«التغييرات السياسية لا تعوق العمل الميدانى»
آخر تحديث: الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 - 9:55 ص بتوقيت القاهرة
دينا درويش
تعمل «منظمة أطباء العالم» العاملة فى مجال الارتقاء بالحقوق الصحية للأطفال المعرضين لحياة الشارع منذ ستة أعوام. كيف يرى أوليفييه برنار، رئيس المنظمة تحديات العمل الميدانى فى ظل معطيات سياسية جديدة فى مصر؟ هذا ما يقدمه فى إجاباته عن الأسئلة التالية:
ملف أطفال الشوارع شائك وما زال يثير لغطا كبيرا فى المجتمع فلماذا اخترتم الدخول فى عش الدبابير؟
«نحن نعتنى بهؤلاء الذين ينساهم العالم تدريجيا «هذا هو شعار منظمة أطباء العالم التى عملت على هذا الملف فى أكثر من دولة فى أمريكا اللاتينية واسيا واليوم فى مصر، حيث يمثل أطفال الشوارع فئة مهمشة عريضة محرومة كثيرا من الرعاية الصحية. فالأطفال المعرضون للخطر يندرجون على رأس الأولويات فى أجندة عمل المنظمة. وفى الواقع لقد بدأنا العمل الميدانى منذ ستة سنوات مع بنات الشوارع، وقد كانت مهمة حساسة، خصوصا أن العمل مع الفتيات يفرض بطبيعة الحال مشكلات نوعية جديدة لاسيما مع وجود ظاهرة حديثة نوعا هى ظاهرة أمهات الشارع حيث يوجد جيل جديد من الأطفال ولد ويعيش مع ذويه فى ظروف صحية غاية فى الصعوبة. لذا كان يجب أن نبدأ العمل مع هذه الفئة التى قد لا تصل لها أى رعاية صحية. لكننا حرصنا فى السنوات الثلاث التالية أن نقوم بتوسيع الدائرة التى نتحرك فيها بحيث تتسع لكل أطفال الشوارع من الجنسين خصوصا أن الظروف المعيشية الصعبة يتقاسمانها معا، فضلا على أن الذكور يتعرضن أكثر لعنف شديد من قبل مجتمع الشارع وهو ما يؤثر بدوره على صحة الأطفال التى تأتى فى مقدمة اهتمامات برامجنا.
لكن عقب ثورة 25 يناير تراشق البعض الاتهامات المريبة عن دور المنظمات الحقوقية الأجنبية ألا يلقى ذلك بمزيد من التحديات والعراقيل إزاء العمل الميدانى؟
نحن فى الواقع لا نبدأ العمل فى دولة ما إلا بعد أن نتلقى نداء من قبل المجتمع المدنى أو وزارات الصحة فى هذه الدول. وهو ما يحدث فى مصر حيث نعمل من خلال مجموعة من الشراكات عبر شبكة من الجمعيات الأهلية يصل عددها إلى ست جمعيات موزعة بشكل متكافئ على مستوى أحياء متنوعة بالقاهرة الكبرى. ومن خلال هذا التعاون نحاول أن نقوم بتأهيل فريق من الأخصائيين الاجتماعيين، ونزودهم بقاعدة معلوماتية من أجل إعطاء الرعاية الصحية الأولية للأطفال. فهم يشكلون إذن همزة الوصل بين المنظمة ومجتمع الشارع. ويسير عملنا بالتوازى مع الأطباء بوزارة الصحة حيث تم التعاون معهم لإنشاء عيادة البسمة بمستشفى ابو الريش وهى وحدة صحية تقوم بتقديم رعاية صحية لهؤلاء الاطفال. لذا فأنا أعتقد أن عمل المنظمة فى مناطق التوتر السياسى بمنطقة الشرق الأوسط يسير بكفاءة عالية رغم سخونة الأحداث.
هل لديكم إذن برنامج عمل جديد فى ظل المعطيات الجديدة بمصر خلال السنوات الثلاث المقبلة؟
أعتقد أننا سنقوم باقتحام ميدان جديد ألا وهو مجال الصحة النفسية فى مصر. فالمريض النفسى هنا يعانى كثيرا ليس فقط من نقص الرعاية الصحية لكن من وطأة نظرة المجتمع لهذا المريض الذى يتم عزله بسبب خوف الناس من المرض النفسى. لذا فهذه الفئة من المرضى تبدو فى حاجة ماسة لأن نمد لها يد العون لأنها تعانى تهميشا مزدوجا. وإن كان الأمر يتطلب مزيدا من الوقت قد يتراوح ما بين أسبوعين لشهر من اجل دراسة هذا الملف وتحديد الآليات التى يمكن أن نعمل بها .