لوموند: الاتحاد الأفريقي يحظر إسرائيل بشكل نهائي

آخر تحديث: الإثنين 19 فبراير 2024 - 4:24 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الاتحاد الأفريقي يحظر إسرائيل بشكل نهائي، موضحة أنه قد سحب من إسرائيل صفة مراقب، كما بدا المبعوث الإسرائيلي في أديس أبابا منبوذاً يعقد جلسات سرية.

وأوضحت الصحيفة، أنه على الرغم من أن الاتحاد الإفريقي، قد سبق وسحب منها صفة مراقب، لكن بفضل دبلوماسيتها النشطة في أفريقيا، تظل إسرائيل مؤثرة في القارة، ما دفع بعض دول القارة لتهميشها لحظرها نهائياً.

ولفتت الصحيفة الفرنسية، إلى واقعة طرد الوفد الإسرائيلي في فبراير 2023، خلال قمة الاتحاد الأفريقي السابقة، من الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي مع بدء المناقشات بين رؤساء دول القارة في أديس أبابا.

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن جنوب أفريقيا والجزائر، الدولتان اللتان كانتا وراء تهميش الممثلين الإسرائيليين، قد عارضتا وجود إسرائيل كعضو مراقب داخل المنظمة الأفريقية، إلا أن تلك المسألة لم يتم حلها رسميا.

وأشارت "لوموند" إلى أنه بعد مرور عام على هذه الحادثة الدبلوماسية، وضعت الحرب في قطاع غزة حداً لهذا النقاش.

ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن مصدر مسئول كبير في الاتحاد الأفريقي قوله: "الملف المتعلق باعتماد إسرائيل مغلق وقد علقت المنظمة صفة مراقبها بشكل نهائي".

وقال إيبا كالوندو، المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، يوم السبت إن "إسرائيل ليست مدعوة لحضور القمة".

وعادت "لوموند" قائلة:" إنه بعد عقد من الجهود الدبلوماسية وعامين بعد اعتمادها، تم حظر تل أبيب بشكل نهائي من المؤسسة.

في المقابل، فرش الاتحاد الأفريقي السجادة الحمراء لرئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، الذي حظي، من على منصة الجمعية العامة، بالتصفيق الطويل من رؤساء دول قارة ملتزمة في معظمها بقضيتها، وفقاً للصحيفة الفرنسية.

وقال أشتية أمام الزعماء الأفارقة: "الفلسطينيون يدافعون عن وطنهم كما دافعتم أنتم في أفريقيا عن أراضيكم ضد الاستعمار".

وقالت الصحيفة الفرنسية إنه: "لم يتراجع الأخيرون عن ضرباتهم عندما أدانوا الهجوم الإسرائيلي، الانتهاك الأكثر فظاظة للقانون الإنساني الدولي، على حد تعبير رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه محمد، الذي يتهم إسرائيل بالرغبة في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة".

وبعده، شكر رئيس جزر القمر غزالي عثماني جنوب أفريقيا على تقديمها شكوى إلى محكمة العدل الدولية للتنديد بـ"الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل أمام أعيننا"، مضيفاً:" علينا أن نعيش مع الكاثوليك، ولكن أيضًا مع اليهود الملعونين، ليحل عليهم غضب الله. اليهود هم أسياد العالم. إنهم ليسوا مثلنا. إنهم يتربصون في الظل ويكشفون عن أنفسهم في اللحظة المناسبة".

وفي يناير، حكم قضاة محكمة العدل الدولية لصالح بريتوريا، التي قدمت طلبا في نهاية ديسمبر الماضي، تتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

من جهتها، قالت ليزل لو فودران، الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية: "هذا أحد أعظم الإنجازات في الدبلوماسية الأفريقية"، مضيفة أنه انتصار احتفل به ممثلو بريتوريا في أديس أبابا.

ولكن بعد النشوة، أعربت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ذات الشخصية الجذابة، ناليدي باندور، عن قلقها "بشأن وجود ممثلين إسرائيليين في مقر الاتحاد الأفريقي في الأيام الأخيرة".

وتابعت: "بالفعل، شوهد يوم الأربعاء السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا داخل المبنى وعقد نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية لشئون أفريقيا، شارون بارلي، الشخص المطرود من الاتحاد الأفريقي عام 2023، اجتماعات سرية في العاصمة الإثيوبية"، بحسب عدة مصادر دبلوماسية.

وعند الاتصال بالسفارة الإسرائيلية في أديس أبابا، لم تستجب لطلبات صحيفة لوموند.

وأضافت الصحيفة: "إذا تم الآن حظر إسرائيل رسميا من الاتحاد الأفريقي، فإن أفريقيا لا تزال منقسمة بشأنها، ويتجلى ذلك من خلال التصويت على القرار الذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة في الأمم المتحدة في 27 أكتوبر".

وقد أيدته 38 دولة أفريقية، بينما امتنعت سبع دول عن التصويت، ولا يزال النفوذ الإسرائيلي كبيرا في القارة، نتيجة للهجوم الدبلوماسي طويل الأمد الذي قاده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مدى العقد الماضي.

وقالت "لوموند" إنه في السنوات الأخيرة، أسفرت جهود إسرائيل عن تطبيع علاقاتها مع العديد من الدول، فضلا عن تعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن، موضحة أن "المغرب وغانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وكينيا يعتبرون من بين أقرب المتعاونين مع إسرائيل في القارة".

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أوجه التعاون بين بعض الدول في القارة وبين إسرائيل، منها: "شراكات يتم إنشاؤها مقابل الدعم في مجال الأمن السيبراني – والذي يتجسد في بيع برنامج التجسس "بيجاسوس" (من شركة NSO Group الإسرائيلية) – أو اتفاقيات التعاون العسكري مثل مشروع بيع وتجميع طائرات بدون طيار إسرائيلية في المغرب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved