التنسيق الحضاري يناقش حكايات المحروسة.. ويفتتح المعرض الاستيعادي مآذن وقباب من المحروسة في الأمير طاز
آخر تحديث: الإثنين 17 مارس 2025 - 11:19 ص بتوقيت القاهرة
محمود عماد
افتتح الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، المعرض الاستيعادي "مآذن وقباب من المحروسة" بقصر الأمير طاز، ضمن مبادرة "تراثنا هويتنا فلنحمه معا" التي أطلقها الجهاز بتكاتف كل عناصر الدولة في الحفاظ على قلب القاهرة الحي والنابض الثري بتراثها العمراني والمعماري المتميز ونسيجها الشعبي المتلاحم، ما يدعو لتضافر جهود الدولة في الحفاظ على هذه المدينة الحية.
وتحدث فيها الدكتور محمد الكحلاوي رئيس اتحاد الآثاريين العرب وأستاذ التاريخ والآثار الإسلامية، عن الليالي الرمضانية في حكايات المحروسة ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم الذي ترسخت في عصر الدولة الفاطمية بدءًا من العمارة الفاطمية التي تبدأ بسور القاهرة الشمالي وباب الفتوح وباب زويلة ومنطقة بين القصرين بالمعز التي تبدأ منها الاحتفالات بحلول الشهر المعظم بعد ثبوت الهلال وتبشير الخليفة بنتيجة الرؤية وتوزيعه المنح والعطايا للرعايا وتدق طبول المسحراتي لكل منطقة وإعلان الصيام، فكل مظاهر الاحتفالات الرمضانية كانت من نتاج الدولة الفاطمية بطقوسها التي مازالت حكايتها المحروسة نحتفل بها حتى الآن، وعرض لاحتفالات خروج كسوة الكعبة من القلعة في أول أيان شهر شوال على 5 حوامل حتى تلحق الحج بمباركة الخليفة.
وشبه الكحلاوي، مسجد عمرو بن العاص في مصر بالكعبة المشرفة؛ لأنه المسجد الوحيد الذي بناه صحابة رسول الله ووصف مشهد صلاة التراويح به كالصلاة في الحرم المكي وله نفس الروحانيات والإجلال وصلاة العيد به بطقوسها الفريدة التي توارثناها من العهد الأموي، وحكي حكاية مدفع الإفطار التي كانت صدفة ولاقت استحسان المصريين ومازالت حتى يومنا هذا.
وعرض الكحلاوي، أيضا للتطور العمراني للقاهرة التاريخية الفاطمية الشامخة حتى الآن وعرض لقصة بناء قصر الأمير طاز مقر الندوة وحاكمه ومراحل تطوره وإعادة إحيائه.
كما تحدث الدكتور أيمن فؤاد المؤرخ والمفكر المصري المتخصص في التاريخ والحضارة العربية الإسلامية، عن القاهرة التي هي رابع العواصم الإسلامية لمصر بعد الفسطاط للقائد عمرو بن العاص، ثم العسكر بقدوم الدولة العباسية ثم العاصمة التي بناها أحمد بن طولون التابعة لمدينة القطائع للدولة العباسية، ثم العاصمة التي بناها جوهر الصقلي وهي أول مدينة مسورة بأسوار وبوابات بناها أمير الجيوشي الجمالي، وتبدأ بسور القاهرة الشمالي وباب النصر مرورًا بمسجد الحاكم بأمر الله، ثم تم بناء القصرين بشارع المعز وبينهم مجموعة الناصر قلاوون ومسجد أحمد بن طولون، مرورًا بباب زويلة ومئذنتيه، وأضاف فؤاد أن مدينة القاهرة هي المدينة الوحيدة التي بها آثار وطرز معمارية تراثية إسلامية في العالم لابد من الحفاظ عليها وإدراجها على قائمة السياحة العالمية.
وأدار الندوة الإعلامي الدكتور جمال الشاعر، الذي أوضح أن مصر بها تنوع ثقافي وطرز معمارية متنوعة ومبهرة ومحمية ومحفوظة من التاريخ بعلامتين النصر التي حباهم الله لهما.
كما تناول المتحدثون الأهمية التاريخية والمعمارية للمآذن والقباب في مصر، ودورها في تشكيل الملامح البصرية للقاهرة التراثية.
وأوضح رئيس الجهاز، أن ثراء التراث المعماري المصري وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الطابع العمراني المميز للقاهرة التاريخية القلب النابض للمدينة الحية التي مازالت صامدة بعمرانها وتراثها المعماري المتميز والتي يتم الحفاظ عليها وأحيائها من خلال المبادرات التي طرحها الجهاز والتي تعمل على تكاتف كل المصريين من خلا مبادرة "تراثنا هويتنا فلنحمه معا ".
وشهد الندوة، قيادات وزارة الثقافة كما شهد حفل الافتتاح مجموعة من أساتذة الآثار والعمارة والتاريخ من مختلف جامعات مصر ولفيف من المهتمين وعاشقي التراث بمصر.
وتضمن المعرض، الذي تم افتتاحه على هامش الندوة حوالي 110 صور فوتوغرافية تستعرض فكرة وفلسفة بناء المآذن بالمساجد، وكأنها آيادي مرفوعة للسماء بالدعاء ومكان إطلاق الدعوة لمواقيت الصلاة الخمس كل يوم.
ومدينة القاهرة تتميز بالتنوع الهائل بالمآذن عن أي مدينة إسلامية أخرى بالعالم الإسلامي حتى أطلق عليها مدينة الألف مئذنة.
ويستعرض المعرض، رحلة تطور طرز تصميم المآذن عبر العصور الإسلامية المختلفة بدءاً بالعصر العتيق الأموي والإخشيدي والطولوني مرورا بالعصر الفاطمي ثم الأيوبي.
كما يركز المعرض، على تطور المآذن والوصول إلى النماذج الرائعة المختلفة للمآذن المصرية في العصر المملوكي مثل مآذن قايتباي بالقرافة والسلطان حسن والمنصور قلاوون والناصر محمد ابن قلاوون، وتستكمل رحلة تطور المآذن بالعصر العثماني، وعصر أسرة محمد علي وصولا إلى العصر الحديث والذي ما زال المعماريون يقتبسون تصميماتهم من التراث المعماري الهائل من المآذن المختلفة بالقاهرة المحروسة.
وبالتوازي مع فكرة تطور وتنوع المآذن، استعرض المعرض، تاريخ القباب وأنواعها المختلفة التي تعلو أضرحة أو تغطي أجزاء من المسجد وأحيانا تغطي بيت الصلاة بالكامل في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي.
وعلى هامش المعرض، تم عرض فيلم تسجيلي عن أهم المآذن والقباب بالقاهرة ومدى تميزها عبر العصور الإسلامية المختلفة قام بإخراجه المخرج أحمد فرج.
وحضر المعرض، طلاب كليات الآثار والهندسة والتاريخ ومحبي التراث، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين.