ما تطورات الصراع الدامي في شرق الكونغو؟

آخر تحديث: الأربعاء 19 مارس 2025 - 11:11 ص بتوقيت القاهرة

آية أمان

• قطر تدخل على خطة الأزمة.. وحركة إم23 تقاطع محادثات أنغولا.. وعقوبات أوروبية تشمل قادة من رواندا

استضافت قطر أمس مفاوضات بين رئيس رواندا، بول كاغامي، ورئيس الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي في محاولة لتخفيف حدة الصراع في شرق الكونغو، فيما تتهم الكونغو رواندا بدعم التمرد الذي تقوده حركة M23.

واتفق الرئيسان خلال المباحثات التي حضرها أمير دولة قطر، تميم بن حمد، مواصلة المناقشات التي بدأت في الدوحة من أجل إرساء أسس متينة لسلام دائم في إطار عملية لواندا/نيروبي ومخرجات جماعة شرق أفريقيا وجماعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) التي عُقدت في دار السلام، تنزانيا في فبراير الماضي- حسب وكالة الأنباء القطرية.

ورغم صدور بيان يبدو ايجابي من القمة بين الرئيسين إلا أن رواندا أعربت عن قلقها إزاء تعاون جمهورية الكونغو الديمقراطية مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي ميليشيا مرتبطة بالإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 ضد التوتسي، فضلاً عن تهديدات الرئيس الكونغولي بالإطاحة بالزعماء الروانديين بسبب مزاعم بأن رواندا تدعم متمردي القوات المسلحة الكونغولية/حركة إم23 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية- حسب صحيفة New Times الصادرة في رواندا.

انهيار مفاوضات أنجولا

في سياق آخر أعلنت ميليشيا حركة إم 23 انسحابها من المحادثات مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لأن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المسؤولين الروانديين في وقت سابق من اليوم "قوضت" المفاوضات.

كانت رئاسة أنجولا أعلنت في بيان صحفي الاثنين الماضي أنه من المقرر أن تبدأ محادثات السلام المباشرة بين متمردي تحالف القوى الديمقراطية/حركة 23 مارس والحكومة الكونغولية في لواندا في 18 مارس، وأكدت أن الجانبين اتفقا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

بعد عقد من رفض المحادثات المباشرة مع مقاتلي حركة إم23، أعلن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي الأسبوع الماضي أنه مستعد للقاء جماعة إم23 بعد اجتماع مع نظيره الأنغولي، الذي عمل وسيطا في الصراع.

وقالت حركة إم23 المتمردة في بيان نقله موقع دويتشة فيلة الألماني، إنها انسحبت من المحادثات مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لأن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المسؤولين الروانديين في وقت سابق من اليوم "قوضت" المفاوضات، وأضاف أن "اجراءات الاتحاد الأوروبي تهدف إلى "عرقلة المحادثات التي طال انتظارها".

عقوبات الأتحاد الأوروبي

كان الاتحاد الأوروبي قرر الاثنين الماضي زيادة الضغط على رواندا إلى مستويات أعلى من خلال فرض عقوبات على عدد من المسؤولين في كيغالي إلى جانب قادة حركة إم23 التي تقود التمرد في شرق الكونغو.

وتتضمنت العقوبات تدابير تقييدية على تسعة أفراد وكيان واحد متهمين بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وتأجيج الصراع المسلح، واستغلال الموارد الطبيعية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتشمل هذه التدابير تجميد الأصول، وحظر السفر، وفرض قيود على المعاملات المالية.

وتستهدف العقوبات خمسة من كبار قادة جماعة التمرد إم23، وثلاثة ضباط رفيعي المستوى في قوات الدفاع الرواندية، ومسؤولا حكوميا روانديا، وشركة رواندية.

ونشر صحيفة Nile Post الصادرة في أوغندا قائمة القادة المفروض عليهم العقوبات الأوروبية وهم برتراند بيسيموا - رئيس حركة 23 مارس، والذي يشرف على العمليات السياسية والعسكرية للحركة، حيث قامت الحركة تحت قيادته، بهجمات عنيفة، وشرّدت الآلاف، وقوّضت جهود السلام في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وشملت العقوبات ديزيريه روكوميرا، رئيس قسم التجنيد والدعاية، الذي يدير جهود التجنيد في حركة إم23، ويستقطب مقاتلين جددًا، ويُدير الدعاية التي تُغذّي التطرف والتضليل الإعلامي.
وعوقب أيضاً العقيد جون إيماني نزينزي ، قائد عسكري كبير، M23، والذي يقوم بدور محوري في تخطيط العمليات العسكرية وتنفيذها، وجان بوسكو نزابونيمبا موبينزي - نائب رئيس الشؤون المالية والإنتاج، حركة 23 مارس ، والذي يؤمن التمويل اللازم للأسلحة والخدمات اللوجستية والتجنيد، وجوزيف موسانغا باهاتي، حاكم شمال كيفو.

وتضمنت العقوبات قادة قوات الدفاع الرواندية لتورطهم في الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهم روكي كاروسيسي، قائد القوات الخاصة لقوات الدفاع الرواندية، وباسكال موهيزي، عميد وقائد الفرقة الثانية بقوات الدفاع الرواندية، وفرانسيس كامانزي (المعروف أيضًا باسم إيراستو)، الرئيس التنفيذي لمجلس المناجم والبترول والغاز في رواندا (RMB)، والذي يواجه تهم التربح من التجارة غير المشروعة في معادن الصراع، مما يُغذّي اقتصاد الحرب.

وتضيف هذه العقوبات إلى الضغوط الدولية المتزايدة على رواندا لسحب قواتها من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2773.

في وقت سابق من اليوم، قطعت بلجيكا ورواندا علاقاتهما الدبلوماسية، حيث اتهمت بروكسل كيغالي بزعزعة استقرار شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. بدورها، استنكرت رواندا "التدخل الاستعماري الجديد" لبلجيكا.

وبدأ الصراع في شرق الكونغو على خلفة تمرد قادته حركة إم23 على أكبر مدينتين في شرق الكونغو، بالإضافة إلى عدة بلدات أصغر مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 7 آلاف شخص هذا العام، ونزوح مئات الآلاف، وفقا للحكومة الكونغولية.

وتعود جذور الحرب إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 والمعارك المستمرة على الموارد المعدنية الضخمة في الكونغو - والتي تعد حيوية لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved