معظم الباكستانيين يشعرون بالبهجة بعد عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان

آخر تحديث: الثلاثاء 17 أغسطس 2021 - 10:36 ص بتوقيت القاهرة

(د ب أ)

يبدو أن الفرحة اجتاحت معظم الباكستانيين، من عامة الشعب إلى رجال الدين في العديد من المدارس الإسلامية بأنحاء البلاد، ومن وزراء الحكومة إلى جنرالات الجيش المتقاعدين، بعد عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.

ويشعر مالك ظهير، وهو صاحب متجر، بسعادة غامرة إزاء التطورات في أفغانستان المجاورة .

ويرى ظهير، الذي يبلغ من العمر 49 عاما، وهو من سكان العاصمة الباكستانية إسلام أباد، أن عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان قد تكون بداية عصر ذهبي للإسلام.

وقال الرجل، وهو أب لثلاثة من الأبناء، بنتين وولد: "لقد جاؤوا هذه المرة عبر الطريق الصحيح. لم يقتلوا أحدا. لم يسيئوا للنساء أو الأطفال. سوف يأتون بنظام إسلامي حقيقي."

ودافع ظهير عن العقوبات القاسية التي كانت حركة طالبان فرضتها عندما حكمت أفغانستان في الفترة بين عامي 1996 و 2001، والتي شملت الإعدام على الملأ، والرجم حتى الموت، وأيضا قطع الأيدي.

وتابع ظهير حديثه، وهو يواصل التعامل مع زبائنه من النساء: "فعلوا هذا من أجل إصلاح المجتمع. يوصي الإسلام بتطبيق مثل هذه العقوبات حال ارتكاب جرائم، مثل الزنا والسرقة."

ويبدو أن ما قاله ظهير يطابق آراء معظم سكان باكستان، تلك الجمهورية الإسلامية ذات الأغلبية الساحقة من المسلمين.

ويواجه جيش باكستان القوي اتهامات بتقديم العون لحركة طالبان منذ الإطاحة بها من مقاليد السلطة في أفغانستان في عام 2001.

وقد ازدحمت جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي، تقريبا، بالمديح على "ميليشيا" طالبان، والتي يتردد أن قيادتها كانت تختبئ في ولاية بالوشستان المضطربة بباكستان، منذ أطاحت بها القوات الدولية، بقيادة أمريكا، من السلطة.

وغردت وزيرة حقوق الإنسان في باكستان، شيرين مازاري، بجوار صور تظهر مروحيات أثناء قيامها بإجلاء دبلوماسيي الولايات المتحدة من العاصمة الأفغانية كابول، ومن سايجون (الاسم السابق لمدينة هو شي منه الفيتنامية)، لتوحي بأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يعادل انسحابها المشين في اللحظات الأخيرة عقب حرب فيتنام.

وقال مساعد لرئيس وزراء باكستان عمران خان، يدعى رؤوف حسن، إن الرئيس الأفغاني أشرف غني وأعضاء فريقه من الفاسدين، كانوا عائقا أمام التسوية السياسية في أفغانستان.

وكرر حسن في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ما ردده خان قبل أسابيع، وقال: "لم تكن طالبان تريد التحدث عن السلام إلا بعد استقالة الرئيس غني".

وأشار أحد مساعدي الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، بالفعل أمس الاثنين إلى استمرار المحادثات مع طالبان بشأن انتقال السلطة.

وقال خان نفسه أمس إن الأفغان حطموا أغلال العبودية، في مديح واضح لانتزاع طالبان مقاليد السلطة في البلاد.

وقد نظم المئات من طلاب المدارس الإسلامية في باكستان مسيرات للتعبير عن تأييدهم لطالبان، في المدن الكبرى بمقاطعتين غربي البلاد، تتاخمان الحدود الأفغانية.

وفي خضم هذه الفرحة العارمة، ظهرت تحذيرات، شبه صامتة، من أن استيلاء طالبان، وهي جماعة إسلامية، على السلطة في أفغانستان، من شأنه أن يشجع حركة طالبان باكستان.

وقد قتل مسلحو طالبان باكستان حوالي سبعين ألف شخص على مدار سنوات من العنف، وتسعى الجماعة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.

وقال المحلل الأمني فيدا خان: "بالتأكيد، سيشجع اكتساب المسلحين الإسلاميين قوة في أفغانستان المسلحين في باكستان، وهو سيناريو كابوسي بالنسبة لإسلام أباد".

ورغم الدعم الذي لا يتزعزع لاستيلاء مسلحي طالبان على السلطة في أفغانستان، لا يريد المؤيدون المتشددون لذلك، مثل ظهير، تطبيق الشريعة الإسلامية في باكستان.

وقال ظهير: "تذهب ابنتاي إلى المدرسة، وتريدان مواصلة دراستهما، وأريد لهما استمرار حياتهما... وإذا ما أتت طالبان إلى باكستان، لن يُسمح بذلك".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved