ماذا سيبحث ترامب وبوتين في المكالمة المرتقبة لهما اليوم؟

آخر تحديث: الثلاثاء 18 مارس 2025 - 11:24 ص بتوقيت القاهرة

آية أمان

يجري اليوم الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، محادثة مرتقبة للمرة الثانية منذ تولي الرئيس الأمريكي السلطة في يناير الماضي، في خطوة تعزز إعادة هيكلة العلاقات الروسية الأمريكية وحل المشاكل والخلافات العالقة بين الدولتين الخاصة بالحرب الروسية الأوكرانية.

وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" اليوم الثلاثاء: "سأتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا".

وأضاف: "تم الاتفاق على العديد من بنود الاتفاق النهائي، لكن يبقى الكثير، يُقتل آلاف الجنود الشباب وغيرهم، يُقتل كل أسبوع 2500 جندي من كلا الجانبين، ويجب أن تنتهي هذه الحرب الآن، أتطلع بشوق إلى المكالمة مع الرئيس بوتين".

كانت محادثات روسية أميركية رفيعة المستوى قد انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، في 18 فبراير الماضي، حيث اتفقت موسكو وواشنطن على تهيئة الظروف لاستئناف التعاون، وإزالة القيود على عمل السفارات، وإنشاء مجموعات عمل لحل الأزمة الأوكرانية.

وفي تعليقه على الملفات التي سيبحثها الاتصال الهاتفي بين الرئيسين قال وزير الخارجية الأمريكي، مارك روبيو، في تصريحات لإذاعة فوكس الأمريكية: "ستسمح بإحراز تقدم في تسوية الأزمة الأوكرانية.. نأمل أن تتحسن الأمور".

وأكد روبيو أن الجانبين، "أصبحا أقرب إلى التسوية بعد الاتصالات الأمريكية مع أوكرانيا وروسيا".

وكان ترامب قد أعلن في تصريحات صحفية سابقة أن المفاوضات بشأن أوكرانيا وصلت إلى مرحلة حاسمة وحرجة، وأن المحادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستكون في غاية الأهمية، موضحاً أن روسيا ستوافق على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما مع أوكرانيا، وأنه يثق في ذلك، إذا ما اتخذت أوكرانيا خطوة مماثلة.

وقال ترامب: "نريد حلاً شاملاً للقضية الروسية الأوكرانية، أعتقد أن أوكرانيا تريد ذلك، وأعلم أنها تريد ذلك، جميع الأطراف تريد ذلك".

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، بأنه لا يستبعد مناقشة مقترح الهدنة في أوكرانيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكانت مدينة جدة السعودية، استضافت 11 مارس الجاري، مباحثات بين وفدين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، وأعلنت أوكرانيا عقبه استعدادها لقبول المقترح الأمريكي بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري وانتقالي لمدة 30 يومًا، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، وهو ما يتوقف على القبول والتنفيذ المتزامن من جانب روسيا الاتحادية.

-موقف بوتين من الهدنة

يتوقع مراقبون أن يكون قبول روسيا بالهدنة الفورية ووقف إطلاق النار في أوكرانيا بمثابة ورطة للرئيس بوتين، وتقول صحيفة وول ستريت جورنال، إنه على الرغم من أن قبول بوتين بالهدنة سيحقيق مكاسب على أرض المعركة، لكنها في الوقت ذاته عندما تُبدي عدم استعداد للحوار حول إنهاء الصراع، فإنها تخاطر بإفساد تحسين العلاقات مع واشنطن.

ويضع الرئيس الروسي عددا من التساؤلات قبل القبول بالهدنة من بينها وضْع القوات الأوكرانية في منطقة كورسك غربي روسيا، حيث عرض بوتين الأسبوع الماضي على القوات الأوكرانية المحاصَرة في كورسك، الاستسلام وتسليم السلاح، في الوقت الذي يسيطر فيه الجيش الروسي على أطراف وحدود مقاطعة كورسك.

وتتضمن تساؤلات بوتين ضرورة ألا تحشد أوكرانيا أي جنود جدد خلال فترة وقف إطلاق النار، وأن يتوقف الغرب عن تزويد كييف بالأسلحة خلال هذه الفترة.

وتعارض موسكو بشدّة نشر قوات أوروبية على سبيل تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا حال التوصل لأي هدنة، مع ضرورة أن يؤدي وقف إطلاق النار "إلى سلام طويل الأمد والقضاء على أسباب النزاع".

لكن يرى مراقبون أن بوتين يلعب لكسب الوقت، حيث نشر موقع "دويتشة فيلة" تحليل للموقف الروسي قال فيه إن الهدنة ستعطي لبوتين الوقت الذي يحتاجه جيشه لإخراج القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية في إقليم كورسك أوبلاست، كما ستتيح له الوقت أيضا لإقناع ترامب بصفقة أكثر شمولاًخلال اجتماع قمة بينهما.

وقال الموقع إنه إذا نجح بوتين في تحقيق رغباته فإن ذلك من شأنه أن يمهد الطريق لنقاش أوسع بكثير حول بنية الأمن الأوروبي وستكون هذه فرصة فريدة من نوعها بالنسبة لروسيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved