في أعقاب تهديدات حزب الله.. هل حيفا على وشك أن تواجه مصير كريات شمونة؟

آخر تحديث: الجمعة 18 أكتوبر 2024 - 11:59 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

توعد حزب الله اللبناني إسرائيل بمزيد من الهجمات إذا ما واصلت الاعتداء على لبنان، وذلك بعد هجومه "المركب والنوعي" على معسكر تابع للواء جولاني، مما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة عشرات آخرين، جراء الهجوم باستخدام سرب من الطائرات المسيرة على المعسكر الواقع في بلدة بنيامينا جنوبي حيفا.

وقالت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله في بيان لها، إن المسيرات اخترقت الرادارات ووصلت إلى معسكر تدريب للواء جولاني في بنيامينا.

وأوضحت أن العملية كانت نوعية ومركبة، حيث استهدفت الصواريخ والأسراب الطائرة المسيرة مناطق في عكا وحيفا.

وحذرت المقاومة من أن التمادي في الاعتداء على المدنيين سيجعل من حيفا مثل كريات شمونة، حيث توعدت باستهدافها بالصواريخ والطائرات المسيرة، حسبما نقلت شبكة "الجزيرة".

وأفادت المقاومة بأنها أطلقت "عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا"، بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي. في الوقت نفسه، أطلقت القوة الجوية في المقاومة الإسلامية أسرابًا من الطائرات المسيرة المتنوعة، بعض منها يُستخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق في عكا وحيفا.

لكن، ماذا نعرف عن كريات شمونة؟ وماذا حدث لها؟

- كريات شمونة

كريات شمونة، أو "قرية الثمانية" كما تعني ترجمتها الحرفية، هي مستوطنة إسرائيلية تقع في المنطقة الشمالية من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، على المنحدرات الغربية من سهل الحولة بالقرب من الحدود اللبنانية.

في عام 2021، بلغ عدد سكانها حوالي 22,336 نسمة، الغالبية العظمى منهم من اليهود، وخاصة من أصل مغربي. تُعد كريات شمونة المدينة الأقرب شمالًا في إسرائيل، وهي تقع في أقصى نقطة من الشمال.

- تاريخ كريات شمونة

تأسست بلدة كريات شمونة عام 1949 على أنقاض قرية الخالصة الفلسطينية بعد تهجير أهلها واستيلاء عصابات الهاجاناه الصهيونية عليها أثناء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. كانت هذه القرية تقع ضمن صفد. في البداية، تم تسمية المستوطنة بـ "بلدة الثمانية" تكريمًا لثمانية من رجال الميليشيات اليهودية، الذين قُتلوا في معركة تل حاي عام 1920 خلال الحرب الفرنسية في سوريا، قبل أن يتم تغيير الاسم إلى كريات شمونة.

في البداية، استخدم اليهود منازل قرية الخالصة الفلسطينية الفارغة بعد تهجير سكانها كمخيم مؤقت للمهاجرين واللاجئين اليهود الذين كانوا يعملون في الزراعة.

بدأ سكان المستوطنة الأوائل في الوصول، وكان أولهم 14 يهوديًا من اليمن وصلوا في 18 يوليو 1949، تبعهم المزيد من اليهود اليمنيين بعد شهر. بحلول يوليو 1951، ارتفع عدد السكان إلى نحو 4000 نسمة.

- كريات شمونة: هدفًا للهجمات من لبنان

ظلّت كريات شمونة هدفًا للهجمات العسكرية، بما في ذلك الهجمات بصواريخ الكاتيوشا التي شنتها منظمة التحرير الفلسطينية في يوليو 1981، ثم في مارس 1986، وفي وقت لاحق من عام 1996 خلال عملية عناقيد الغضب. كما تعرضت المستوطنة لعدة هجمات من قبل حزب الله منذ عام 1999.

وعلى الرغم من الهجمات المتكررة من لبنان، شهدت كريات شمونة ارتفاعًا في عدد السكان من 11,800 نسمة في عام 1972 إلى 15,100 نسمة في عام 1983.

بين عامي 2000 و2006، كانت المستوطنة تتمتع بفترات من السلام المتقطع، إلا أنها عانت من انفجارات متتالية بسبب إطلاق حزب الله مدافع مضادة للطائرات على الطائرات الحربية الإسرائيلية التي كانت تحلق عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

- حرب لبنان 2006

في حرب لبنان عام 2006، كانت كريات شمونة مرة أخرى هدفًا لهجمات حزب الله بصواريخ الكاتيوشا، حيث غادر معظم السكان المنطقة أثناء الحرب، وبقي حوالي 5000 شخص فقط في الملاجئ، مما حول المدينة إلى مدينة أشباح. في تلك الحرب، تعرضت المستوطنة لأكثر من 1000 صاروخ كاتيوشا.

- إخلاء كريات شمونة جراء التصعيد الحالي

عادت كريات شمونة إلى تصدر الأخبار بعد التصعيد الأخير في 7 أكتوبر 2024، عندما شنت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" ضد الأراضي المحتلة.

وقد تصدرت المستوطنة مؤشرات البحث على جوجل في الأسبوع الثالث للحرب بعد إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية إخلاء سكانها خوفًا من التصعيد العسكري المتزايد. وبدأت السلطات الإسرائيلية في إجلاء سكان المستوطنة إلى بيوت الضيافة، في إطار خطة إخلاء تم تدبيرها بواسطة السلطة المحلية ووزارة السياحة وسلطة الطوارئ الوطنية التابعة لوزارة الدفاع.

ووفقًا لتصريحات أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن عملية الإخلاء ستتم بشكل منظم بعد التصديق على الخطة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved