مؤتمر ميونخ للأمن.. أطلقه يهودي صانع القنبلة الهيدروجينية وأصبح منصة لبحث الصراعات العسكرية والأمنية في العالم

آخر تحديث: الأحد 18 فبراير 2024 - 11:36 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

انطلقت أعمال الدورة الـ 60 لمؤتمر ميونخ للأمن، والتي تنعقد خلال الفترة من 16 إلى 18 فبراير 2024، حيث يشارك فيها عدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسئولين من عدد كبير من الدول، فضلاً عن مشاركة عدد من رؤساء المنظمات الدولية وقادة الفكر، وذلك لمناقشة الوضع الدولي الراهن وأبرز التحديات الأمنية والإستراتيجية والأزمات على الساحة الدولية.

ما هو مؤتمر ميونخ للأمن؟ ومنذ متى بدأ؟ وكيف يتم تمويله؟ ومن يحضره؟ وإلى ماذا يهدف؟

مؤتمر ميونخ للأمن هو مؤتمر دولي يعقد في مدينة ميونخ الألمانية، ولمدة ثلاثة أيام من شهر فبراير من كل عام، للحديث عن الأزمات والصراعات والسياسة العسكرية والأمنية في العالم، وفقا لما نقلته وكالة "دويتشه فيله" الألمانية.

اجتماع العلوم العسكرية الدولي
وتم إطلاق مؤتمر الأمن بميونخ لأول مرة في عام 1963، والذي كان يطلق عليه آنذاك بـ"اجتماع العلوم العسكرية الدولي"، حيث كان الآباء المؤسسون حينها هما الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد الزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر في "الرايخ الثالث"، والفيزيائي المجري إدوارد تيلر، الذي ينحدر من أصول يهودية، وكان واحداً من رواد صناعة القنبلة الهيدروجينية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعدها فام المؤتمر بتغير اسمه لاحقاً إلى "مؤتمر العلوم العسكرية الدولي"، وبعدها اُعتبر لسنوات مؤتمراً "للدبابات والصواريخ المضادة"، حتى أصبح "مؤتمر ميونخ للأمن"، ومنذ حينها انفتح جدول أعماله أكثر على قضايا الأمن العالمي.

وعن تمويله، فيعرف "مؤتمر ميونخ للأمن" نفسه بالمستقل، غير أن المؤسسة المنظمة وغير الربحية للمؤتمر تستفيد بشكل كبير من الإعانات الحكومية، إضافة إلى ذلك، ترعاه الشركات الألمانية والدولية الكبرى، وفي العموم فإن "مؤتمر ميونيخ للأمن" ينعقد على ميزانية قدرها 2 مليون يورو كل عام.

منصة فريدة لبحث السياسات الأمنية
ووفقا لما نقلته الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، فيشكل مؤتمر الأمن منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسات الأمنية، إذ يعد المكان الوحيد، الذي يجتمع فيه كم هائل من ممثلي الحكومات وقادة وخبراء في الأمن معاً.

والمغزى من المؤتمر لا يتمثل في برنامجه وحده، فالأهم من ذلك، هو أن الكثيرين يقدرون الإمكانية التي يقدمها المؤتمر للفاعلين السياسيين على التواصل بشكل غير رسمي في الممرات وتبادل الآراء داخل غرف الاجتماعات، والتعرف على بعضهم البعض، والاستفادة من المواقف، ورسم خطوط حمراء، أو تبادل الأفكار لحل النزاعات.

أبرز قضايا مؤتمر ميونخ للأمن 2024
وتتصدر الحرب في أوكرانيا والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلا عن قضايا الهجرة وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي، جدول أعمال مؤتمر ميونخ للأمن هذا العام.

ويشمل جدول أعمال المؤتمر مناقشة قضايا أخرى، من بينها الصراعات المتزايدة في القرن الأفريقي وانعدام الأمن الغذائي وأزمات النزوح واللجوء، إضافة إلى العلاقات بين الغرب والصين، ومستقبل الأمن المناخي والأمن النووي والهجرة، ومستقبل الذكاء الاصطناعي.

كما يتناول مؤتمر 2024 موضوعات مهمة، مثل دور أوروبا في الأمن والدفاع، والرؤى الجديدة للنظام العالمي، والتداعيات الأمنية لتغير المناخ والعديد من الأسئلة الأخرى".

قادة العالم ووزراءه
وتشهد الدورة الحالية لمؤتمر ميونخ للأمن حضور نحو 50 من قادة العالم منهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وكامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي وعدد من الزعماء بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى أكثر من 100 وزير، وقادة العديد من المنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، في حين يغيب ممثلون لإيران وروسيا بعد استبعادهم من قائمة المدعوين.