زوجة المصور الفلسطيني معاذ لـ«الشروق»: الاحتلال فقأ عينه بعد تصويره جريمة اغتيال على الهواء

آخر تحديث: الإثنين 18 نوفمبر 2019 - 8:06 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

رصاصة غادرة تعرف طريقها، سكنت عين المصور الفلسطيني معاذ العمارنة، بينما كان يقف ثابتًا ليوثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بعدسة كاميرته، التي اعتادت نقل مواجهات الشارع الفلسطيني مع الاحتلال على الهواء مباشرة.

في الجمعة الماضية، كان معاذ، 32 عامًا، يبث بعدسته مواجهات اندلعت بين عناصر حرس الحدود الإسرائيلي وفلسطينيين، في بلدة صوريف الوقعة في الشمال الغربي لمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مرتديًا سترته الصحفية الزرقاء (press)، عندما صوب أحد الجنود الإسرائيليين على عينه اليسرى برصاصة تسببت في فقدانها إلى الأبد.

«ارتبكت للغاية، لم أكن أعلم ماذا علي أن أفعل، لقد رأيت معاذ ينزف من عينه اليسرى ويقول إنه لا يستطيع الرؤية بها، على الرغم من بعدنا بمسافة كافية عن المواجهات إلا أن أحد الجنود استهدفنا بسلاح الروجر المحرم دوليًا، كان مشهدًا مرعبًا ولم أستطع تمالك أعصابي ولم نعرف وقتها كيف نسعفه»، بهذه الكلمات عبر مراسل قناة الغد، رائد الشريف، لـ "الشروق"، عن صدمته وقت إصابة زميله معاذ، عندما كانا يعملان معًا لبث تغطية مباشرة للمواجهات التي اندلعت بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، ليقبع معاذ بعدها في إحدى المستشفيات الإسرائيلية في انتظار إجراء عملية جراجية خطيرة.

وفي تصريحات خاصة لـ "الشروق"، قالت زوجة معاذ، "ولاء"، إن زوجها كان يصور التوترات الميدانية، التي نشبت في مخيم العروب شمالي مدينة الخليل، خلال الأسبوع الماضي، إثر اغتيال إسرائيل القيادي بحركة الجهاد الإسلامي جهاد أبو العطا، وأنه خلال المواجهات استطاع معاذ أن يبث بكاميراته مقطع فيديو على الهواء لعملية اغتيال شاب أعزل، يدعى عمر البدوي، على يد أحد الجنود الإسرائيليين.

ولفتت ولاء، إلى وجود علاقة بين حادثة الاستشهاد واستهداف زوجها، خاصة بعدما ذاع صيته على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تصويره عملية الاغتيال دون رهبة، قائلة: "بالطبع هناك رابط لقد فقع الاحتلال عين زوجي بعد تصويره جريمة الاغتيال على الهواء".

هذا الاعتقاد أكده طارق، ابن عم معاذ، الذي يرافقه في المشفى ليل نهار، والذي قال في حديثة لـ "الشروق"، إن معاذ شخصًا معروف لدى الاحتلال، مضيفًا أنه دائمًا ما كان يسمع أحاديث كثيرة عن محاولة جنود الاحتلال مضايقته في أغلب الأحيان.

تصف ولاء لحظة علمها بخبر إصابة معاذ: "فجأة تلقيت هاتفًا بأنه أصيب، اتصلت به على الفور وقال لي لا تخافي أنني بخير، ونقل بعدها إلى مشفى في مدينة الخليل ثم لأخرى في بيت لحم بالقدس لكن لم أتمكن من الحصول على تصريح لزيارته أنا أو إخوته لمنعنا من دخول القدس".

وأضافت: "زوجي دائم البسمة ولديه أصدقاء كثيرين ويعتبرونه قوي في مجاله، حتى أنه لاقى تضامنًا كبيرًَا من جميع الفلسطين العامين في المجال"، لافتة إلى أن حالتة مستقرة، وفي انتظار أن يحدد الأطباء موعد العملية.

* تضامن واسع مع معاذ

ولم يقف صحافيون وإعلاميون فلسطينيون مكتوفي الأيدي، بل أطلقوا وقفات احتجاجية منذ إصابة زميلهم معاذ، لكنها قوبلت ولا تزال بالعنف من قبل قوات الاحتلال، فيما انطلقت حملة تضامنية كبرى بين العرب تحمل شعار "عين معاذ.. عين الحقيقة"، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتفاعل معها فنانون ومشاهير الإعلام، في الوقت الذي أصبح فيه معاذ قادر على ممارسة التصوير أفضل مما كان دون الحاجة لإغماض عينه اليسري لضبط الصورة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved