ضرب سوق النفط العالمي..ما نتائج تنفيذ إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز؟

آخر تحديث: الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:19 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات الإيرانية لإغلاق مضيق هرمز ردًا على العقوبات الأوروبية الجديدة، وذلك كورقة ضغط على أوروبا والتأثير على سياساتها تجاه إيران وخلق نوع من التوازن يحفظ المصالح الإيرانية.

 

-أوروبا تخنق طيران إيران

 

أعلن الاتحاد الأوروبي فرضه لعقوبات قاسية على 14 كيانا وشخصية إيرانية، بينهم كبار المسئولين وشركات الطيران الرئيسية، وذلك ردًا على توريد إيران صواريخ باليستية إلى روسيا.

وشملت العقوبات تجميد الأصول وحظر السفر، واستهدفت بشكل خاص شركة "إيران إير" وشركتي طيران إيرانيتين أخريين، بالإضافة إلى نائب وزير الدفاع الإيراني سيد حمزة جلاندري.

وأوقفت الخطوط الجوية الإيرانية تسيير رحلاتها إلى وجهات أوروبية بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الخطوط الإيرانية.

وقال أمين عام رابطة شركات الطيران الإيرانية مسعود أسعدي ساماني: "إن شركة الطيران الوحيدة التي تسير رحلات من إيران إلى وجهات أوروبية ستتوقف عن تنفيذ الرحلات ما يعني أنه لن يكون هناك طيران إيراني إلى أوروبا".

- مطالبات برد فعل إيراني

 

 

ومن بين ردود الفعل، قالت صحيفة "كيهان" المحسوبة على المرشد الإيراني، في افتتاحيتها: "على إيران إغلاق مضيق هرمز في الخليج أمام السفن الأوروبية ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شركة الخطوط الجوية الإيرانية، شركة الطيران الرئيسية في البلاد".

- الصحافة الإيرانية: يجب أن تدفع أوروبا ثمن قرارها

وقال رئيس تحريرها حسين شريعتمداري: "لقد اختارت أوروبا طريق المواجهة بدلاً من التفاعل مع إيران من خلال بدء جولة جديدة من العقوبات تحت ذريعة كاذبة مفادها أن إيران أرسلت صواريخ إلى روسيا، والآن يتعين على أوروبا أن تنتظر حتى تدفع ثمن قرارها" .

وكتب شريعتمداري: "من المؤكد أن إيران تمتلك قدرات أكبر للضغط على أوروبا اليوم في المناورة التي بدأتها"، مشيرا إلى أن منع السفن الأوروبية من الوصول إلى وجهاتها في الخليج الفارسي سيكون أكثر تكلفة على أوروبا من حظر الرحلات الجوية الإيرانية.

- ماذا نعرف عن مضيق هرمز؟

 

 

يقع مضيق هرمز بين الساحل الإيراني شمالاً وشبه الجزيرة العربية جنوباً، ويمتد على مسافة 39 كم في أضيق نقطة.


يُعتبر المضيق أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يعبر من خلاله نحو 20-30% من النفط العالمي المنقول بحراً.

يشكل المضيق شرياناً حيوياً للدول المنتجة للنفط في الخليج مثل السعودية، الإمارات، الكويت، والعراق، حيث تعتمد هذه الدول بشكل كبير على تصدير النفط عبر هذا الممر إلى الأسواق العالمية، وفقًا لما ذكره موقع "اربيبان جولف بيزنس إنسايت".

وتلعب الولايات المتحدة وحلفاؤها دوراً مهماً في ضمان حرية الملاحة في المضيق، حيث تملك قواعد عسكرية وقوات بحرية في المنطقة بهدف حماية مصالحها في تدفق النفط العالمي.

وهددت إيران في مناسبات عديدة بالإقدام على إغلاق مضيق هرمز في إطار حق ردها على العقوبات الأمريكية القاسية بخاصة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

- ما التداعيات المتوقعة حال إغلاق إيران مضيق هرمز؟

 

 

ويترتب على تنفيذ إيران تلك الخطوة، تداعيات بالغة التأثير، منها أنه سيؤدي إلى نقص كبير في إمدادات النفط العالمية، مما سيدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.

ويمر عبر المضيق حوالي 17 مليون برميل من النفط يوميًا، وبالتالي فإن تعطيل هذا المسار سيؤثر على الأسواق بشكل فوري، هذا التأثير قد يكون حادًا خاصة في الدول المستوردة للنفط، وفقا لموقع "آرورا" المختص في أبحاث الطاقة.

-تعميق أزمة الغاز في أوروبا

 

 

وبحسب تقرير للموقع، فإن الآثار ستمتد لسوق الغاز الطبيعي المسال، إذ أن قطر تعتمد بشكل كامل تقريباً على مضيق هرمز لتصدير غازها إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية، أي تعطيل لهذه الإمدادات قد يؤدي إلى أزمة طاقة في أوروبا وآسيا، وخاصة في ظل محاولات الدول الأوروبية تعويض الإمدادات الروسية بعد أزمة أوكرانيا.

-تأثر اقتصاد الخليج

 

 

وتعتمد دول الخليج بشكل كبير على صادراتها النفطية، وإغلاق المضيق سيعطل هذه الصادرات، ما سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة لهذه الدول، رغم وجود بعض البدائل مثل خطوط الأنابيب في السعودية والإمارات، إلا أنها ليست كافية لتعويض الطاقة الكاملة للنفط الذي يمر عبر المضيق، وفقًا لموقع مركز الأبحاث الأمريكي "كاونسل أون فورين ريلاشنز".

-هل أغلقت إيران المضيق قبل ذلك؟

 

 

ويؤكد التاريخ السياسي لإيران أعقاب الثورة الإسلامية لم يكن على وفاق مع الدول والقوى الكبرى في أحيان كثيرة، ما جعل التهديد بإغلاق المضيق ورقة ضغط لوّحت بها عدة مرات إلا أن إغلاق مضيق هرمز بشكل كامل لم يحدث حتى الآن، إذ تدرك إيران أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ردود فعل عسكرية ودبلوماسية كبيرة من القوى الدولية، لا سيما الولايات المتحدة.

-حرب الناقلات

 

 

وتمثل "حرب الناقلات" التي جرت في خضم الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في عام 1980، هي الواقعة الأكثر تصعيدا في ما يخص مضيق هرمز، فلم يكن الصراع قاصرًا على الجبهات البرية فقط.

وأدركت إيران والعراق أن ضرب البنية التحتية النفطية للخصم سيؤدي إلى ضغط اقتصادي هائل، لذلك شنت الدولتان هجمات على الناقلات التي تنقل النفط عبر الخليج العربي ومضيق هرمز.

وشهدت أسواق النفط العالمية اضطرابًا كبيرًا بسبب استهداف الناقلات، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين وزيادة المخاوف من تأثيرات طويلة الأمد على الإمدادات العالمية.

وتدخلت الولايات المتحدة خلال الحرب لحماية ناقلات النفط الكويتية التي رفعت العلم الأمريكي، وكانت هذه الخطوة جزءًا من "عملية الإرادة الجادة" التي هدفت إلى ضمان حرية الملاحة في الخليج العربي كما نشرت البحرية الأمريكية قواتها لحماية الناقلات وتأمين تدفق النفط إلى الأسواق العالمية، وفقا لما نشرته "دويتشه فيله" الألمانية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved