بعد استشهاد السنوار.. هل يتجه الوضع في غزة نحو نهاية العدوان أم تصعيد جديد؟

آخر تحديث: الجمعة 18 أكتوبر 2024 - 12:48 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

عام طويل سخرت فيه إسرائيل كل قدراتها، مستخدمة أحدث التقنيات، بجانب التعاون المخابراتي الوثيق مع واشنطن، لملاحقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار.

غير أن "صدفة" وليس تخطيطاً دقيقاً، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، قادت إسرائيل إلى اغتيال مهندس عملية "طوفان الأقصى"، الذي ظل يشتبك مع قوات الاحتلال حتى لحظاته الأخيرة.

وبهذا، أصبحت إسرائيل الآن أمام خيار صعب: إما ما أسمته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية "إعلان النصر" أو مواصلة القتال.

* كيف تستغل إسرائيل الفرصة؟

وأضافت "وول ستريت جورنال" أن استشهاد السنوار يتيح الفرصة أمام إسرائيل لـ"إعلان النصر" وإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الوقت الراهن، يبقي خياراته مفتوحة.

"الحرب لم تنته"، هكذا قال نتنياهو في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، في خطاب متلفز، رجح أنه ربما يتعامل مع استشهاد السنوار على أنه تبرير لسياسته المتمثلة في الضغط العسكري الذي لا هوادة فيه في غزة، والمواصلة فيه.

مع ذلك، بحسب "وول ستريت جورنال"، تضمن خطابه تلميحات إلى أنه ربما يحول تركيز إسرائيل من القضاء على ما وصفته بـ"ما تبقى من حماس" إلى إعادة الـ101 محتجز إسرائيلي لا يزالون في غزة.

ويواجه نتنياهو بالفعل ضغوطاً من الولايات المتحدة للتعامل مع استشهاد السنوار على أنها لحظة محورية، وإعادة إحياء الجهود المتعثرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من شأنه إطلاق سراح المحتجزين – وهو خيار مفضل يتشاركه جيش الاحتلال وأجهزة المخابرات.

لكن مثل هذا الاتفاق مع حماس لن يتوافق مع الائتلاف اليميني لرئيس الوزراء والعديد من ناخبيه.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الطريقة التي سيقرر بها يمكن أن تحدد مصير الحرب الأوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، والمحتجزين في غزة، والعلاقات الإسرائيلية المتوترة عالمياً، ونتنياهو نفسه.

وصفت "وول ستريت جورنال" اغتيال السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى"، بـ"الفوز الملموس" لإسرائيل خلال عام من القتال في غزة، مشيرة إلى أن "إسرائيل في الوقت الراهن قضت افتراضياً على كبار قادة حماس في غزة، بخلاف شقيق السنوار، محمد، الذي يشرف على العمليات العسكرية اليومية للحركة، ويمكن أن يصبح قائدها الآن".

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه "من جانب آخر، لا يزال العديد من مقاتلي حماس على قيد الحياة، وكانوا يعيدون تنظيم صفوفهم ويضمون أعضاء جدد في بعض مناطق غزة".

وقد دفعت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية على مدار شهور بأن القضاء على حماس بالكامل أمر غير واقعي، وأن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنقاذ المحتجزين.

وقد ألمح مسؤولون أمريكيون، الخميس، إلى اعتقادهم بأن اغتيال السنوار يفتح نافذة أمام تأمين إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب.

لكن السنوار لم يكن العقبة الوحيدة أمام اتفاق تبادل الأسرى ووقف النار، لكنه كان أحد أكبرها، بحسب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

وقال اللواء تامر هايمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، إنه ينبغي لإسرائيل الآن أن تخبر إيران بأنه إذا أرادت تجنب حرب مباشرة مع إسرائيل وإنقاذ ما تبقى من حزب الله اللبناني، عليها الضغط على حماس للانضمام إلى طاولة المفاوضات.

* خيار مواصلة القتال

على مدار العام الماضي، أظهر نتنياهو استعداده لتحدي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن – رغم اعتماد إسرائيل على الدعم العسكري الأمريكي – ومقاومة الضغط من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ورأى مستشار الأمن القومي سابقاً يعقوب عميدرور، أن اغتيال السنوار حدث رمزي مهم، لكنه لا يعني أنه يمكن لإسرائيل إنهاء الحرب الآن، موضحاً أنه يوضح أن استراتيجية إسرائيل بمواصلة الضغط العسكري في شتى أنحاء قطاع غزة تجدي نفعاً، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن حماس لا تزال قوية بما يكفي لمهاجمة أي حكومة بديلة في غزة، مؤكداً ضرورة مواصلة القضاء على قدراتها العسكرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved