وكيل الأزهر الأسبق لـ«الشروق»: الإرهاب صناعة أمريكية.. وجميع التنظيمات المتطرفة خرجت من رحم «الإخوان»

آخر تحديث: السبت 17 يونيو 2017 - 11:50 ص بتوقيت القاهرة

أجرى الحوار - محمد أبوعوف:

- نحتاج فكرًا إسلاميًا يتلاءم مع العصر ويتوافق مع مشاكل الناس لتصويب الخطاب الدينى
- نسمع فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان.. وتقطِّع بيننا وبين شركائنا فى الوطن
- الأخلاق اختفت من القرية.. وقضايا الدين تحتاج للتروى وألا نردد كلامًا كالببغاء
- دراما وبرامج رمضان بها عرىٌ وإسفاف وتستخف بعقل المشاهد.. والإعلام يحتاج إلى وقفة

أكد وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الشيخ محمود عاشور، أن الإرهاب صناعة أمريكية، وأن جميع التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم جماعة الإخوان، مضيفا أن الإعلام يحتاج لوقفة، خاصة أنه يناقش قضايا تثير الجمهور وتوقع بينهم الفتنة.

وشدد عاشور، فى حواره لـ«الشروق»، على أن تأثير الدراما أقوى من الخطب والوعظ والإرشاد، إذا تحولت لأداة توجيه، مشيرا إلى أن الخطاب الدينى ينبغى أن يواكب العصر، حيث نحتاج فكرا إسلاميا يتلاءم مع العصر، ويتوافق مع مشاكل واحتياجات الناس حتى يؤثر فى قلوبهم، ويجب أن تلبى خطابات المؤسستين الدينية الإسلامية والمسيحية احتياجات الناس.

وإلى نص الحوار:

* الرئيس عبدالفتاح السيسى طالب فى خطابات كثيرة بتصويب الخطاب الدينى.. كيف يتم ذلك؟
ــ الخطاب الدينى ينبغى أن يواكب العصر، فنحن نعيش عالة على العلماء القدامى، ونحتاج فكرا إسلاميا يتلاءم مع العصر، ويتوافق مع مشاكل واحتياجات الناس حتى يؤثر فى قلوبهم.

* فى رأيك.. من الأحق بتصويب الخطاب الدينى الأزهر أم الأوقاف؟
ــ الأزهر والأوقاف هدفهما واحد، وعلى المؤسستين الدينية الإسلامية والمسيحية أن تواكب خطاباتهما العصر وتلبى احتياجات الناس.

* كيف يتم مواجهة الإرهاب؟
ــ جميع التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم جماعة الإخوان، وأعضاؤها يعيثون فى الأرض فسادا وأقوالهم حسنة وطيبة لكن أفعالهم قبيحة، والإرهاب صناعة أمريكية، بدأتها بتأسيس تنظيم القاعدة فى أفغانستان بقيادة أسامة بن لادن الذى استقطب المجاهدين العرب، حيث كانت تتصارع مع روسيا على أفغانستان، ونجحت فى الانتصار عليها، وبعدها سرح الأمريكيون المجاهدين فعادوا لأوطانهم لمجاهدة أشقائهم بفكرهم، ووعدوا بن لادن بحكم السعودية لكنهم خالفوا وعدهم فحاربهم فكانت نهايته القتل وإلقاءه فى البحر.

والرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، صنع «داعش» بهدف تفتيت الشرق الأوسط وتشويه صورة الإسلام فى المجتمعات الغربية.

* يؤدى طلاب الثانوية العامة امتحاناتهم هذه الأيام.. ما رأيك فى إفطارهم؟
ــ إذا أفقد الصيام الطلاب تركيزهم، عليهم أن يفطروا ثم يقضوا تلك الأيام بعد ذلك.

* ما رأيك فى الفتوى التى تتسبب فى كثرة الجدل؟
ــ مجلس النواب سيصدر قانونا خلال الأيام القادمة يجرم الفتوى على غير العلماء، حتى لا يفتى من ليس له الحق، فنحن نسمع فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، وتعيدنا للخلف وتقطع بيننا وبين شركائنا فى الوطن، ومنها فتوى لرجل مسطول تسمح بجماع الزوجة فى نهار رمضان، لأن ذلك جريمة.

* لماذا لا يتحدث الدعاة عن مشاهد الدراما وبرامج المقالب فى رمضان؟
ــ رمضان شهر روحانى مرتبط بالله، يجب أن نتفرغ فيه للعبادة لتطهير القلوب والتخلص من الأوزار والذنوب، حتى نخرج منه بصحائف نقية، لكن كل الموضوعات المطروحة فى البرامج والدراما بها عرى وإسفاف يتجافى مع حكمة رمضان، وما يتم عرضه فيه استخفاف بعقل المشاهد، وعلينا أن نحترم عقله بتقديم شىء قيم يتعلمه ويرفع من معنوياته.

* ما رأيك فيما تناقشه وسائل الإعلام؟
ــ الإعلام يحتاج لوقفة، خاصة أنه يناقش قضايا تثير الجمهور وتوقع بينهم الفتنة، وإذا تحولت الدراما لأداة توجيه يكون تأثيرها أقوى من الخطب والوعظ والإرشاد، لبناء الأخلاق التى تسطحت فى المجتمع.

* ما مدى رضاك عن المشروعات الخيرية فى رمضان؟
ــ المشروعات الخيرية من أصالة الدين فى الناس وتقدم حسب إمكانيات كل شخص، والإسلام يحث عليها، فعندما خطب الرسول (ص) فى أول ليلة من رمضان، قال: «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد فى رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال (ص): يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن».

* ما تعليقك على مقولة «بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا فى رمضان»؟
ــ رمضان شهر العبادة والارتباط بالله، وعلى المؤمنين جميعا أن يهتموا بحلوله لأنه يربطنا بالخالق، ولابد أن يكون لنا ورد قرآنى، فضلا عن صلاة القيام، التى تظهر قوة ارتباط المسلمين ببعضهم والحصن المنيع بين المترددين على المسجد ضد التفرقة، وبئس القوم الذى يأتى رمضان وينقضى ولا يغفر الله لهم، فيجب أن نغتنمه ونستثمره حتى نخرج منه بالتخلص من كل أوزارنا كما ولدتنا أمهاتنا.

* هل تتروى فى قضايا معينة لتأخذ قرارا بشأنها؟
ــ قضايا الدين تحتاج دائما للتروى والحكمة والعقل، وألا نردد كلاما كالببغاء، ويجب علينا أن نصدر ما فيه الخير للناس وليس الشر، حتى لا نؤذى الآخرين ولا نخرج فى الوقت نفسه عن الإطار الذى رسمه القرآن الكريم وجاء به الرسول (ص)، فنظل على الطريق المسستقيم والدراسة العميقة.

* ما الشىء الذى يفتقده المجتمع وتتمنى تحقيقه؟
ــ أتمنى أن تعود الأمة إلى الأخلاق، فالشاعر يقول «إذا أصيب القوم فى أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا»، وأتذكر أيام طفولتى فى القرية عندما كانت توجد تقاليد ثابتة، فلم يكن بها عبث أو خروج عن المألوف كما يحدث الآن، فكلمة «عيب» كافية أن توقف السلوكيات السيئة، أما الآن القرية أصبحت كالمدينة واختفت الأخلاق منها لحد كبير.

* إذا طلبت منك توجيه رسالة لشخصيات إسلامية فى كل العصور.. من تختار؟
ــ أنا على المستوى الشخصى منبهر جدا بالفاروق عمر بن الخطاب لأنه كان السد الذى انهار بعده الإسلام، والشخصية على ابن أبى طالب لكثرة علمه الغزير، والخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز لأنه استطاع أن يقيم الخلافة الإسلامية بعد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين، والشيخ محمود شلتوت أحد علماء الأزهر المحدثين الذى استطاع أن يجمع الأمة على كلمة سواء فى التقريب بين الفكر السنى والشيعى.

* ما الموقف الذى تتذكره فى رمضان ولا يخرج من ذاكرتك؟
ــ وأنا فى السابعة من عمرى كنت مع جدى فى الحقل فى رمضان، وكان اليوم حارا، واستنفدت كل طاقتى فى اللعب، ورغم إصرارى على استكمال الصيام همس جدى فى أذنى وأخبرنى أن «الخيار فى رمضان لا يفطر».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved