لجنة شئون الكنائس في فلسطين: سبت النور يتحول لنموذج لانتهاك حرية العبادة والمواثيق الدولية

آخر تحديث: السبت 19 أبريل 2025 - 6:11 م بتوقيت القاهرة

وفا

أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، ممثلة برئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي خوري، الإجراءات والانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني المسيحي والحجاج المشاركين في احتفالات "سبت النور" بمدينة القدس المحتلة.

وقالت اللجنة في بيان، مساء السبت، إن الانتهاكات تمثلت في منع أعداد كبيرة من المؤمنين من الوصول إلى كنيسة القيامة لأداء شعائرهم الدينية، وفرض قيود مشددة على الحركة في البلدة القديمة من القدس، عبر إقامة الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش.

كما منعت قوات الاحتلال القاصد الرسولي وسفير لكرسي الرسولي لدى دولة فلسطين، المطران أدولفو تيتو إيلانا، من الدخول إلى الكنيسة، في خطوة غير مسبوقة تنتهك الأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية.

وأكدت اللجنة، أن يوم سبت النور يُعد من أبرز المناسبات الدينية المسيحية، إذ يشهد سنوياً تدفقاً واسعاً للمؤمنين والحجاج من داخل فلسطين وخارجها للمشاركة في هذه الشعائر المقدسة، إلا أن سلطات الاحتلال حوّلت المدينة إلى ثكنة عسكرية، ومنعت السكان والزوار من ممارسة حقهم الطبيعي والديني في الوصول إلى أماكن العبادة.

ووفق البيان، وثّقت مؤسسات حقوقية حالات اعتداء جسدي واعتقال تعسفي طالت عدداً من المشاركين والمصلين، بمن فيهم سكان المدينة المقدسة أنفسهم.

وقالت اللجنة إن هذه الإجراءات تعد انتهاكاً صارخاً لعدد من الاتفاقيات الدولية التي تضمن حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية دون تقييد أو تمييز، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، الذي تنص مادته 18 على حق كل شخص في ممارسة شعائره الدينية علنا، واتفاقية جنيف الرابعة (1949)، التي تلزم سلطات الاحتلال في المادة 27 باحترام الممارسات الدينية للأشخاص الواقعين تحت الاحتلال؛ إلى جانب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961)، التي تنص على ضمان حرية حركة الممثلين الدبلوماسيين ومنع عرقلتهم، وهو ما تم انتهاكه بمنع القاصد الرسولي من الوصول إلى كنيسة القيامة.

ورأت أن هذه السياسات والممارسات تمثل استهدافاً مباشراً للوجود المسيحي في المدينة المقدسة، ومحاولة ممنهجة لفرض واقع سياسي وأمني جديد يعكس سياسة الاحتلال الهادفة إلى تهويد المدينة وتقويض التعددية الدينية والثقافية التي لطالما ميّزت القدس.

ودعت المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، وهيئات حقوق الإنسان، والكنائس العالمية، إلى التحرك العاجل لوقف هذه الممارسات العنصرية، وضمان احترام حرية العبادة والتنقل للمواطنين الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين على حد سواء.

وأكدت اللجنة أن مدينة القدس، بصفتها مدينة مقدسة لأتباع الديانات السماوية كافة، يجب أن تبقى مفتوحة أمام جميع أبنائها وزوارها من مختلف أنحاء العالم، دون تمييز أو إقصاء أو عسكرة للحياة الدينية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved