صناعة الغاب في قرية الغوابين بدمياط: مصدر رزق عائلي مهدد بالاندثار

آخر تحديث: الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:07 ص بتوقيت القاهرة

حلمي ياسين

تعد قرية الغوابين بمحافظة دمياط، التابعة لمركز فارسكور، واحدة من القرى التي اشتهرت بصناعة الغاب، وهو من الصناعات اليدوية التي تمتاز بها العديد من المناطق الريفية في مصر، وتحديدا في دمياط، وتشمل الصناعة مجموعة متنوعة من المنتجات مثل السدد والحصير والأقفاص والسلال، وهي مصدر رزق رئيسي لكثير من سكان القرية.

وأكد المهندس فكري النبراوي، من أهالي القرية، لـ"الشروق"، أن صناعة الغاب في قرية الغوابين تعود لعقود طويلة، ويمتهن أهالي القرية هذه المهنة، ويجيدون تطويعه وترويضه، ويعتمد أهالي القرية عليه بشكل كامل، وهو متوفر على حواف الترع، وعلى ضفاف النيل والقنوات المائية القريبة، ويستخدمونه في تصنيع أدوات منزلية وحرفية تساهم في دعم الاقتصاد المحلي، والنساء والرجال على حد سواء يشاركون في هذه الصناعة، وتجد أكثر من "منسج" بجوار كل بيت، ومنها يتزوجون ويزوجون بناتهن وأبناءهم، وهو وسيلة حقيقية للتعاون الأسري.

وقالت عليا عكاشة، ربة منزل في قرية الغوابين: تبدأ العملية بجمع نبات الغاب من الحقول، ونحن هنا نسميه "زرع شيطاني" لأنه ينبت تلقائيا، ونصنع منه "السدد والحصير والسلال، والأقفاص، والناي، والمزمار البلدي، ويستخدمونه في المقاهي في التدخين، الجوزة، ويستخدم في صناعة الطائرات الورقية، وأحواش صيد الأسماك"، أيضا يتم تجفيفه ويُقطع إلى شرائح، وفقًا لنوع المنتج المراد تصنيعه.

وتابعت، "بعد ذلك، يشكل العمال المنتجات يدويا لاستخدامات متوارثة عبر الأجيال، مشيرة إلى أن هذه الصناعة تتطلب مهارة ودقة عالية، حيث يتم إنتاج قطع متينة وجميلة تتميز بالجودة العالية، ما يجعلها مطلوبة في الأسواق.

وأوضح هيثم العربي، أحد أهالي القرية، أنه رغم أهمية هذه الصناعة، فإنها تواجه عدة تحديات، مثل تراجع الطلب بسبب المنتجات البديلة الرخيصة، بالإضافة إلى عدم وجود دعم كافٍ لتحديث الأدوات والمعدات المستخدمة، ومع ذلك يسعى أبناء قرية الغوابين إلى الحفاظ على هذه الحرفة، من خلال تحسين جودة المنتجات وتسويقها بشكل أفضل، وذلك للحفاظ على الحرفة من الاندثار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved