كل ولاية تحتفل بشكل مختلف..قصة الاحتفال بيوم الرؤساء الأمريكيين وكيف أصبح عطلة وطنية؟

آخر تحديث: الثلاثاء 18 فبراير 2025 - 10:34 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

يُحتفل بيوم الرؤساء في الولايات المتحدة، يوم الاثنين الثالث من شهر فبراير من كل عام، ويُعد عطلة وطنية فيدرالية مخصصة؛ لتكريم رؤساء الولايات المتحدة، وعلى رأسهم جورج واشنطن وأبراهام لينكولن.
ويعود أصل هذه العطلة إلى الاحتفال بيوم ميلاد جورج واشنطن، الذي وُلد في 22 فبراير 1732، ولكن على مدار السنوات تطور الاحتفال ليشمل تكريم جميع الرؤساء الأمريكيين، رغم أن العيد الفيدرالي لا يزال رسميًا مخصصًا لواشنطن وحده.
- جورج واشنطن وموقفه من الاحتفال بعيد ميلاده
لم يكن جورج واشنطن من المعجبين بفكرة الاحتفال بعيد ميلاده، إذ يُظهر مدخل يومياته في عيد ميلاده الثامن والعشرين عام 1760 أنه قضى اليوم في تركيب سياج حول بستان الخوخ في منزله في ماونت فيرنون بولاية فيرجينيا، وكان اهتمامه منصبًا أكثر على تسجيل حالة الطقس بدلاً من تلقي الهدايا، باستثناء البغال التي كان يقدرها كثيرًا، بحسب "نيويورك تايمز".
لكن مع مرور الوقت، بدأت الولايات المتحدة في الاحتفال بعيد ميلاد "واشنطن" بشكل غير رسمي، خاصة بعد قيادته للجيش القاري في الحرب الثورية الأمريكية ضد البريطانيين.
ففي عام 1778، أثناء تواجده مع جيشه في فالي فورج، نظّم الجنود احتفالًا بعيد ميلاده بعزف الطبول والناي أمام مقره، وكان ذلك جزءًا من إظهار التحدي للملك البريطاني جورج الثالث، وبعد أن أصبح واشنطن رئيسًا، بدأت المدن الكبرى مثل نيويورك وفيلادلفيا في إقامة حفلات وألعاب نارية تكريمًا له، وساعد ذلك في تشكيل هوية وطنية جديدة للبلاد.
- التطور التشريعي لليوم وتحويله إلى عطلة وطنية
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه بعد وفاة واشنطن عام 1799، استمر الأمريكيون في الاحتفال بيوم ميلاده بطرق غير رسمية، إلى أن أقر الكونجرس عام 1879 قانونًا يجعل 22 فبراير عطلة فيدرالية رسمية.
وفي عام 1968، مرر قانون توحيد عطلات يوم الاثنين، والذي نقل الاحتفال إلى الاثنين الثالث من فبراير؛ لضمان عطلة نهاية أسبوع طويلة للموظفين الفيدراليين، ما ساهم في إضفاء الطابع التجاري على العيد، حيث أصبحت التخفيضات والعروض التجارية عنصرًا أساسيًا في المناسبة.
وعلى الرغم من التغييرات، لم يتم تغيير اسم العطلة رسميًا إلى "يوم الرؤساء"، ولا تزال الحكومة الفيدرالية تعترف به على أنه "عيد ميلاد واشنطن".
ومع ذلك، فإن العديد من الولايات والمدارس والشركات تستخدم تسمية "يوم الرؤساء"؛ للإشارة إلى تكريم كل من واشنطن وأبراهام لينكولن، الذي وُلد في 12 فبراير 1809، لكن في بعض الولايات الجنوبية كان هناك تحفظ على تكريم لينكولن؛ بسبب دوره في إنهاء العبودية وقيادة الاتحاد خلال الحرب الأهلية.
- طرق الاحتفال
تتمتع كل ولاية بحرية تحديد أيام العطلات الرسمية الخاصة بها، ولذلك تختلف تسمية العيد وكيفية الاحتفال به من ولاية إلى أخرى.
ففي فيرجينيا، يُعرف اليوم ببساطة باسم "يوم جورج واشنطن"، بينما في ولايات أخرى مثل إلينوي ونيويورك، يتم تكريم كل من واشنطن ولينكولن. أما في ألاباما فيتم الاحتفال رسميًا بـ"عيد ميلاد جورج واشنطن وتوماس جيفرسون"، رغم أن جيفرسون وُلد في أبريل، وليس فبراير.
وبعض الولايات مثل ميسوري تذهب أبعد من ذلك، حيث تحتفل بأعياد ميلاد 3 رؤساء بشكل منفصل: واشنطن، ولينكولن، وهاري إس ترومان.
وأما في ألاباما وميسيسيبي، فلا يزال هناك احتفاء بذكرى شخصيات كونفدرالية إلى جانب القادة الوطنيين، حيث يتم الاحتفال بعيد ميلاد الجنرال الكونفدرالي روبرت إي لي في نفس اليوم الذي يُحتفل فيه بعيد ميلاد مارتن لوثر كينغ الابن في يناير.
- إرث يوم الرؤساء في الثقافة الأمريكية
إحدى أبرز التقاليد التي لا تزال قائمة منذ عام 1896، هي قراءة خطاب وداع جورج واشنطن في مجلس الشيوخ الأمريكي سنويًا في جلسة تشريعية قريبة من 22 فبراير، ويتم اختيار أحد أعضاء المجلس، بالتناوب بين الحزبين؛ لتلاوة الخطاب، الذي يتكون من 7640 كلمة.
ومن الناحية الاقتصادية، يُعد يوم الرؤساء فرصة ذهبية لتجار التجزئة، حيث يرتبط بالخصومات الكبيرة على الأجهزة المنزلية، والمراتب، والسيارات، كما يتم استغلال العطلة لتنظيم فعاليات تعليمية في المدارس، حيث يُعرّف الطلاب بتاريخ وإنجازات الرؤساء الأمريكيين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved