انقسامات حكومة نتنياهو ومبعوث ترامب.. عناصر أساسية في اتفاق غزة

آخر تحديث: السبت 18 يناير 2025 - 12:19 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تحليلاً يتناول كيف أن موافقة إسرائيل على اتفاق غزة يخفي انقسامات عميقة من شأنها أن تهدد وقف إطلاق النار والمستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وذكرت "سي إن إن" أن وقف إطلاق النار المتفق عليه في قطر من المقرر أن يستمر لمدة 42 يوماً، وخلال تلك الفترة، من المتوقع إطلاق سراح 33 رهينة مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، وسيكون هناك انسحاب بطيء لجيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية.

وأشارت "سي إن إن"، إلى أن الاتفاق لا يعتبر نهاية دائمة للحرب ولا يضمن حرية الـ65 رهينة الذين سيظلون في غزة بنهاية المرحلة الأولى، وكثير منهم على الأرجح ماتوا، موضحة أنه لم يتم التفاوض على ذلك، بداية من حلول اليوم 16 من الهدنة.

واعتبر تحليل "سي إن إن" أن تلقبات السياسة الإسرائيلية قد تملي ما إذا يمكن لأي من ذلك أن يحدث، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي وافق عليه نتنياهو يشبه بشكل ملحوظ للمقترح الذي عارضه على مدار ما يقارب العام.

وتضمن المقترح الذي عارضه وقف متعدد المراحل لإطلاق النار، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وقد كان هذا بالضبط ما وافق عليه نتنياهو الآن.

وقالت "سي إن إن"، إنه بالرغم من ضعف حماس بشكل لا شك فيه، لم تحقق إسرائيل "النصر التام" الذي لطالما وعد نتنياهو به، مشيرة إلى ارتباك حلفاء نتنياهو المتطرفين من تحوله المفاجئ.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى تهديد ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالاستقالة من الحكومة بسبب الاتفاق، قائلاً: "أحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسأتأكد من مواصلة شغله منصب رئيس الوزراء، لكنني سأستقيل من الحكومة لأن الاتفاق الذي جرى توقيعه كارثي".

وأوضحت "سي إن إن"، أن ما يمكن أن يتسبب في انهيار الحكومة هو ما إذا كان سينضم وزير المالية بتسلئيل سموترتيتش إلى بن غفير في الانسحاب من ائتلاف نتنياهو.

ويرغب سموتريتش في التأكد من السلام في غزة ليس دائماً، وأن تعود إسرائيل للحرب بعد الهدنة التي تمتد 42 يوماً التي من المتوقع أن تشهد إطلاق سراح 33 رهينة.

وفي حين أنه من شأن رحيل سموترتيش أن تتسبب في انهيار ائتلاف نتنياهو، يمكن لزعيم المعارضة يائير لبيد إنقاذه، الذي قدم شريان حياة سياسي لرئيس الوزراء من خلال دعمه في المجلس التشريعي.

وبحسب "سي إن إن"، يعني ذلك أن لبيد يهدد نتنياهو، وهو ما يمكن أن يتسبب في انهيار الحكومة وبدء انتخابات متى ما اختار ذلك، وهو تهديد بالتأكيد سيفعل نتنياهو أي شيء لتجنبه.

-ترامب واتفاق غزة

من جانبها، عرضت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كواليس التوصل إلى اتفاق غزة، والدور الذي لعبه ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في إتمام الأمر.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن ويتكوف اجتمع مع نتنياهو لتوصيل رسالة صارخة من رئيسه مفادها بأن الوقت قد حان لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مصدر مطلع على المحادثات قوله، إن ويتكوف، مطور عقاري من نيويورك، نقل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يجب الاختيار وأن المفاوضين الإسرائيليين بحاجة إلى سلطة لاتخاذ القرار.

ونقل ويتكوف نفس الرواية إلى الوسطاء العرب، حيث أخبرهم قبل ذلك بيوم، وبحوزته ملف سميك يتضمن تفاصيل الجولات السابقة من المفاوضات، أن الوقت قد حان للتوصل لاتفاق، وليس مداولات دبلوماسية لا نهاية لها.

وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن ويتكوف مستجد على الدبلوماسي، لكن جهوده جاءت في الوقت المناسب، حيث كان كلا الجانبين أكثر ميلاً للتوصل لاتفاق، خاصة بعد تحذير ترامب من "جحيم" حال عدم التوصل لاتفاق.

وفوراً بعد الاجتماع، بعث نتنياهو مساعدا بارزا له ورؤساء أجهزة المخابرات إلى الدوحة من أجل أسبوع مكثف من المفاوضات الذي أعاد اتفاقا كان يحتضر إلى الحياة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved