استخراج المعادن من أعماق المحيطات قد يؤثر على توليد الأوكسجين للكائنات البحرية

آخر تحديث: الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 9:23 ص بتوقيت القاهرة

لوس أنجلوس - د ب أ

حذر خبراء من النتائج غير المتوقعة للعبث بالنظام البيئي غير المعلوم في قاع المحيطات.

وفي بحث صدر مؤخرا يقول الباحثون إن التركيزات التي تحتوي على العديد من المعادن، والتي تأمل شركات التعدين في استخراجها من قاع المحيطات قد تكون مصدرا للأوكسجين الذي تحتاجه الكائنات البحرية والنباتات والبكتيريا، التي تعيش في هذه الأماكن.

وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن مجلة "نيتشر جيوساينس" أي الطبيعة وعلم الأرض، نشرت تقريرا عن العمل الجاري لاستكشاف هذا "الأوكسجين المظلم".

وتقول نيفا آمون عالمة الأحياء البحرية وهي باحثة لما بعد الدكتوراه في مبادرة بينوف لتحسين أحوال المحيطات، بجامعة كاليفورنيا، "هذه الدراسة تعد مثالا جيدا حقا على مدى محدودية معرفتنا الحالية بأعماق المحيطات".

ويتركز الاهتمام البالغ على صخور بحجم قطع البطاطس-أو التركيزات متعددة المعادن- الموجودة في مناطق بقاع المحيطات، وهذه التركيزات تحتوي على معادن مثل الكوبالت والنيكل، التي تتطلبها صناعة البطاريات وتحتاجها تقنيات الطاقة الخضراء.

وعلى مدى سنوات تحاول عدة شركات مثل شركة "ذي ميتالز" الكندية، إقناع السلطة الدولية المنظمة لاستغلال قاع البحار، لإعطاء الضوء الأخضر لتمرير خططها باستخراج هذه التركيزات المعدنية، في منطقة كلاريون كليبر بالمحيط الهادئ، وهي امتداد بحري يمتد لمسافة 4500 ميل بين هاواي والمكسيك.

ودفعت الشركة بأن هذه المعادن ضرورية لبناء التقنيات التي لا تعتمد على الوقود الأحفوري، وقالت إن تأثير عمليات التعدين على قاع المحيط ليس ضئيلا فحسب، بل أيضا لا يقارن بما يحدث حاليا من تدمير الغابات المطيرة والتجمعات البشرية، بسبب عمليات التنقيب عن المعادن تحت سطح الأرض.

ولكن خبراء البيئة وعلماء المحيطات وغيرهم، يقولون إن إدخال آلات جمع المعادن في أنحاء قاع المحيطات البكر، والذي ليست لدينا معرفة دقيقة بأحواله، وفوق وعلى طول مناطق الرواسب المعدنية على عمق ثلاثة أو أربعة أميال تحت سطح المياه، يمكن أن تكون له عواقب كارثية وغير متوقعة، ويحث العلماء نواب البرلمانات على سن تشريعات، تؤجل أو تحظر هذه الأنشطة التي تعتزم الشركات القيام بها، للحفر في أحد آخر النظم البيئية "التي لم تمس" على كوكب الأرض.

ويشير هذا البحث الجديد الممول من شركة المعادن الكندية "ذي ميتالز"، إلى أن حصيلة التعدين في منطقة كلاريون كليبر، يمكن أن تكون أكبر مما يتخيله أي شخص.

ويرجع هذا التقدير إلى أن فريقا من العلماء الدوليين، اكتشفوا أن التركيزات المعدنية الثمينة تنتج غاز الأكسجين، ويمكن أن تكون مصدر إثراء لهذا النظام البيئي المظلم النائي، بأحد أهم عناصر الحياة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved