بعد فشلها في إسقاطه.. كيف اخترق صاروخ الحوثيين أنظمة الدفاع والرادارات الأمريكية والإسرائيلية؟
آخر تحديث: الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 - 9:16 م بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
منذ يومين، أعلنت جماعة الحوثي أنها أطلقت صاروخًا بالستيًا على "هدف عسكري" وسط إسرائيل، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ في "منطقة مفتوحة" وسط البلاد.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في مقطع فيديو عبر منصة "إكس": "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفًا عسكريًا في منطقة يافا في فلسطين المحتلة، وقد نفذت العملية بصاروخ بالستي جديد فرط صوتي"، مشيرًا إلى أن "دفاعات العدو أخفقت في اعتراض الصاروخ، الذي نجح في الوصول إلى هدفه قاطعًا مسافة تقدر بـ2040 كلم في غضون 11.5 دقيقة".
وتمكن الصاروخ البالستي القادم من اليمن من الإفلات من أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتقدمة، ومن وراءها الرادارات الأمريكية، ولم يتم إسقاط الصاروخ إلا بعد أن مر فوق الأجواء الإسرائيلية، مما أثار تساؤلات حول احتمال وجود أعطال في أنظمة الأمن المعمول بها.
وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش يحقق في سبب الفشل في اكتشاف الصاروخ قبل وصوله إلى وسط إسرائيل، رغم المسافة الطويلة التي قطعها من اليمن، فيما ثارت تساؤلات كثيرة في الإعلام الأمريكي والإسرائيلي عن كيفية تمكن الصاروخ الحوثي من الإفلات من الرادارات الإسرائيلية والأمريكية.
وتناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، في تقرير لها، تساؤلات عديدة حول كيف أفلت الصاروخ الحوثي من أنظمة الدفاع والرادارات الأمريكية والإسرائيلية دون اكتشافه.
وقالت الصحيفة إن الصاروخ الحوثي أفلت من أنظمة الكشف الإسرائيلية "المتقدمة"، حيث لم يتم إسقاطه إلا بعد أن عبر المجال الجوي الإسرائيلي، مما أثار تساؤلات حول احتمال وجود أعطال في أنظمة الأمن المعمول بها.
ومع ذلك، قالت الصحيفة إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الصاروخ قد تم اكتشافه في الوقت المناسب، ولماذا لم يعترضه نظام "السهم" الدفاعي المضاد للصواريخ الباليستية، الذي يعد أول صاروخ يتم تطويره من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، والمصمم خصيصًا لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية على المستوى الإقليمي، كما هو مخطط له.
تطوير قدرات الدفاع لـ25 عامًا
واستنكرت الصحيفة أنه على مدى 25 عامًا، تم تطوير نظام "السهم" الدفاعي المضاد للصواريخ الباليستية وترقيته ليكون قادرًا على اعتراض الصواريخ الباليستية من هذا النوع الذي ضربه الحوثيون على إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه من شمال اليمن، يحتاج الصاروخ، الذي يقدر وزنه قبل الإطلاق بنحو 15-17 طنًا، لكن الرأس الحربي نفسه يزن حوالي 650 كجم، وتحمل شحنة متفجرة كبيرة يمكن أن تسبب، مع سرعة تأثيرها، أضرارًا جسيمة للمدنيين والمؤسسات العسكرية المحمية، ما يصل إلى 12-15 دقيقة فقط للوصول إلى وسط إسرائيل.
كيف يتم إطلاق الصاروخ؟
وأوضحت الصحيفة أن مدى الصاروخ يبلغ حوالي 2000 كيلومتر، وهو ما يكفي لتغطية المسافة من اليمن إلى إسرائيل، حيث تم نقل الصاروخ من موقع تخزينه بالشاحنات إلى موقع الإطلاق، ثم تم تجميعه، وتحديد هدفه مسبقًا فلا يمكن تغيير مساره أو تصحيحه أثناء الطيران، فيما استغرقت الاستعدادات لإطلاقه، وخاصة ملء المرحلة الأولى بالوقود، حوالي 30 دقيقة.
مراحل الكشف عن الصاروخ
وقالت الصحيفة إن هناك مراحل للكشف عن الصاروخ، مستنكرة أنها تعطلت في إسرائيل ولم تتصدى للصاروخ الحوثي.
وأكدت أنه عندما يتم نصب الصاروخ للإطلاق، يكون في منطقة مفتوحة مرئية للأقمار الصناعية الاستطلاعية الإسرائيلية والأمريكية، والتي من المفترض أن تراقب مواقع الإطلاق المحتملة.
فشل في رصده واعتراضه
وقالت إنه عندما يتم إطلاق الصاروخ، يتم اكتشاف الحرارة الشديدة التي يولدها محركه بواسطة شبكة الأقمار الصناعية الأمريكية للتحذير من الصواريخ، ومن المفترض أن يتم نقل المعلومات إلى جيش الدفاع الإسرائيلي.
وتابعت أنه من المفترض أن تقوم عدة أنظمة رادار بكشف وتتبع الصاروخ عندما يكون في مساره نحو إسرائيل، تشمل الرادارات من البحرية الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، والرادار بعيد المدى "إكس باند" الذي يقع في صحراء النقب، والذي تديره القوات الأمريكية، وأخيرًا، رادار نظام "السهم" الدفاعي الإسرائيلي.