«تفجيرات أنقرة» تضع تركيا فى مواجهة جهادييها

آخر تحديث: الأحد 18 أكتوبر 2015 - 8:48 ص بتوقيت القاهرة

التحقيقات تكشف تحول تركيا من نقطة رئيسية لعبور الجهاديين الأجانب إلى بيئة حاضنة للانتحاريين.. ودبلوماسى غربى: «الذئاب المنفردة» ينفذون عملياتهم بمبادرة منهم
بعدما كانت تركيا نقطة العبور الرئيسية للجهاديين الأجانب الساعين للانضمام للتنظيمات المتطرفة فى سوريا، كشفت التحقيقات الأخيرة فى تفجيرى أنقره الذى أودى بحياة أكثر من 100 شخص ومئات المصابين، أن تركيا باتت بدورها منطقة وبيئة لتجنيد الانتحاريين.
فخلال الأشهر الأربعة الأخيرة، شهدت تركيا 3 هجمات إرهابية هى الأعنف منذ سنوات. بدأت فى الخامس من يونيو 2015 قتل خمسة أشخاص فى انفجار فى ديار بكر (جنوب شرق) خلال تجمع انتخابى لحزب الشعوب الديموقراطى، وفى 20 يوليو قتل 34 شخصا فى هجوم انتحارى استهدف انصارا للقضية الكردية فى سوروتش (على الحدود مع سوريا)، وفى العاشر من أكتوبر الحالى، قتل أكثر من 100 شخص فى تفجيرين انتحاريين استهدفا تظاهرة من أجل السلام فى العاصمة. ويأتى هذا فيما لم تتبن أى جهة أيا من هذه الهجمات، لكن السلطات التركية أكدت أنها تحمل كلها بصمات تنظيم «داعش».
وبجانب ذلك، اتهمت المعلومات التى سربتها الصحافة التركية، فى الحالات الثلاث، مجموعة من الشبان الأتراك المتطرفين القريبين من«داعش» وينحدرون من إحدى مدن جنوب شرق البلاد، وهى مدينة أديامان التى يقطنها نحو مائتى ألف نسمة.
وأوردت صحيفة حرييت المعارضة التركية، أن المشتبه بتنفيذهما اعتداء أنقرة تم التعرف إلى هويتيهما رسميا. وهما عمر دنيز دوندار ويونس أيمرى الأغوز. والأخير هو شقيق عبدالرحمن الأغوز الذى قيل إنه انتحارى سوروتش. ولدوندار ايضا شقيق وهما معروفان لدى أجهزة الشرطة وكذلك فى اديامان.
ونقلت الصحيفة، عن صديق للعائلة هو، على أيكين أنهما «توءمان يبلغ عمرهما 23 أو 24 عاما»، مضيفا أنهما «طالبان تبنيا النهج المتطرف وتوجها مرارا إلى سوريا للقتال». مضيفا أن «والدهما أبلغ أمرهما مرارا إلى السلطات لكن دون جدوى».
وأوضح محامى العائلة، لأن اللأب توجه إلى محافظة الرقة (معقل داعش) بحثا عن ابنيه وانتهى الأمر بعودتهما إلى تركيا مع زوجتيهما. وتابع: «لقد عاشا طوال أشهر فى منزل الأسرة من دون أن يكلف أحد نفسه عناء المجىء لاستجوابهما».
وفى تحليل ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مصدر دبلوماسى غربى، لم تسمه، قوله إنه «تيار تركى جهادى، مجموعة صغيرة من الأتراك المتطرفين الذين قاتلوا تحت راية داعش فى سوريا وينفذون عمليات بمبادرة منهم». فى إشارة إلى ظاهرة «الذئاب المنفردة».
ووفق الوكالة الفرنسية، فإن تطرف الشقيقين دوندار فى منطقة اديامان، لم تكن مجرد حالة معزولة، حيث تحدث محامى المنطقة. عن «ثمانى عشرة شكوى تقدمت بها عائلات انضم أفراد منها إلى داعش». من جهته، قال على ايكين إن «داعش استند إلى نواة صلبة من خمسة أو ستة رفاق لتجنيد عشرات من الشبان وتشكيل فريق من الانتحاريين».
وبعدما اتهمها حلفاؤها لوقت طويل بالتساهل مع الجهاديين، عمدت أنقرة المناهضة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، إلى تعديل سياستها بعد اعتداء سوروتش وشنت عددا من الغارات الجوية على «داعش» الذى توعدها بالرد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved