كيف احتفل الفاطميون بالمولد النبوي الشريف؟

آخر تحديث: الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 - 9:19 ص بتوقيت القاهرة

احتفالات المولد النبوي الشريف في الدولة الفاطمية كانت واحدة من أبرز المناسبات الدينية التي اعتنى بها الحكام الفاطميون وأقاموا لها احتفالات كبيرة. وقد عُرف الفاطميون بتقديرهم واهتمامهم الكبير بالمناسبات الدينية، وخاصة تلك التي تتعلق بأهل البيت والرموز الإسلامية.

طبيعة الاحتفالات في الدولة الفاطمية

كان الخلفاء الفاطميون يهتمون بتنظيم الاحتفالات بصورة رسمية. كانت الدولة تجهز الأطعمة والشراب وتوزعها على العامة، وكان الناس يتوافدون إلى القصر أو الساحات الكبرى للمشاركة في الاحتفال. يتم أيضًا توزيع العطايا والصدقات على الفقراء والمحتاجين.

خلال هذه الاحتفالات، كان يتم تنظيم المواكب الدينية التي تضم العلماء والفقهاء والمقرئين الذين يقرأون القرآن ويتلون الأحاديث النبوية ويذكرون سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما كانت تتخللها الأناشيد الدينية والابتهالات التي تتغنى بمدح الرسول.

وكانت الشوارع تُزيَّن بالأعلام والرايات والأضواء، وتُقام الأسواق والبازارات التي تبيع الحلويات والأطعمة الخاصة بهذه المناسبة.

بالإضافة، كان يتم تحضير أنواع مختلفة من الأطعمة والحلويات الخاصة بالمولد وتوزيعها على المشاركين في الاحتفالات، حيث كانت هذه الفترة تشهد نوعًا من التكاتف الاجتماعي والاحتفال الجماعي.

و لم تكن الاحتفالات تقتصر على الطقوس الدينية فقط، بل كانت تُقام أيضًا بعض الفعاليات الترفيهية مثل المهرجانات الفنية والأسواق.

دور الخلفاء الفاطميين

الخلفاء الفاطميون، مثل المعز لدين الله و الظاهر لإعزاز دين الله، كانوا يلعبون دورًا كبيرًا في هذه الاحتفالات من خلال المشاركة المباشرة في المواكب أو إرسال الأوامر بتنظيمها على نطاق واسع. كان الهدف من هذه الاحتفالات تعزيز الولاء للخلافة الفاطمية وربط الناس بها عبر الدين والمناسبات الشعبية.

ساهمت احتفالات المولد في تقوية العلاقة بين السلطة الفاطمية والشعب، حيث كانت تتيح للحكام فرصة إظهار سخائهم ودعمهم للفقراء، وفي نفس الوقت كانت تجمع الناس حول المناسبات الدينية التي تبرز مكانة الرسول وأهل البيت في الإسلام.

أبرز أماكن تصنيع حلوى المولد

تعد منطقة الحسين وشارع الأزهر من أشهر الأماكن التي تشتهر بصناعة حلوى المولد، حيث تنتشر المحلات التي تبيع الحلوى في موسم المولد بشكل كبير. هذه المنطقة تحظى بإقبال جماهيري كبير، خاصة خلال مواسم الأعياد الدينية.

منطقة باب البحر في وسط القاهرة تعتبر واحدة من أقدم وأهم مراكز تصنيع حلوى المولد في مصر. تشتهر بوجود العديد من الورش والمصانع الصغيرة التي تنتج الحلويات التقليدية مثل عرائس المولد، الملبن، السمسمية، والفولية.