مروان عيسى.. هل اغتالت إسرائيل الرجل الثالث في حماس؟

آخر تحديث: الثلاثاء 19 مارس 2024 - 7:19 م بتوقيت القاهرة

وزعم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن عيسى قُتل في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي. فيما لم تؤكد حماس ولا إسرائيل ذلك.

*رجل الظل والحرب النفسية
عيسى، الذي يطلق عليه الفلسطينيون لقب "رجل الظل" بسبب قدرته على التخفي عن أعين العدو، ارتقى إلى المرتبة الثالثة داخل الحركة، وقضي سنوات في التخطيط لعمليات توغل في إسرائيل، منها هجوم السابع من أكتوبر.

وشكل الرجل الثالث مع قياديين آخرين في حماس مجلسا عسكريا سريا من ثلاثة أعضاء على رأس الحركة. وخططوا لهجوم السابع من أكتوبر، ويُعتقد أنهم يديرون العمليات العسكرية من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة منذ ذلك الحين.

وقال مصدر في "حماس" لـ"رويترز": "الأخ عيسى عبارة عن كابوس بيمشي على الأرض بالنسبة للعدو"، مشيدا بمهاراته شبه العسكرية.

وفي أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، الذي تشير الإحصائيات الإسرائيلية أنه أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 253 آخرين، توعدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باغتيال الثلاثة، وهم: يحيى السنوار زعيم حماس في غزة، ومحمد الضيف قائد الجناح العسكري، وعيسى نائبه.

واعتبرت "رويترز" أن اغتيال عيسى سيكون بمثابة ضربة قوية لحماس، مشيرة إلى أن اغتياله قد يؤدي أيضا إلى تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لكن إسرائيل تقول إن المحادثات مستمرة من خلال الوسطاء.

وردا على سؤال حول ما تردد عن اغتيال عيسى، قال المصدر في حماس إنها قد تكون حربا نفسية إسرائيلية، مؤكدا أن عيسى ساعد في بناء القدرات العسكرية للحركة بما في ذلك الصواريخ.

وبحسب مصادر في حماس، تعلم عيسى مهارات النجاة من الضيف، الذي نجا من سبع محاولات اغتيال دبرتها إسرائيل وتسببت في إصابته بتشوهات واضطراره لاستخدام كرسي متحرك.

*تدمير المنزل واغتيال الابن
كان عيسى على قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، وأصيب في محاولة اغتيال عام 2006 خلال لقاء مع ضيف.

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين خلال اجتياح غزة عامي 2014 و2021، ما أدى إلى مقتل شقيقه.

واغتيل نجل عيسى، وهو من مؤيدي حماس المعروفين، في غارة جوية إسرائيلية على وسط قطاع غزة في ديسمبر.

وكما الحال مع محمد الضيف، لم تكن ملامح عيسى معروفة للعامة حتى عام 2011، عندما ظهر في صورة جماعية التقطت خلال عملية تبادل للأسرى مع إسرائيل كان قد ساعد في تنظيمها.

وتكهنت مصادر فلسطينية بأن كبار قادة حماس الثلاثة يختبئون في أنفاق طويلة ومتشابكة تحت القطاع، لكنهم قد يكونوا في أي مكان في غزة، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

وشارك عيسى، وربما هو الأقل شهرة بين الثلاثة، في العديد من القرارات الكبرى التي اتخذتها حماس في السنوات القليلة الماضية، من بينها المشاركة في التفاوض على صفقة جلعاد شليط، الذي أسرته حماس في غارة عبر الحدود، وأطلقت إسرائيل بموجبها سراح 1027 فلسطينيا عام 2012.

وكان وسيط وكالة الاستخبارات الألمانية، جيرهارد كونراد، من عام 2009 إلى عام 2011، من بين القلائل الذين التقوا بعيسى أثناء التفاوض على صفقة التبادل المتعلقة بشاليط.

وقال كونراد لقناة "الجزيرة" حينها: "لقد كان دقيقا للغاية ومحللا حريصا. هذا هو انطباعي عنه. كان يحفظ الملفات عن ظهر قلب".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved