حوار| ريهام حجاج: أحاول دائما تذكير الجمهور بالقضية الفلسطينية.. وشيرين أبوعاقلة تستحق عملا بأكمله
آخر تحديث: السبت 19 أبريل 2025 - 8:19 م بتوقيت القاهرة
حوار- مصطفى الجداوى:
• تخطينا مجازفة «أثينا» بنجاح.. ورفضت عمل مسابقات للترويج
• قصة المسلسل ليست حقيقية.. لكنه يسلط الضوء على وقائع مشابهة لأشخاص دمروا حياتهم بسبب الإنترنت
• تعرضت للابتزاز الإلكترونى بعد زواجى لكننى لم أستجب لطلباتهم
• أستعد لتقديم فيلم سينمائى قريبًا.. وأسعى لاختيار أفكار مميزة
نجحت الفنانة ريهام حجاج فى اصطحاب الجمهور معها فى رحلة مليئة بالتشويق والإثارة على مدى 15 حلقة فى مسلسل «أثينا»، تحاول الكشف عن الجانب المظلم للتكنولوجيا وتأثيرها على الأجيال الجديدة، والعديد من قضايا الفساد من خلال شخصية نادين التى تلعبها فى المسلسل، وتعمل كصحفية استقصائية.
وتكشف ريهام حجاج، فى حوارها مع «الشروق»، عن ردود الأفعال على المسلسل، وما رسالة العمل، وكيف حضرت للشخصية، ولماذا لم تقم بعمل مسابقات للجمهور على مسلسل أثينا، وهل تعرضت للابتزاز الإلكترونى من قبل أم لا، كما تطرقت إلى الحديث عن مخاوفها كأم من تأثير السوشيال ميديا على أولادها، وكيف تابعت التشبيه بالشهيدة شيرين أبوعاقلة..
فى البداية حدثينا عن ردود الأفعال التى تلقيتيها على «أثينا»؟
ردود الأفعال على المسلسل أسعدتنى جدًا، وأسعدت كل فريق العمل، والحمدلله ربنا وفقنا فى تقديم عمل كنا مؤمنين به جدًا، ونفذناه من قلبنا بكل حب، وبكل تأكيد كانت هناك مجازفة، لأن مسلسل أثينا ليس نفس اللون الذى يهتم به الجمهور فى موسم رمضان، لكن الحمدلله ربنا وفقنا فى هذه المجازفة، والمسلسل نال إعجاب الناس.
هل بحثك المستمر عن تقديم عمل مختلف هو الذى دفعك لتقديم "آثينا"؟
-كنت أريد أن أقدم موضوع مختلف، وفى الحقيقة لم أكن أتخيل أن العمل سيكون مختلفا بهذا الشكل وخارج الصندوق، وعندما قرأت السيناريو أنبهرت بطريقة السرد والاختلاف الموجود فى العمل، والمسلسل كله حالة فنية مختلفة، وكنت سعيدة جدا أننى أقدم هذا العمل، وتنبأت بنجاح "أثينا" من البداية، والحمدلله ربنا أكرمنى،
*و ما الرسالة من مسلسل أثينا؟
المسلسل به رسائل كثيرة، منها؛ فكره أن نادين طوال الوقت مشغولة بالقضية الفلسطينية فقط لا غير، وأنا واحدة من الناس كريهام حجاج مؤمنة جدًا أنه لا ينبغى علينا أننا ننسى القضية الفلسطينية، ودائمًا أحاول أن أذكر الناس بالقضية الفلسطينية على السوشيال ميديا الخاصة بى، فأنا لم أكن نشيطة على السوشيال ميديا إلا بعد أحداث 7 أكتوبر (طوفان الأقصى)، وهذا الأمر لا يمنع أننا لو مؤمنين بفكرة كبيرة وقضية نحارب من أجلها، فلا بد أن نتذكر جيدًا أن الأقربين أولى، فلا ينبغى أن أنسى أولادى فى البيت أو أتغافل عن أهلى إذا كانوا يحتاجون إلى، فلا بد من وجود توازن، فمن الطبيعى أن الإنسان منا يكون لديه فكر وإيمان بقضية كبيرة تخص المجتمع وفى نفس الوقت لا ينسى أسرته التى هى جزء منه، وهذا الأمر جزء من رسالة المسلسل، أما الجزء الأخر من رسالة العمل فكرة الـAi، فأنا أرى أننا على أعتاب مصيبة كبيرة، فأصبحنا لا نستطيع أن نفرق بين الحق والباطل، فكنا مع بداية السوشيال ميديا نعتقد أن هناك بعض الناس يتعرضون إلى شائعات، وكان البعض يقوم بمشاركة منشورات قد تبدو غير صحيحة، ضاحكة: «كنت دائمًا بهزر مع والدتى وخالاتى وأقولهم مش أول ما تشوفوا بوست بيقول إن البصل يعالج السرطان تقوموا بمشاركته على السوشيال ميديا فهذا لا يعقل»، فطوال الوقت هناك معلومات مغلوطة على السوشيال ميديا، فالأخطر من ذلك هو ليس الفارق بين الصح والخطأ، بل الفرق بين الحق والباطل، فمن الممكن أن ترى شخصًا يصنع فيديو مسيئًا أو فيديو يريد من خلاله تشويه صورة شخص معين باستخدام الـAi، ففكرة الـAi أصبحت مريبة جدًا، ونريد أن نوعى شبابنا نحو هذا الأمر، فأنا كتبت منذ فترة على الحسابات الخاصى بى على السوشيال ميديا، وقلت إننا الجيل الأخير الذى عاش حياته دون السوشيال ميديا، فالجيل الحالى من الشباب إيمانهم بالسوشيال ميديا والـAi والتكنولوجيا أثرت على فكرهم وعلى حياتهم، فلا بد أن هناك أصلًا للحياة، وهناك تجارب لا بد من دخولها بأنفسهم، وهناك أمور كثيرة متعلقة بالتكنولوجيا والسوشيال ميديا كلها مزيفة، وأعتقد أنها كانت رسالة ونجحنا فى توصيلها للجمهور.
هل فكرة وجود أكثر من قضية فى العمل كان مهم بالنسبة لكِ؟
فكرة وجود أكثر من قضية فى عمل واحد ميزة، لكن المهم أن يتم تقديمها بطريقة أن تكون كل القضايا متناغمة مع بعض، فلا توجد قضية تطغى على أخرى فى السيناريو، وكل قضية تأخذ حقها ونتكلم فيها بشكل عادل، وأرى أن كل ذلك تحقق فى سيناريو «أثينا»، وهذا شىء أسعدنى وازددت شرفًا أن أقدم مسلسلًا فيه أكثر من رسالة.
كيف كان تحضيرك لشخصية نادين فى «أثينا»؟
فيما يخص الكتابة فهذا كان عمل المؤلف محمد ناير والمخرج يحيى إسماعيل فيما يخص مشاهد نادين وعمق شخصيتها وكيفية تقديم مشاهدها، فكل ذلك كان مرتبطًا بالسيناريو، أما الشكل الخارجى فكان بمساعدة قسم الملابس والديكور فقد بذلوا جهدًا كبيرًا فى العمل بأكمله، فقد اخترنا أن يكون لوك شخصية نادين أن يكون شعرها كيرلى، وهو الأسهل دائمًا، ولا يعتمد على مجهود كبير فى هندمته، وكل المشاهد كانت دون ماكياج، وهذا كان مناسبًا لشخصية نادين.
لماذا لم يتم عمل مسابقة ترويجية لمسلسل أثينا؟
كان من الممكن أن تحتمل قصة «أثينا» إلى مسابقة بسبب وجود لغز، لكننى رفضت فكرة المسابقة حتى لا يتفهم الناس الأمر بشكل خاطئ، ويعتبروا أن النجاح سببه هو المسابقة، فأنا كنت متأكدة أنه سيكون هناك نجاح كبير للعمل وكى لا ينسب هذا النجاح إلى أن الناس يتابعوا الحلقات لكى يفوزوا بالمال، فلم نفكر فى فكرة المسابقات، ومن هو الأول ومن الثانى، فأنا أرى أن الفن شىء ممتع جدًا باللنسبة لى، فالشىء الوحيد الذى أسعى إليه دائمًا أن أقدم عملًا جيدًا ومحترمًا للجمهور بعيدًا عن أى تصنيف أو أى عوامل أخرى، فأنا لست مؤمنة بوجود الأحسن والأوحد والأول، فالوطن العربى به 450 مليون شخص، فكل شخص له ذوق مختلف، وأكيد كل سنة هناك أعمال تكون فى الصدارة والسنة التالية تكون أعمالًا أخرى.
هل مسلسل أثينا مأخوذ عن قصة حقيقية؟
لا، العمل ليس مأخوذًا عن قصة حقيقية، لكن هناك أطفالًا انتحروا بسبب ألعاب معينة على السوشيال ميديا والإنترنت والدارك ويب، وهناك شباب انتحروا بسبب الدارك ويب، وهناك أيضًا شباب انتحروا بسبب ضغط السوشيال ميديا والتنمر عليهم من خلال السوشيال ميديا، فكلها أمور تدور فى قضية واحدة، ضغط نفسى قوى جدًا من السوشيال ميديا أو الدارك ويب، ويؤدى إلى ضغط نفسى شديد، ينتج عنه انتحار الأطفال والشباب، فقد وقعت حوادث مشابهة، لكن قصة أثينا ليست حقيقية، لكنه يسلط الضوء على وقائع مشابهة لأشخاص دمروا حياتهم بسبب الإنترنت، من خلال الألعاب أو مواقع الدارك ويب.
قصة «أثينا» تتناول جزءًا من الابتزاز الإلكترونى هل تعرضتى للابتزاز من قبل؟
تعرضتِ للابتزاز الإلكترونى فى وقت من الأوقات، فبعد زواجى تعرضت لهجوم كبير جدًا، وتعرضت للابتزاز من أشخاص كثيرة كانت لديهم صفحات على مواقع التواصل، ولديهم عدد كبير من المتابعين، وقالوا لى: «هتدفعى ولا هنطلع نشتمك»، فتعرضت للابتزاز كثيرًا لكننى لم أستجب لطلباتهم، وكانوا يواصلون الهجوم علىّ بشكل أكثر شراسة وقوة لرفضى لمطالبهم، وسأظل أعانى من هذا الأمر ما دام أننى أقدم عملًا عامًا، فأى شخص مشهور سواء فنانًا أو لاعب كرة سيظل عليه حروب إلكترونية ولجان، وهذا الأمر من الممكن أن تكون لديه علاقة بمنافسة غير شريفة أو أغراض شخصية، وأنا لا أرد دائمًا على الشائعات، فإذا كان الناس يتعرضون للهجوم بنسبة 40%، فأنا أتعرض للهجوم بنسبة 99%، فليس لدىّ وقت للرد، لأننى إذا انشغلت بالرد فلن أفعل شيئًا فى حياتى.
أيضًا العمل تناول قضية اختراق المعلومات.. فهل تخافين من اختراق المعلومات والخصوصية؟
هناك خوف بالتأكيد، وأشعر بالقلق عندما أفكر فى أولادى وكيف يتعاملون مع التطور التكنولوجى مستقبلًا، فأنا من الجيل الذى عاش قبل انتشار السوشيال ميديا والتطور التكنولوجى ولدى قدر من الوعى والثقافة على فهم الأمور، وأعلم جيدًا أن هناك تلاعبًا حول العالم الرقمى، فهناك نظريات تتحدث عن المؤامرة الكبرى والمليار الذهبى، وكلها أمور لا يعرفها الجميع، والخوف الحقيقى يكون على الأجيال القادمة، التى ستصطدم بالعالم الرقمى، فنحن الآن فى عصر الحروب الحديثة ولم تعد الأسلحة المستخدمة فى الحروب أسلحة نارية، وأصبحت التكنولوجيا هى سلاح أساسى فى الحروب القادمة.
كيف تابعتِ تشبيه نادين المراسلة الحربية بالشهيدة شيرين أبوعاقلة؟
الشهيدة شيرين أبوعاقلة لا يمكن اختزال تاريخها المشرف فى مشهد واحد، فهى بطلة كبيرة وشخصية تستحق تقديم عمل بأكمله عن تاريخها المشرف، سواء فيلمًا سينمائيًا أو مسلسلًا من 30 حلقة، لكن المشهد الميدانى فى المسلسل لم يكن مقصودًا به الشهيدة شيرين أبوعاقلة تحديدًا، فالمؤلف محمد ناير والمخرج يحيى إسماعيل كتبوا المشهد ضمن سياق أحداث أخرى، لكننا من خلال هذا المشهد نكرّم كل الصحفيين الميدانيين الذين خاطروا بحياتهم منذ بداية القضية الفلسطينية، فالمسلسل يذكّر الجمهور بحجم معاناتهم، وكيف يواجهون الخطر يوميًا فى سبيل نقل الحقيقة إلى العالم.
وما جديدك الفترة المقبلة؟
-أستعد لتقديم فيلم سينمائى الفترة المقبلة، ونحن فى مرحلة التحضير له، وأنا أسعى دائمًا لتقديم أعمال مميزة للجمهور، واختار المواضيع بدقة شديدة.