وزير الزراعة: مصر تمتلك الإمكانيات لمساعدة المزارعين في الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية

آخر تحديث: الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 3:34 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عزالدين أبوستيت، أن مصر تمتلك الإمكانيات لمساعدة المزارعين في الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية؛ فلديها شبكة اتصالات قوية تؤهلها للاستفادة من هذه التكنولوجيا بما يفيد المزارع الصغير، خاصة وأن معظمهم يستخدمون الهاتف المحمول وشبكة الإنترنت.

جاء ذلك في كلمة وزير الزراعة خلال مشاركته اليوم الأربعاء، في ورشة العمل الختامية لمبادرة الإرشاد الزراعي الرقمي في مصر التي نظمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

وقال أبوستيت" إنه في ظل تحديات ندرة الأرض والمياه والظروف الجوية المتقلبة أصبحت هناك ضرورة ملحة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية في الزراعة لأنها توفر كثيرا من الجهد والأموال وتساعد في زيادة الإنتاجية، موضحا أن هناك مشروعا كبيرا لتطوير الري سوف يعلن عنه قريبا بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري..لافتا إلى أن التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في أنظمة الري أدخلت في 250 ألف فدان على مستوى الجمهورية، وبين أن المشروع الجديد سيشارك فيه المزارعون من خلال روابط فيما بينهم تحت الإشراف الفني لوزارتي الزراعة والري".

وأضاف أن وزارة الزراعة تتعاون مع (الفاو) في تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030 .. لافتا إلى أن الوزارة قامت بتدقيق بيانات حوالي 88% من المزارعين في إطار منظومة (كارت الفلاح) التي ستسهم في توفير المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار المناسب وأيضا وصول الدعم لمستحقيه، كما طالب بضرورة البحث عن برامج للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في المناطق الريفية التي يتعذر فيها توفير شبكة الإنترنت.

وذكر وزير الزراعة أن الثورة الزراعية الرقمية ستساعد المزارعين على تقليل تكاليف الإنتاج، وزيادة إنتاجية المحاصيل بتحسين أساليب اتخاذ القرارات اعتمادا على توافر بيانات دقيقة.

وقال إن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تعمل على تفعيل دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام النظم التكنولوجية في القطاع الزراعي ورفع كفاءة إدارة الخدمات المقدمة، ونشر الوعي بين الفلاحين، لافتا إلى أنه تم تنفيذ مشروع ميكنة منظومة الحيازة الزراعية، وإنشاء قاعدة بيانات للحائزين على مستوى الجمهورية بما يسهم فى ضبط الزمام المنزرع لدعم اتخاذ القرار وتحديد السياسات الزراعية والمساهمة في التنبؤ باستهلاك المياه ونوع ومساحة المحاصيل الزراعية وتحسين سياسة تسعيرها، كما يجري تنفيذ مشروع إنشاء خريطة رقمية لأراضي الدولة للاستفادة منها في تدقيق مناطق التوسع العمراني وتحديد معدلات تآكل الرقعة الزراعية ومواجهة التعديات عليها، وذلك من خلال مقارنات صور الأقمار الاصطناعية خلال فترات زمنية مختلفة.

وأوضح أن المعمل المركزي للمناخ الزراعي بالوزارة يقوم أيضا بتوفير بيانات الأرصاد الجوية الزراعية اليومية لخدمة النشاطات الزراعية في المدى القريب والبعيد، ويشمل ذلك استخدام النماذج الرياضية لتقدير الاحتياج اليومي من الري والتسميد والتنبؤ بالأمراض والآفات وحساب احتياجات البرودة لأشجار الفاكهة متساقطة الأوراق، كما تقوم الوزارة بإنشاء "حزم نظم خبيرة" للتواصل مع المزارعين لتقديم البرامج الخدمية والمعرفية لتسهيل عملية الإرشاد الزراعي.

وأكد وزير الزراعة أن الوزارة تنشىء مركز معلومات مركزي متقدما يضم قاعدة بيانات شاملة عن الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي، ضمن البرنامج القومي لتكنولوجيا المعلومات، وتم رفع إحداثيات مزارع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي وتوقيع هذه الإحداثيات على GPS والمجازر وجميع المنشآت الحيوانية، وذلك باستخدام أجهزة على الخريطة الإلكترونية لمصر، وعمل خريطة وبائية للأمراض الحيوانية، والتي على أساسها يتم وضع خطة للتحكم والسيطرة على الأمراض الوبائية، ويتم استخدام تقنية الاستشعار عن بعد لمراقبة ومتابعة التعديات على البحيرات والأراضي الزراعية، والعمل على إزالتها، ونظام الإنذار المبكر والتنبؤ بالأمراض العابرة للحدود مثل حمى الوادي المتصدع.

وقال وزير الزراعة إن التكنولوجيا الرقمية ستساعد في سد العجز الكبير للمرشدين الزراعيين، وأن السنوات الأخيرة شهدت انتشارا واسعا لأساليب "الزراعة الرقمية" في الكثير من دول العالم وفي مختلف القارات كالصين واستراليا، غير أن التحديات التي تعترض طريق الثورة الزراعية الرقمية مازالت قائمة في المناطق الأقل نموا، ولاسيما المناطق النائية التي تفتقر عادة إلى البنية التحتية لشبكة الاتصالات.

ولفت أبوستيت إلى أنه من هنا جاءت أهمية التكنولوجيا الرقمية لما ستحدثه من ثورة هائلة في عالم الزراعة والتسميد والحصاد فالأجهزة الزراعية التكنولوجية الحساسة بوسعها الآن جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالزراعة ونقلها بسرعة، ويشمل ذلك تحديد نسبة الضوء ورطوبة الطقس والحرارة ومستويات الرطوبة في التربة، وهذه الأشياء جميعها متصلة بنظام ري يمكنه تحديد الاحتياجات المائية وتشغيل نظم الري أوتوماتيكيا، حتى يتمكن المزارعين من الحصول على المعلومات والإرشادات المتعلقة بمحاصيلهم وصحة ماشيتهم، ما يمكنهم من اتخاذ قرارات سديدة حول كيفية استخدام مواردهم النباتية والحيوانية على الوجه الأمثل.

من جانبه، قال الدكتور نصرالدين حاج الأمين ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في مصر إن المنظمة تقوم حاليا بتنفيذ مبادرة للزراعة الرقمية في عدد من البلدان الأفريقية، ونظرا للاهتمام الذي أبدته وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالخدمات الإرشادية الزراعية الرقمية، فقد كان من دواعي سعادة المنظمة الاستجابة لهذه الرغبة، وذلك بتقديم تطبيق "المفيد في الأغذية والزراعة"، وذلك للمساهمة في دعم الجهود الحالية للوزارة لتحسين الخدمات الإرشادية المقدمة للمزارعين والمرأة الريفية في مصر.

وأوضح الأمين أن استخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن ييسر تدفق المعلومات والخدمات الإرشادية لجماهير المزارعين والمرأة الريفية, كما يمكن لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات أن تزيد من تأثير الخدمات الاستشارية الريفية الحالية والخدمات المالية إلى الحد الأقصى لهم، كما أنها تسهل الوصول إلى الأسواق والمعلومات وفرص إقامة المشروعات.

وتعد مشاركة "الفاو" وشركاؤها في تنفيذ وتطوير مبادرات الشمول الرقمي وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية المبتكرة، وتوفير الحلول الخاصة باحتياجات الأسر الفقيرة عن قرب، بمثابة مساهمة مباشرة من المنظمة في الحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي.

شهد الورشة الدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية وبعض قيادات وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية وممثلو مكتب "الفاو" بالقاهرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved