كافحت وعمرها 12 عاما.. الأم المثالية بجنوب سيناء تروي قصتها

آخر تحديث: الإثنين 18 مارس 2024 - 3:45 م بتوقيت القاهرة

رضا الحصري:

حصلت الحاجة وهيبة أحمد حليم عبد اللطيف، البالغة من العمر 63 عامًا، من مدينة أبوزنيمة، على لقب "الأم المثالية" على مستوى محافظة جنوب سيناء.

وأكدت أنها لم تكن تفكر في المسابقة، ولكن أهل المدينة هم من حثوها على التقديم بها، قائلة "محبة الناس فضل من الله، وهذه المحبة جعلتهم يطلبون مني الترشح للحصول على هذا اللقب"، وأعربت عن سعادتها لحصولها على لقب الأم المثالية على مستوى المحافظة.

وأوضحت الحاجة "وهيبة"، أنها خاضت مشوار من الكفاح على مدار 51 عامًا، حين كان عمرها 12 عامًا، واضطرت إلى عدم استكمال تعليمها وترك المدرسة في الصف الأول الإعدادي لخدمة والدتها المريضة والقيام بدور الأم البديلة لأشقائها الصغار، وبعد مرحلة كفاح مع أشقائها حتى وصلوا إلى بر الأمان، تزوجت من مدرس بقرية تابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، وأقامت معه في منزل العائلة.

وقالت إنها انتقلت مع زوجها إلى مدينة أبوزنيمة بمحافظة جنوب سيناء في عام 1981، وبدأت مرحلة كفاح جديدة حيث صعوبة الحياة، وعدم توافر الخدمات "مياه، كهرباء، مواد غذائية" بالمدينة، قائلة: "أقمنا في منزل بدائي جدًا وخالي تمامًا من الأثاث، ومعي طفلي الأول الذي لم يتجاوز عام ونصف"، مشيرة إلى أن زوجها كان يكافح للحصول على القوت اليومي، لذا قررت أن تسانده وتحمل معه الصعاب والمشاقة خلال العشر سنوات الأولى من زواجهم.

وأشارت إلى أن الله رزقهم بـ4 أبناء، فكان لابد أن تعمل لتوفير حياة كريمة لهم، قائلة "نظرًا لكوني لم أكمل تعليمي فلم أجد أي فرصة عمل، فبدأت بفتح محل قمت بتسقيفه وتعليته حتى أصبح محل بقالة بدائي جدًا، ويحتوي على أعداد قليلة من بعض السلع الغذائية، لتوفير بعض الجنيهات وتلبية احتياجات أبنائي"، ثم بدأت في توسيع المحل حتى صار سوبر ماركت كبير الآن".

وأكدت أن راتب زوجها في ذلك الوقت كان لا يكفي تعليم أبنائها الجامعي الذي كان يتكلف الكثير، خاصة أنه كان لا يوجد تعليم جامعي بجنوب سيناء، إضافة إلى أن زوجها أصيب بمرض الكبد، وكان يحتاج هو الآخر ميزانية خاصة للعلاج.

وأضافت أن زوجها توفي بعد معاناة مع المرض عام 2005، بعد زواج الأبنة، واستكملت مشوار تربية أبنائها والوصول بهم إلى بر الأمان بمفردها، ومساعدتهم في الزواج والاستقرار، ومازالت تكافح لمساعدتهم هم وأحفادها.

ولفتت إلى أنها حرصت على وصول أبنائها جميعهم إلى التعليم الجامعي، مؤكدة أن نجلها الأكبر وائل رجب مجاهد، حصل على بكالوريوس تربية "إنجليزي"، وابنتها رانيا رجب، حصلت على بكالوريوس تربية "لغة عربية"، محمد حصل على بكالوريوس تجارة، والأخير أحمد حصل على دبلوم صناعي، ولكنها ظلت معه حتى حصل على بكالوريوس هندسة جودة بعد شهادة الدبلوم.

وأكدت أنها تهدي هذا اللقب إلى زوجها رحمة الله عليه، الذي كانت تعتبره مثلًا وقدوة لها في الصبر والجلد والرضا، قائلة "اتعلمت منه القوة والرضا بالقليل، وهذا الرضا هو سر نجاحي واستكمال مسيرة كفاحي، ووصلني أنا وأولادي إلى بر الأمان".

وعن أمنيتها، قالت الحاجة وهيبة، إنها كل ما ترغب فيه الآن هو أن تحج بيت الله، وتمل حجة لزوجها، الذي كان زوج وأب مثالي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved