هل ينفض ترامب يديه عن السلام الروسي الأوكراني؟

آخر تحديث: السبت 19 أبريل 2025 - 12:28 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

قبل عدة أيام من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين في إدارته علانية باستعدادهم لنفض أيديهم عن الدبلوماسية الروسية الأوكرانية، أعرب ترامب بغضب عن استياءه من تعثر المفاوضات.

وقال ترامب، يوم الجمعة، إنه مستعد للتخلي عن الأمر، وذلك بعد الوعد بإبرام اتفاق في غضون 24 ساعة من العودة إلى البيت الأبيض، ثم انطلاق أسابيع من المفاوضات. لكن ترامب لم يحدد موعدًا نهائيًا لخطوته بالتخلي عن الأمر أو حتى يصرح باتخاذ أي إجراء آخر يتجاوز غسل يديه عن المسألة.

وأوضح ترامب أنه حال واصل أي من الجانبين عرقلة التوصل للاتفاق، "سنقول: أنتم حمقى، أنتم بلهاء، أنتم أناس فظيعون. وسنتخلى عن الأمر".

*استياء خلف الكواليس*

وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن ترامب أعرب بوضوح عن استياءه قبل ذلك ببضعة أيام خلال محادثة ارتجالية بشأن جهود وقف النار مع عدد من كبار مستشاريه، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف.

وقال مسؤول أمريكي مطلع على المسألة إن ترامب أثار فكرة أنه حال عدم التوصل لاتفاق قريبًا، يمكنه المضي في قضايا أخرى تتعلق بالسياسة الخارجية.

وبحلول يوم الجمعة، تحول حديث ترامب الغاضب إلى بيان صريح علني.

وقال روبيو إن ترامب قرر أنه "خصص وقتًا كبيرًا وطاقة لهذه (المسألة)، وتدور عدة أمور في العالم الآن ونحتاج التركيز عليها. نحتاج أن نتبين في غضون أيام، ما إذا كان ذلك ممكنًا على المدى القصير. إن لم يكن كذلك، إذاً اعتقد أننا سنمضي قدمًا".

وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، أجرى روبيو اتصالات هاتفية مع أمين عام حلف شمال الأطلسي، مارك روته، كرر فيها القول إنه "إذا لم يظهر طريق واضح قريبًا، ستتراجع الولايات المتحدة عن جهود وساطة السلام".

ونقل روبيو استياء ترامب للمسؤولين الفرنسيين والبريطانيين والألمان والأوكرانيين المجتمعين في باريس من أجل سلسلة اجتماعات، يوم الخميس، لمناقشة المسار نحو السلام.

وقال دبلوماسي أوروبي لـ"أكسيوس": "لم يكن روبيو محددًا بشأن كيف ستبدو تلك الخطوة، لكنه شدد فقط على أن الولايات المتحدة تريد تقدمًا سريعًا".

وأكد دبلوماسيان أوروبيان ما قاله روبيو بشأن فقدان ترامب لصبره، واحتمال انسحابه من العملية حال عدم التوصل لاتفاق قريبًا.

وبحسب "أكسيوس"، شعر الدبلوماسيون الأوروبيون أن تعليقات روبيو تقصد في الغالب الأوكرانيين.

من جانبه، قال مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية أيضًا إن تعليقات روبيو بدا وكأنها تستهدف الضغط على أوكرانيا، معربًا عن القلق من أن انسحاب ترامب من المفاوضات قد يؤدي إلى تعليقات المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا.

وأوضح الدبلوماسيون الأوروبيون أن روبيو لم يتحدث عن زيادة الضغط على روسيا خلال اجتماعات باريس.

*بوتين يختبر صبر ترامب*

وتحت عنوان "بوتين يختبر صبر ترامب بمحادثات بطيئة لوقف إطلاق النار"، أشار "أكسيوس" إلى أن الموعد النهائي غير الرسمي الذي حددته إدارة ترامب لروسيا للموافقة على وقف النار في أوكرانيا يقترب بدون أي التزامات من الكرملين.

ولم تظهر علامات تقدر بارزة في المحادثات الأمريكية الروسية، كما لم يبدو أن وعد ترامب باتفاق سلام سريع قريب من جني ثماره.

ومع ذلك، أصر ترامب، يوم الخميس، إن وقف النار يقترب، وإنه "سيسمع من روسيا هذا الأسبوع"، في إشارة إلى الحصول على رد روسي.

بينما قال روبيو إنهم لن "يحلقوا في شتى أنحاء العالم ويجرون اجتماعًا تلو الآخر حال عدم إحراز تقدم"، دفع الكرملين بأنه تم إحراز تقدم بالفعل، لكنه قال إنه لا يوجد مزيد من الاتصالات مع الولايات المتحدة مخطط لها لهذا الأسبوع.

وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد التقى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من أربع ساعات الجمعة الماضية، في سان بطرسبرج. وقال ويتكوف إنه خرج بفكرة أوضح بشأن مطالب بوتين لتسوية سلمية.

لكنه لم يحصل على موافقة بوتين على خطة وقف النار لمدة 30 يومًا التي كان يعمل ترامب على الدفع بها على مدار ستة أسابيع، لتكون بمثابة خطوة أولى نحو سلام أطول مدى، والتي وقعت عليها أوكرانيا.

وتحدث روبيو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، يوم الخميس، وأكد أن روسيا بحاجة للالتزام تجاه إطار عمل وقف النار الأمريكي.

ووصف مسؤولون أمريكيون نهاية أبريل بأنها موعد نهائي غير رسمي، يمكن أن تواجه بعده روسيا عقوبات جديدة.

من جانب آخر، أشار "أكسيوس" إلى أنه عندما أجرى روبيو اتصالات هاتفية مع لافروف بعد اجتماعهما، قال الوزير الروسي إن موسكو مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة "بهدف القضاء على نحو موثوق على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية". لكن البيان الصادر عن موسكو لم يذكر وقفًا لإطلاق النار.

ويأتي ذلك بينما من المتوقع أن تجرى جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة والمسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين الأسبوع المقبل في لندن.

وقال مسؤول أوروبي إن هذه المحادثات تمثل تحولًا إيجابيًا في الطريقة التي كانت بها الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة القضية الأوكرانية الروسية مع الحلفاء الأوروبيين، وأن الاجتماع في باريس كان أول مناقشة جوهرية للقضية بين الجانبين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved