قبائل سيناء «عين القوات المسلحة» لرصد الإرهابيين

آخر تحديث: السبت 19 مايو 2018 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

مراسل حربى وسط سيناء ــ أحمد عجاج:

• شيوخ القبائل: سعداء ببدء خطة التنمية بالتوازى مع الحرب ضد الإرهاب
• أحد الشيوخ: «نحن نحلم ليلا ونهارا باليوم الذى ينتهى فيه الإرهاب من سيناء.. لبدء عملية التنمية الشاملة»
أكد شيوخ وقبائل وسط سيناء دعمهم للقوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب، مؤكدين خلال لقاء لـ«الشروق» بعدد منهم سعادتهم ببدء خطة التنمية بالتوازى مع الحرب ضد الإرهاب التى أوشكت على الانتهاء، وتضم شبكة طرق عملاقة لربط القرى ببعضها البعض، وربط سيناء بمحافظات الجمهورية.

ونتيجة لعملية المجابهة الشاملة «سيناء 2018»، تم الدمج بين القبائل للعمل الوطنى المشترك مع عناصر الحصار الجنوبى بوسط سيناء لاستهداف العناصر التكفيرية شديدة الخطورة فى الوديان والجبال، شمال محور نخل، بهدف القضاء على العناصر التكفيرية، وقطع الإمداد ومصادر الإعاشة عنهم.

وقال أحد الشيوخ، إنه لولا وجود القوات المسلحة ما كان هناك وطن آمن نعيش فيه، مؤكدا أنهم يشاركون مع الجيش فى عمليات التمشيط التى تنفذها القوات نهارا وليلا، مشيرا إلى أنهم لن يتخلوا عن القوات المسلحة فى مهمة القضاء على الإرهاب، مهما كلفهم الأمر من تضحيات.

وأكد أن مهمتهم الأساسية هى قص الأثر فى الوديان والدروب داخل الجبال لمعرفة الطريق الذى تسلكه العناصر التكفيرية، لتسهيل مهمة القوات المسلحة للقضاء عليهم، مشيرا إلى أن القبائل تساند القوات المسلحة على مر العصور أبا عن جد، وتعطى المعلومات للعناصر القتالية من الجيش المصرى، حيث تعد عين القوات فى مناطق القتال.

وشدد أحد شيوخ القبائل على عدم وجود أى تكفيرى ينتمى إلى أفراد القبيلة، مشيرا إلى أن الحدود بين القبائل معلومة للبدو المقيمين فى المنطقة، ولا يمكن أن يتعدى أى شخص من قبيلة على حدود القبيلة الأخرى، لافتا إلى أن عندما يدخل شخص غريب إلى حدود أى منها يتم معرفة ذلك عن طريق أثره، ويسمح للقبيلة التى تم اختراق الحدود من جهتها بتتبعه حتى الوصول إليه، بالتنسيق مع القوات المسلحة.

وتابع: «نحن نحلم ليلا ونهارا باليوم الذى ينتهى فيه الإرهاب من سيناء، لبدء عملية التنمية الشاملة»، مشيرا إلى أن عددا قليلا من أبناء القبائل يستكملون مراحل تعليمهم، بسبب نقص عدد المدارس فى محيط كل مدينة، فضلا عن بعد المسافات، وهو ما يزيد من صعوبة الأمر.

وفى السياق، دعا شيخ قبيلة آخر إلى ضرورة إنشاء مصانع إسمنت ورخام، نظرا لتوافر المواد الخام فى منطقة وسط سيناء ما يساعد فى حل أزمة البطالة التى يعانى منها الشباب، مشيرا إلى أن ذلك يساعد فى القضاء على الأفكار المتطرفة التى يحاول البعض بثها فى عقول النشء عن طريق استقطابهم مقابل الأموال، مستغلين ضعف الثقافة والتعليم الذى يعانى منه الكثيرون.

وطالب الأهالى بضرورة الاهتمام بالعملية التعليمية، نظرا لقلة عدد المدارس وعدم تأهيلها بشكل جيد، فهناك نقص فى عدد المدرسين، فضلا عن بعد المسافات بين المدارس والمنازل فى كثير من المناطق، ما يصعب الأمر على الطلاب، خاصة صغار السن، فى الذهاب إلى المدارس.

وناشد الأهالى الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة متابعة عمل الوزارات المعنية كل فى مجاله بسيناء، خاصة وزارة الصحة، حيث يوجد فى كل وحدة صحية طبيب واحد فقط، بالإضافة إلى وجود نقص كبير فى الأدوية المتاحة داخل الوحدات والمستشفيات.

ويرى الأهالى أن المعركة مع الإرهاب أوشكت على الانتهاء بفضل العملية الشاملة «سيناء 2018»، التى ساهمت بشكل كبير فى شعور المواطنين بالأمان، كما بات من الواضح تأثيرها فى القضاء على العناصر التكفيرية، التى لم يعد يظهر منها أحد، مشددين على تقدير الجميع تضحيات رجال القوات المسلحة.

وأجمع المواطنون على أن أزمة عدم توافر بعض السلع الغذائية «مسألة وقت»، ويجب على الجميع تحمل المسئولية فى هذا الشأن، لجنى مكاسب ما بعد انتهاء الحرب على الإرهاب، حيث يأملون فى المستقبل الذى ينتظر أبناءهم مع إعلان سيناء خالية من العناصر التكفيرية، مؤكدين أنهم لن يتركوا منازلهم للمتطرفين مهما كانت النتيجة، وأن ما يحدث مجرد ظروف مؤقتة ستنتهى ويعود الاستقرار إلى سيناء بالكامل، بفضل الجهود التى تقوم بها قوات الأمن.

من جهة أخرى، شاركت «الشروق» فى توزيع بعض المساعدات التى تقدمها القوات المسلحة إلى مواطنى وسط سيناء، استمرارا لتلبية المطالب والاحتياجات التموينية ورفع المعاناة عن الأهالى فتدفع القوات المسلحة بالقوافل الغذائية وتوزع كميات كبيرة من الحصص التموينية لإمداد المواطنين بكل السلع والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية، بالإضافة إلى فتح العديد من المنافذ التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإمداد المواطنين بكل السلع والمواد الغذائية والاحتياجات المعيشية.

وأشاد الأهالى بما يقدمه الجيش لهم من معونة، وأكدوا أن قوافل المواد الغذائية توزع مئات العبوات الغذائية عليهم، التى تكفيهم قرابة 10 أيام، مشددين على تفهمهم الإجراءات الاستثنائية التى يتم تطبيقها فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى.

وقال الأهالى إن القوات المسلحة توفر لهم أجود أنواع المنتجات مجانا، نافين تضررهم من العمليات العسكرية التى تشهدها المنطقة ــ كما يشيع البعض ــ لأنهم يعلمون أنها فى صالحهم وصالح أبنائهم فى النهاية، لذلك يحرصون على مساندة القوات المسلحة فى حربها ضد العناصر الإرهابية والتكفيرية، وتطهير المنطقة من فلولهم، تمهيدا لخطوات التطوير المقبلة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved