هجمات بيجر في لبنان.. أجهزة مزروعة ومخاوف من انهيار آمال السلام الأمريكية

آخر تحديث: الأربعاء 18 سبتمبر 2024 - 1:47 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير أمريكية عن أسباب إقدام إسرائيل على شن عملية تفجيرات أجهزة بيجر المحمولة، اعتبر تحليل نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية أن الهجوم يعد ضربة أخرى لآمال السلام الأمريكية.

***كواليس التفجيرات

قال مسئولون أمريكيون لموقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي إن إسرائيل قررت تفجير أجهزة اتصالات "بيجر" التي يحملها أعضاء حزب الله اللبناني في لبنان وسوريا، يوم الثلاثاء، خشية أن عمليتها السرية قد تكتشفها الجماعة.

وجاء الهجوم في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، والتي يشعر المسئولون الأمريكيون ببالغ القلق من تحولها إلى حرب شاملة.

ووصف مسئول أمريكي السبب الذي قدمته إسرائيل عن توقيت الهجوم بأنها كانت بمثابة لحظة لاستغلال الفرصة أو خسارتها.

وهدد حزب الله بالرد على هجوم "بيجر"، الذي أسفر عن مقتل 9 أشخاص، بينهم طفلة، وإصابة 2800 آخرين.

وصباح الأربعاء، أصدر حزب الله بيانا يقول فيه إنها سيواصل القتال ضد إسرائيل على طول الحدود على نحو منفصل عن رده على هجوم بيجر، مضيفا أنه يجب أن تتوقع إسرائيل انتقاما للعملية.

وقال مسئول إسرائيل سابق مطلع على العملية إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة بيجر مفخخة تمكنت من "زرعها" بين صفوف حزب الله كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة لمحاولة تقويض حزب الله.

لكن خلال الأيام الأخيرة، أصبح القادة الإسرائيليون قلقون من أن حزب الله قد يكتشف اجهزة "بيجر". وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار الوزراء وقادة القوات الإسرائيلية ووكالات المخابرات استخدام النظام الآن بدلاً من المخاطر من اكتشاف حزب الله لها، بحسب ما قاله مسئول أمريكي.

وعندما زار عاموس هوكشتاين مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل، يوم الاثنين، كان نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وكبار المسئولين الآخرين منخرطين في مشاورات أمنية مستمرة منذ ساعات حول مسألة احتمال تعرض العملية للخطر.

وأوضح مسئول أمريكي أنه عندما التقوا هوكشتاين، لم يقدموا له حتى تلميحاً بشأن ما يحدث خلف الكواليس.

وقال مسئول أمريكي إن الإسرائيليين لم يطعلوا الولايات المتحدة على التفاصيل المحددة بشأن العملية، لكنه أضاف أن مكالمة جالانت كانت محاولة لتجنب إخفاء الأمر بالكامل عن الولايات المتحدة.

***ضربة للآمال الأمريكية

وذكر التحليل المنشور في "جارديان"، أنه بالنسبة للدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، فإن الهجوم الاستثنائي في لبنان جاء في لحظة غير ميمونة، وربما لا يزال يثير تصعيداً كانت الولايات المتحدة تسعى بيأس لتفاديه.

وأضاف التحليل: "بقي أن نرى ما إذا كان هجوم (أجهزة) بيجر تمهيداً لعملية أوسع نطاقاً للقوات الإسرائيلية التي يمكن أن تستغل الآن أن المئات، أو ربما حتى الآلاف، من مقاتلي حزب الله تعرضوا للتشويه والإصابة".

وأشار التحليل إلى أن الهجمات عرقلت على الأرجح اتصالات حزب الله، وذلك فيما تم الحصول على أجهزة "بيجر" كبديل منخفض الخطورة للهواتف المحمولة، مما يسمح لهم بالتواصل عن بعد بدون أن يعرضوا أنفسهم لغارات الطائرات بدون طيار كجزء من عمليات الاغتيال الإسرائيلية محددة الأهداف التي تستهدف قادة حزب الله وحماس.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية أنها ستوسع نطاق أهداف حربها لتتضمن عودة عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الحدود مع لبنان، ممع قد يعطي نتنياهو ذريعة لشن الحرب إذا قرر شن غزو بري على للبنان، كما يخشى بعض المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين.

وفي حين قال المسئولون الأمريكيون إن الأساس للسلام على طول الحدود الشمالية مع لبنان ستأتي عبر وقف إطلاق النار في غزة، فقد ثبت أن هذا الاتفاق بعيد المنال ولا يبدو قريبا من أن يؤتى ثماره.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved