غدا.. انطلاق قناة الوثائقية بمزيج من سلاسل عالمية وسير ذاتية لشخصيات مصرية ملهمة

آخر تحديث: السبت 18 فبراير 2023 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

أحمد فاروق:

• هيكل وإدريس والريحانى وصالح مرسى وأدهم الشرقاوي أول دفعة من أفلام السير الذاتية.. وضربة البداية حوار مع أمير حدود داعش
تحت شعار "القصة كاملة"، تطلق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فى الثامنة مساء غد الأحد، قناة «الوثائقية»، والتى من المقرر أن يستمر بثها لمدة 24 ساعة يوميا، معلنة عن تنفيذ مجموعة من الأفلام الجديدة لشخصيات مصرية ملهمة فى مختلف المجالات، والاتفاق على عرض سلاسل عالمية من الأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى إتاحة مكتبة من الأفلام الوثائقية تضم 50 فيلما، نفذتها وحدة الأفلام الوثائقية فى الشركة المتحدة بدءا من 2017.

القناة التى يرأسها الإعلامى شريف سعيد، تحت إشراف رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى فى الشركة المتحدة الكاتب الصحفى أحمد الدرينى، راعت فى تصميم اللوجو الخاص بها، أن تكتب كلمة «الوثائقية» بلغة عربية فصحى وواضحة، أما النقوش الممتزجة بالشارة بدءا من اليمين فهى مستوحاة من رموز «حجر رشيد»، حيث الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، وصولا إلى الحروف العربية العريقة فى نهاية الشارة، وذلك فى تنويه عن الروافد المختلفة التى كونت عراقة الشخصية المصرية وطبقات حضارتها عبر آلاف السنوات، أما اللون الذهبى، فهو حسب شريف سعيد رئيس القناة، إشارة إلى ما تنتوى أسرة «الوثائقية» أن تكون فى أصالته الأعمال المقدمة عبر الشاشة من وثائقيات تحترم عقل ووجدان المُشاهد المصرى والعربى.

اختارت قناة «الوثائقية» أن تكون ضربة البداية، حوارا مع أمير الحدود السورية فى تنظيم داعش، يذاع بعد ساعة واحدة من الانطلاق الرسمى للقناة، وتحديدا فى التاسعة مساء غدا، حسب ما أعلنه رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى أحمد الدرينى، الذى قام بإجراء الحوار.

وأوضح «الدرينى» عبر حسابه بموقع فيسبوك، أن الحوار هو شهادة مسلسلة على عدة أجزاء، مليئة بالتفاصيل والتشابكات والإفراج عن معلومات تخرج للعلن للمرة الأولى حول التجربة الجنونية لهذه الجماعة المخبولة، وتحتوى على إفادات خطيرة من داخل «داعش» عن بداية نشأة التنظيم وعن كواليس إدارته وعن جرائمه الكبرى (وصولا لمشاهد حرق الأحياء وكيف استخدمها البغدادى دعائيا) .. مع تسليط الضوء على المواضع الغامضة فى «داعش» ومحاولة فك شفراتها، كما يعد الحوار أيضا شهادة عن الربيع العربى ومآلاته، فى الدولة الليبية، والحالة السورية، وطبيعة وخلفية المصريين الذين التحقوا بتنظيم الدولة وجبهة النصرة، ودور الإخوان فى تأجيج المشهد السورى.

وأكد «الدرينى»، أن أمير حدود داعش، تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم صار إرهابيا متجولا بين البلدان إلى أن وصل لرتبة أمير حدود ما سُمى بـ(تنظيم الدولة) ، فى الحد الفاصل بين سوريا وتركيا، ولذلك فإن هذا الحوار يكشف كيف لإرهابى دولى شديد الخطورة أن يتسكع بين البلدان، بثلاثة أسماء وبنمط تأمين عال، وينتهى به الحال فى قبضة السلطات المصرية، ليقر بكل شىء ولتُستكمل خيوط معلوماتية مترامية الأطراف، فى نسيج واحد لمصر، رممتها بكل دأب وصبر وعبقرية، لتحيط علما بهذه الشبكة المعقدة وأطرافها الفاعلين والداعمين والمتواطئين ولو بالصمت والتمرير.

وأوضح «الدرينى»، أن «رشيد المصرى» هو (الاسم التنظيمى) لأمير حدود داعش، و«فهمى الأسود هو الاسم فى (الهوية الملفقة) ، وهيثم عبدالحميد هو (الاسم الحقيقى) ، مشيرا إلى أنه ليس شابا غرا ولا ساذجا، بل مثقف وواع وحاضر البديهة ويدرك ما يفعل جيدا.

وختم «الدرينى» تدوينته متسائلا: كيف ينخلق الوحش من بين صفوفنا؟ ومن دوائرنا المتاخمة؟ وما حجته وأسبابه؟ وكيف ينظر لنفسه ولتجربته؟ وإلام سينتهى به المطاف؟

أما عن الأفلام التى أعلنت قناة الوثائقية عن إنتاجها، لتعرض للجمهور مع بداية البث، فكانت الدفعة الأولى من الأفلام التى أعلنت عنها المحطة، سير ذاتية عن شخصيات مصرية ملهمة، يأتى فى مقدمتها فيلم عن «أدهم الشرقاوى»، يعرض مع بداية البث في الثامنة مساء غدا الأحد، ويستعرض الفيلم بشكل تفصيلى الروايتين المتناقضتين لسيرته؛ الأولى هى الرواية الرسمية التى تطرقت إليها الصحافة فى بداية عشرينيات القرن العشرين، والتى اعتبرت الشرقاوى مجرما شقيا خارجا عن القانون.

والثانية ــ وهى الرواية الأشهر ــ هى الحكاية الشعبية التى اعتبرت أدهم الشرقاوى بطلا أسطوريا دافع عن الفلاحين فى مواجهة الإقطاعيين والإنجليز، وهى الرواية نفسها التى اعتبرته واحدا من أبطال ثورة 1919 الذين شاركوا فى قيادة الأعمال البطولية التى وُجهت ضد الإنجليز، وقد تحولت هذه الرواية الثانية إلى ملحمة ترددت فى الحكايات والمواويل الشعبية، وهو ما شجع القائمين على الإذاعة وصنَّاع السينما بعد ثورة 1952 إلى تخليد تلك الأسطورة فى أعمال إذاعية وسينمائية.

كما أعلنت المحطة عن إنتاج فيلما ضخما يتناول سيرة الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، يرصد أبرز محطات مسيرته الصحفية الطويلة، وأهم القضايا السياسية التى خاضها، والمواقف التى دافع عنها، وذلك بالتزامن مع مئوية ميلاده التى تحل العام الحالى 2023.

ويشارك فى الفيلم الوثائقى عدد من كبار الكتاب والصحفيين والسياسيين والدبلوماسيين المصريين والعرب والأجانب، وتُصَّور المقابلات الحصرية والمادة الأرشيفية التى يتناولها الفيلم داخل مصر، وبعض العواصم العربية والأجنبية.

القناة أعلنت أيضا عن فيلم وثائقى، يتناول تجربة إنشاء «فرقة رضا» التى أسسها الفنان المصرى محمود رضا، بوصفها أول فرقة للرقص والفنون الشعبى فى المنطقة العربية، ينتقل الفيلم فى رصده المحطات الأبرز فى رحلة إنشاء الفرقة بين العام والخاص، وبين السياقات الاجتماعية والثقافية والبيئية التى أسهمت فى بزوغ فكرة إنشاء الفرقة.

