اللمسات العاطفية لها تأثيرها على البشر في تخفيف الألم

آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2020 - 7:06 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

يساهم التعاطف مع الآخرين عن طريق الحضن أو اللمس، بالتخفيف عن آلامهم أو منحهم شعور بالحب والقرب، وتفسر دراسات كثيرة تأثير اللمس على علاقة الأشخاص ببعضهم والتأثير النفسي له، حيث رصد موقع "pop central" عدد من هذه الأبحاث والآراء العلمية حول أهمية اللمس والعناق على البشر.

وأظهرت الدراسات الشهيرة أن الأطفال الذين يكبرون دون لمسة عاطفية أو الحصول على عناق يعانون من مشكلات تنموية خطيرة وغير قادرين على الارتباط اجتماعيًا، وأن اللمس يعمل على تنشيط مناطق معينة من الدماغي وبالتالي التأثير على عمليات التفكير وردود الفعل وحتى الاستجابات الفسيولوجية.

ومن هذه الدراسات ما يشير إلى أن فحوصات الدماغ كشفت أن اللمس العاطفي ينشط القشرة المدارية الأمامية، وهي منطقة دماغية مرتبطة بالتعلم وصنع القرار وكذلك بالسلوكيات العاطفية والاجتماعية.

وأشارت بعض التجارب إلى أن التقبيل الرومانسي هو أداة مهمة - خاصة بالنسبة للنساء - لأن الكوكتيل الكيميائي الشخصي الموجود في لعاب الفرد ينقل معلومات مهمة إلى الدماغ عن توافقه الفسيولوجي.

ويمكن أن يكون اللمس والعناق أيضًا مطمئنًا ومهدئًا لأي شخص يعاني من الضيق، لأنه يمكن أن يظهر مدى الدعم والتعاطف مع هذا الشخص ومعاناته.

ووجدت دراسة من السويد، نشرت نتائجها في عام 2019 بمجلة "Research on Language and Interaction"، أن عناق الأطفال في وقت محنة أو حزن له تأثير مهدئ للأعصاب بالنسبة لهم.

وأوضح مؤلفو الدراسة أن التفاعل العاطفي مع الطفل باللمس أو العناق ينطوي على إشارة لهم أن آباءهم يهتمون بمتطلباتهم النفسية والعاطفية، مما يؤدي إلى استعادة الشعور بالأمان والطمأنينة لدى الطفل.

أما بالنسبة للنساء، فوجدت دراسة العناق وتقديم الدعم العاطفي باللمس من شركائهن يؤدي إلى تخفيف الألم والإحساس بالإحباط ويشعر كل من المشاركين في التفاعل بمشاعر أكثر إيجابية ويشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا ببعضهم البعض.

علاوة على ذلك أظهرت سلسلة من الدراسات التي أجراها باحثون هولنديون أن العناق يمكن أن يخفف من شعور الشخص بالخوف ويزيل الشك والقلق تجاه الذات، وتقول الباحثة ساندر كول، من جامعة فريجي بأمستردام في هولندا: "حتى الحالات السريعة التي يقوم بها الأفراد تجاه بعضهم من العناق أو اللمس قد تساعد الناس على التعامل بفعالية أكبر مع مخاوفهم".

وأضافت: "تبين نتائجنا أنه حتى لمس جسم غير مألوف - مثل دمية دب - يمكن أن يهدئ القلق والخوف، وأن اللمسة الشخصية هي آلية قوية لدرجة أنها تساهم في غرس الشعور بالأهمية في نفوس الآخرين".

وأوضحت أنه يوجد أبحاث أخرى تؤكد أن المشاركة في التواصل غير اللفظي للمودة وإظهار الحب - والتي تشمل أعمال مثل المعانقة والتقبيل - يمكن أن تخفف من تأثير الإجهاد وتسريع الشفاء منه.

وفي دراسة نشرت عام 2014، في مجلة Psychological Science، تم طرح نتائج حول أن العناق وتبادل اللمسات العاطفية له تأثير وقائي ضد التهابات الجهاز التنفسي، حيث كشفت الدراسة عن أن الأشخاص المصابون بالمرض وتلقوا دعم عاطفي من الآخرين، كانت الأعراض أقل حدة لديهم.

وأظهرت دراسات أخرى أن العلاقة الرومانسية بين الزوجين والتي تشمل العناق، تؤدي إلى خفض ضغط الدم بالنسبة للنساء وضبط معدل ضربات القلب.

وأظهرت الأبحاث أن القبلات الرومانسية تساعد أيضًا في تعزيز الجهاز المناعي، موضحة أن القبلة تنقل ما يقرب من 80 مليون كائن بكتيري في 10 ثواني فقط، وهذا التبادل الميكروبي يعمل على تحفيز الجهاز المناعي ضد التهديدات البكتيرية الجديدة والمحتملة ويعزز فعاليته ضد مجموعة أكثر تنوعًا من مسببات الأمراض.

وتناولت دراستان نشرتا في سنتين متتاليتين، وكلاهما تم نشرهما في مجلة "Medical news today"، أظهرت الدراسة الأولى - التي ظهرت في مجلة Scientific Reports في عام 2017، أنه إذا تبادل زوجان – شريكان أو محبان- اللمس والعناق وكان أحدهما يعاني من الألم، فإن اللمس يقلل فعليًا من الشعور بالألم.

وفي الدراسة الثانية - التي ظهرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة PNA-، لاحظ الفريق نفس التأثير في مجموعات من الأزواج الشباب تم إجراء عليهم اختبارات، وأشار تقرير مؤلفي الدراسة -في النتائج التي تم التوصل إليها- إلى أن التمسك باليدين فقط ولمسها بشكل عاطفي الشعور له تأثير إيجابي على المناطق المركزية الخاصة بالألم في المخ.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved