الدبيبة يتمسك بالسلطة ويعتبر محاولة باشاغا دخول طرابلس انتحار سياسي

آخر تحديث: الثلاثاء 17 مايو 2022 - 10:22 م بتوقيت القاهرة

طرابلس - (د ب أ)

اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة محاولة رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا دخول طرابلس اليوم "انتحارا سياسيا ومحاولة لإثارة الفتنة، وتسلل جبان إلى المدينة في الليل والناس نيام من أجل إحداث الفوضى في طرابلس، من قبل مجموعة لا تعيش إلا في كنف الحرب والفتنة مدعومة من حزب شيطاني يتلقى تمويله من الخارج"، في إشارة للحزب الديمقراطي المنشق عن حزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي كلمة متلفزة ألقاها مساء اليوم الثلاثاء، توجه الدبيبة بالشكر لقيادات ومنتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية التي قامت بصد دخول طرابلس. وقال حول انسحاب باشاغا من المدينة: "لقد وافقت على توفير ممر آمن لفرار من حاولوا دخول العاصمة لأن كل قطرة دم قد تسيل أغلى من الكراسي والأطماع فيها ومن كل شيء".

وأكد الدبيبة استمرار حكومته في أداء مهامها، كضمان وحيد لليبيين من أجل إجراء الانتخابات، حسب وصفه.

وقال في هذا الشأن: "إن المجموعة المنقلبة لن يرى معها الليبيون انتخابات أو تداول سلمي على السلطة، لذلك فالحكومة مستمرة حتى تنفيذ الانتخابات. وبالرغم من إعلان الحكومة جاهزيتها للتنفيذ في منتصف هذا العام، إلا أننا نتابع تلكؤهم وتعطيلهم حتى لا يصلوا إلى قاعدة تنظم الانتخابات، ولازالوا حتى الآن يعرقلون الانتخابات بمنع إصدار قانونها ومنع مفوضية الانتخابات من تنفيذها بحجة عدم وجود قانون. لكنني أقول لهم أمامكم الفرصة الأخيرة لإقرار قانون الانتخابات وإلا فإننا لم نقف مكتوفي الأيدي والليبيون يتحكم في مصيرهم مجموعة من الجاثمين على الصدور لعشر سنين".

وطمأن الدبيبة كافة البعثات الدبلوماسية وممثلي الدول، مؤكداً استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس، وإمكانية ممارسة البعثات لعملهم بالشكل الطبيعي، واعداً بأن الحكومة ستقوم بواجبها في تأمينهم وتأمين مقراتهم.

وختم بالقول: "الانتخابات هي الحل ولا مستقبل إلا بها، أما مشروع التمديد والانقلاب فقد انتحر سياسيا، واليوم صدرت وفاته بشكل رسمي".

في المقابل، أكد باشاغا أن محاولة دخوله طرابلس تمت دون استخدام العنف وقوة السلاح.

وقال عبر صفحته بموقع فيسبوك: "لقد استُقبِلنا من قبل أهل طرابلس الأفاضل، ثم فوجئنا بالتصعيد العسكري الخطير الذي أقدمت عليه مجموعات مسلحة تابعة للحكومة منتهية الولاية".

وتابع: "إن تعريض سلامة المدنيين للخطر جريمة يعاقب عليها القانون ولا يمكن أن نساهم في المساس بأمن العاصمة وأهلها الآمنين. لقد جئنا بالسلام وللسلام وبالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية، نزعنا فتيل الفتنة ولم نرضى بمجاراة الخارجين عن القانون وتعريض المدنيين للخطر. وأن سلوكيات الحكومة منتهية الولاية الهستيرية ومواجهتهم للسلام بالعنف والسلاح دليل قاطع على أنها ساقطة وطنياً وأخلاقياً ولا تمتلك أي مصداقية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة".

وأضاف: "لسنا طلاباً للسلطة بل عاقدين العزم على بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة منتخبة، دولة يسودها القانون ولا يحكمها منطق العنف والفوضى الذي ترعاه الحكومة منتهية الولاية".

وكان فتحي باشاغا قد أعلن فجر اليوم عن دخول طرابلس. واستعان في ذلك ببعض الكتائب المسلحة، على رأسهم كتيبة "النواصي"، الأمر الذي رفضته كتائب أخرى، قامت بمحاصرة مقر كتيبة النواصي بطريق الشط وسط طرابلس.

وبعد اشتباكات مسلحة لم تعرف نتائجها بعد، قام آمر اللواء 444، محمود حمزة بالتوسط بين الفريقين، وتوصل إلى اتفاق يقضي بخروج باشاغا والقوات التابعة له من المدينة.

وعقب انتهاء الاشتباكات، قام رئيس حكومة الوحدة الوطنية ظهيرة اليوم بجولة ميدانية داخل طرابلس لمعاينة الأضرار الناجمة عن الاشتباكات، رفقة بعض الوزراء. ووجه تعليماته بحصر الأضرار وتقدير التعويضات المناسبة.

وأصدر الدبيبة قراراً بإعفاء مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، أسامة جويلي من مهامه، وتكليف معاونه بتسيير المهام لحين تعيين مدير جديد. كما سحب قرار رئيس جهاز المخابرات القاضي بتعيين عقيد، مصطفى الصيد نائباً لرئيس الجهاز للشؤون الأمنية.

يذكر أن حكومة باشاغا قد أدت اليمين القانونية أول مارس الماضي أمام مجلس النواب الذي كلفها ومنحها الثقة، في ظل رفض المجلس الأعلى للدولة لإجراءات تكليف الحكومة، وكذلك حكومة الوحدة الوطنية التي ترفض تسليم السلطة إلا لجهة منتخبة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved