بطء تدابير إعادة الإعمار وخدمات الطوارئ بعد كارثة السيول في إسبانيا
آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2025 - 9:11 ص بتوقيت القاهرة
مدريد - د ب أ
بعد ثلاثة أشهر على اجتياح السيول البلدات والقرى الإسبانية، بالمنطقتين الغربية والجنوبية من مقاطعة فالينسيا بشرقي إسبانيا، إثر هطول أمطار غزيرة على الجبال المحيطة، يبدو أنه لم يطرأ أي تحسن على أحوال المناطق المنكوبة.
وكان حجم الدمار كبيرا لدرجة أن جهود آلاف من جنود الجيش، ورجال الشرطة والإطفاء بالإضافة إلى آلاف المتطوعين لم تسفر عن إنجازات ملموسة سريعة.
ضرب منخفض جوي هذه المنطقة في أكتوبر 2024، مما تسبب في هطول أمطار كثيفة تصل إلى 491 ملليمتر، في غضون بضع ساعات وهي كمية من المياه تفوق ما تشهده المنطقة عادة خلال عام.
وكانت كميات الأمطار هائلة لدرجة أن ممرات بارانكوس الجبلية التي تعمل كقنوات تصريف للأمطار انهارت.
وبلغ إجمالي الوفيات 224 متوفيا على الأقل في فالينسيا، و45 شخصا في بلدة بايبورتا وحدها، وثمانية أشخاص آخرين في الأندلس ومنطقة كاستيلا لا مانشا.
ولا يمكن استخدام مئات المباني بما فيها المنازل والمتاجر والمدارس، الكائنة في منطقة الكارثة حاليا، والكثير منها يتهدده خطر الانهيار. كما تضررت العديد من الجسور وخطوط السكك الحديدية وغيرها من المرافق الأساسية.
وخصصت الحكومة المركزية الإسبانية حتى الآن 6ر16 مليار دولار، لغرض إعادة الإعمار وتقديم الدعم للأنشطة التجارية، وأيضا المساعدة للجهات والأشخاص المتضررين بالإضافة إلى التعويضات.
غير أن الكثير من القرارات لا تزال معلقة.
وعادت الكثير من المناطق السكنية إلى درجة ما من الحياة الطبيعية، ولكن 28 بلدة لا تزال في المستوى الثاني من حالة الطوارئ، مما يعني إنها معتمدة على المساعدة الخارجية من الحكومة المركزية.
ولا يزال قرابة أربعة آلاف جندي من وحدة الطوارئ العسكرية، ومن باقي وحدات القوات المسلحة في حالة انتشار.
ويشير أوسكار روساليني إلى بطء وتيرة عملية إعادة الإعمار، وإلى تبادل الاتهامات بين الحكومات المحلية والحكومة المركزية.
ويضيف روساليني وهو مصمم جرافيك إنه توجد أيضا كثير من التساؤلات، تتعلق بالأشكال العديدة للمساعدات التي تتنوع بين التعويضات إلى المعونة لشراء سيارات بدلا من التي فُقدت أثناء السيول، إلى جانب المساعدة على بناء المنازل التي تهدمت، ولا يزال من غير الواضح السبب في تلقي الجيران من سكان الطوابق الأولى في المنازل أموال المساعدة رغم عدم تضررها بشكل جسيم، بينما لا يزال آخرون تهدمت منازلهم تماما في انتظار الحصول على المساعدة.
كما شعر كثيرون بالغضب إزاء حقيقة أن خدمات الطوارئ في المناطق المتضررة تتاح فقط بعد أيام أو أسابيع من طلبها، وفي كثير من الأحيان يكون المتطوعون المحليون هم أول من يستجيب لنداء المعاونة.