيطرة على الموارد المعدنية الهائلة في الكونغو، حيث تعد شرق الكونغو موطن لاحتياطيات هائلة من المعادن الاستراتيجية مثل الكولتان والكوبالت والنحاس والليثيوم، وهي الموارد التي تشكل عنصرا أساسيا في سباق العالم لتطوير التكنولوجيا الجديدة والطاقة الخضراء.
وخلف الصراع الدائر منذ يناير الماضي مقتل أكثر من 7 آلاف شخص على، فيما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) بأن القتال أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 600 ألف شخص منذ نوفمبر الماضي.
وأبدت منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) مخاوفها من تقلص مساحة العمل المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة حركة إم23، وفي تقرير صدر يوم الأربعاء الأسبوع الماضي، ذكرت المنظمة غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان أن المتمردين المدعومين من رواندا مارسوا ضغوطًا متكررة على نشطاء المجتمع المدني والصحفيين واعتقلوهم، بل وصل الأمر إلى اغتيال اثنين منهم.
ويثير الوضع مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة تذكرنا بحروب الكونغو في تسعينيات القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين والتي أودت بحياة الملايين، إلا أن محاولات الوسطاء من دول الجنوب والشرق الأفريقي لا تزال غير فاعلة لوضع حلول قابلة للتنفيذ من أجل وقف الصراع.