كما يبرز الفيلم أيضا دعم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اللا محدود للفرقة الذى سرعان ما ضمن لها نجاحا غير مسبوق، حيث باتت عروض فرقة رضا الاستعراضية إحدى الفقرات الرئيسية فى الاحتفالات السنوية لذكرى ثورة يوليو، وحفلات الاستقبال الرسمية لضيوف الدولة المصرية، كما يتناول الوثائقى أيضا دور الفرقة فى دعم الدولة المصرية فى سنوات المجهود الحربى منذ نكسة 67 حتى انتصار 1973.

وهناك فيلما رابعا عن الكاتب الكبير صالح مرسى وبداياته الأدبية وأعماله السينمائية المتنوعة، ويكشف تفاصيل خطابات يوسف إدريس التى لا تزال محفوظة فى أدراج مكتبه حتى الآن، وحقيقة لقب «رائد أدب الجاسوسية» والقصص التى سطرها من وقائع حدثت بالفعل من ملفات المخابرات العامة المصرية، وكيف نسج حكايات مليئة بمحبة الوطن فى توقيت سياسى واجتماعى صعب كان الجميع فى حاجة خلاله إلى قدوة وبطل فكتب «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان» و«الصعود إلى الهاوية» و«الحفار».

ويتناول الفيلم شخصية صالح مرسى الأب والصديق والزوج عن قرب من خلال حكايات أسرته وأصدقائه وأبطال أعماله، ويجيب الفيلم عن تساؤل طالما طرحه الجميع بشأن تلك الأعمال: هل هناك خيال فى قصص صالح مرسى الواقعية؟ ولماذا لم يتم تناول أعماله بالنقد؟

هناك فيلم آخر، يعرض على جزئين يتناول حياة الفنان العبقرى نجيب الريحانى وفلسفته، حيث يتناول الجزء الأول ميلاد الريحانى ونشأته، وحياة الفقر التى عاشها فى بدايات القرن العشرين وتجاربه المسرحية فى شارع عماد الدين بالقاهرة، وكواليس تعاونه مع الشاعر بديع خيرى والملحن سيد درويش والراقصة بديعة مصابنى، والمخرج عزيز عيد والمعارك الفنية التى خاضها مع على الكسار، ويوسف وهبى، وآخرين. كما يكشف الجزء نفسه عن إسهامات مسرح نجيب الريحانى فى ثورة 1919، ودعوته إلى تمصير المسرح، وتقديمه مسرحا كوميديا شعبيا ناقش قضايا المصريين فى النصف الأول من القرن العشرين.

أما الجزء الثانى من الفيلم يتناول موقف نجيب الريحانى المرتبك من فن السينما فى بداية الأمر وأزمات الديون التى تعرض لها واضطراره إلى تمثيل عدد من الأفلام غير الناجحة فى ثلاثينيات القرن العشرين، ويكشف هذا الجزء عن تحولات فى موقف الريحانى من السينما عقب ظهور أحمد سالم، مدير ستوديو مصر، والمخرج الشاب نيازى مصطفى اللذين قدم معهما عدة أفلام ناجحة من بينها «سلامة فى خير»، و«سى عمر»، وصولا إلى أعماله الناجحة التى توجها فيلمه الأخير «غزل البنات».

الفيلم السادس الذى أعلنت عنه القناة، يوثق حياة ودور الأديب المصرى الكبير يوسف إدريس، صاحب الأوجه المتعددة وصاحب الشخصية المركبة والغنية بالتمرد والجنون والخفايا والتفاصيل.

الفيلم ينقب عن الأسرار والثوابت التى شكلت عالمه الإبداعى المتفرد فى مجالات القصة والرواية والمسرح والمقال، كما يكشف عن منابع الوعى والهوية المصرية التى حددت اختياراته فى الحياة وشهدت على مواقفه من القضايا الوطنية وتجربة الاعتقال وثورة يوليو ورؤساء مصر السابقين، كما أن الفيلم ينصف ذكرى يوسف إدريس ويكشف للجمهور عن ملامح مشروع يوسف إدريس وخصوصية لغته ومنجزه الإبداعى وإسهاماته فى مجالى المسرح والسينما ومشاريع إعادة إنتاج أعماله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved