مسرحية بلاي.. لعبة فنية تستعرض مشاكل المجتمع

آخر تحديث: السبت 18 يناير 2025 - 5:53 م بتوقيت القاهرة

إيناس العيسوي

المؤلف سامح مهران: العرض ينطلق من واقعة بسيطة لقضايا أكبر.. والمتفرج جزء من الحدث
المخرج محمد الشافعى: نقدم مسرحية داخل المسرحية.. ولعبة تعتمد على الارتجال والكوميديا
جلال عثمان: نقدم حالة خاصة تبدأ من بروفة ممثلين يبحثون عن شىء يطرحوه للجمهور
فكرة غياب المؤلف والمخرج إسقاط على من سافروا للعمل بالخارج وباعوا قضية المسرح
عبير الطوخى: لعب ثلاث شخصيات فى وقت واحد أصعب لحظات العرض

 

تواصل مسرحية «بلاى» عرضها على مسرح الغد بالعجوزة، وسط اهتمام جماهيرى ونقدى بالعرض الذى يقترب من كوميديا دى لارتى أو «مسرحية داخل مسرحية»، وتدور الأحداث فيه حول فرقة مسرحية تبحث عن نص لفتح موسمها الجديد، ويتم الاتفاق على اشتراك الجميع فى حالة ارتجالية فى ظل غياب المؤلف والمخرج اللذين سافرا للعمل بالخارج، ومن خلال مواقف وأحداث معاصرة فى المجتمع الذى نعيشه يعبر أعضاء الفرقة عن مشاكل الأسرة مصرية.

عرض «بلاى» إنتاج البيت الفنى للمسرح، تأليف د. سامح مهران، وبطولة على كمالو وجلال عثمان وعبير الطوخى ونائل على وأحمد نبيل وإيمان مسامح ووليد الزرقانى، وإخراج د.محمد الشافعى.

وعن التجربة يقول المؤلف د. سامح مهران: العرض يجعلنا نعيد النظر فى سلوكنا وفى الواقع الذى نعيشه، من خلال أسرة بسيطة ترغب فى أن يكون لديها اشتراك فى النادى، وهذا الحدث البسيط يكبر ككرة الثلج، لنرى من خلاله مشاكل أخرى، ومنها الهجرة غير الشرعية وإحباطات الشباب والبطالة والظروف الاقتصادية السيئة، ومن واقعة بسيطة جدا نرصد مشاكل المجتمع كله.

وأكمل مهران: النص الأصلى اسمه «ديسكو» وكنت أقصد من اسمه أن يشترك المتفرج حتى بالرقص فى الديسكو، بمعنى أن يكون المتفرج جزءًا من الحدث، كنوع من تشجيع المتفرج على التفاعل، والنص لم يتم تقديمه كما هو بل أُضيف له جزء ارتجالى تحت إشراف مخرج العرض، وهناك أجزاء تم حذفها، وفى النهاية ما تم تقديمه على المسرح رؤية المخرج وأنا أحترمها.

وأكد مهران أن مخرج العرض محمد الشافعى استطاع أن يحقق برؤيته ما تضمنه النص بنسبة كبيرة، بفكرة المغامرة مع المتفرج، والحمد لله الترحيب كبير بالعرض من الجمهور العادى والنقاد والصحفيين.

وعن عرض «بلاى» يقول المخرج د.محمد الشافعى: تم تغيير اسم العرض من «ديسكو» لـ«بلاى» تخوفًا من أن يكون هناك أكثر من عمل فنى بهذا الاسم، مثل فيلم «ديسكو ديسكو» ومسرحية «ديسكو» إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة، وجاء اسم «بلاى» لأن فكرة المسرحية واللعبة متحققين فى العرض، فهو «كوميديا دى لارتى» أو مسرحية داخل المسرحية، لمجموعة من الممثلين يلعبون داخل الحكاية.

وأضاف الشافعى: العرض قائم على الارتجال والإكسسوارات وتوظيفها بأكثر من شكل، وحاولنا أن يكون الديكور بسيطًا جدًا لأنها بروفة، هى قطعة ديكور واحدة وتتفكك، الكراسى والترابيزة على شكل بازيل، دليل على التفكيك، والديكور أيضًا به لعبة أخرى وهى الدومينو وتدل على الخداع، والعرض مبنى على فكرة البناء والتفكيك.

وأكمل: يدور العرض حول مجموعة الممثلين فى بروفة، يخلقون خلالها أفكارًا مرتبطة بالمجتمع الذى نعيش فيه، بينما حارس المسرح لا يستوعب ما الذى يصنعوه، فيدخل من حين لآخر يقطعهم ويفصلهم من الحالة التى هم فيها ويجعلهم يعودون إلى شخصياتهم الحقيقية فى شكل كوميدى فيه مساحة كبيرة من الارتجال، و50% من العرض متجدد وفقًا لحالة الممثلين والجمهور وتفاعلهم، هناك نص وخط أساسى نسير عليه ولكن دخول الحارس بالأخص فى المشاهد التى بها فواصل تتجدد كل ليلة تقريبًا، والممثلون تدربوا على ذلك.

وأضاف قائلا: التيمة الأساسية فى العرض مرتبطة بفكرة الطموح الذى يسعى الناس إليه، جميل أن يكون الإنسان طموحا ولكنه لا يكون إيجابيًّا دائمًا، وكنت أرغب فى تقديم هذه التجربة بمسرح غير تقليدى بعيدًا عن العروض الكلاسيكية وهو ما تحقق بمسرح الغد.

وعن استعداد الفنان جلال عثمان أحد أبطال العرض لدوره قال: عندما قرأت النص ودورى، تحمست جدًا للتجربة، أحب دائمًا أن أتحرر من قيود الممثل داخل لحظات إلهامية واندماجية، هذه الحرفية المقدمة فى العرض مهمة جدًا، فكرة محافظة الممثل على الشخصية والدخول والخروج منها لصالحها كانت متعة بالنسبة لى.

وأضاف: نحن لسنا أمام حالة عرض تقليدى أو نص بالمفهوم التقليدى المتعارف عليه، نحن أمام حالة ارتجالية تبدأ من بروفة مجموعة ممثلين يبحثون عما هو الجديد الذى سيطرحوه على الجمهور، ونحن فى العرض نسقط فكرة أن المؤلف والمخرج غير موجودين، لأنهم سافروا للعمل فى الخارج وباعوا قضية المسرح، فلعبنا كممثلين دور المؤلف والارتجال داخل البروفة، ونضع ونبنى فرضية وهى الأب الذى يرغب أن يشترك لأسرته فى النادى ومن هنا نتعرف على باقى أفراد العمل، ونفجر مجموعة قضايا من خلال هذه الفرضية.

وأضاف: فكرة تواجد بعض الشخصيات من نصوص عالمية داخل الحكاية تتفق مع لحظات الارتجال، وتم اختيار هذه الجمل بعناية لأن أبطال العرض هم فرقة مسرح ويلعبون ما بين العامية واللغة العربية الفصحى.

وقالت الفنانة عبير الطوخى أحد أبطال المسرحية عما جذبها لقبولها العمل: دكتور سامح مهران كتب نصا محكما، ولكن فكرة أننى أرتجل أكثر ما جذبنى للعمل.

وعن صعوبات هذه التجربة قالت: أحاول أن أفصل بين الثلاث شخصيات التى أجسدهم ويصلوا للجمهور كأنهم شخصية واحدة بينهم نسيج مشترك، أصعب ما واجهنى فى الدور، وهذا أخذ منى وقتا ومجهودا مضاعفا، ودكتور محمد الشافعى أعطانا مساحة أن نجرب يوميًّا فى البروفات إلى أن استقررنا على الشكل النهائى للعمل.

أكدت أن مؤلف العرض ومخرجه أضافا لها الكثير، ودفعاها لأن تبحث عن مفردات وقدرات جديدة بداخلها، لتتمكن من لعب ثلاث شخصيات فى وقت واحد.

ويرى الفنان على كمالو أحد أبطال العرض أن شخصية الحارس التى لعبها، هى شخصية متنوعة تحقق إشباعا فنيا بناء على الشخصيات التى يستعرضها من التنوع بين الخيال والواقع داخل العرض، مؤكدا سعادته بردود فعل الجمهور على التجربة وعلى دورة الذى يلعبه بحس كوميدى مختلف.

وتؤكد الفنانة إيمان مسامح أن العرض جعلها تلعب لأول مرة شخصية «لايت»، فهى دائمًا تقدم فى أعمالها أدوار مركبة، ومع ذلك فهى تراه أصعب من الأدوار الجادة، لأن كوميديا الموقف تحتاج إلى مجهود أكبر حسب قولها، وأن التجربة اسم على مسمى بالفعل، فهى بالفعل لعبة.

كذلك قال الفنان وليد الزرقانى أحد أبطال العرض: وافقت فورًا على الدور بمجرد عرضه عليه، لأنى رأيته مختلفا عنى تمامًا، وكان تحديا بالنسبة لى، الورق غير تقليدى ومساحة الارتجال أضافت للعمل، والدور تركيبة مختلفة، تقترب من السهل الممتنع، وأخذ منى وقتًا ومجهودًا وتركيزًا مضاعفًا، المسرحية هى بالفعل لعبة تمثيل وفكر وحقيقة وخيال وواقع، مزيج ما بين كل ما ذكرته نراه داخل العرض.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved