إيمحتب.. المتحف الذي شيد تخليدا لذكرى أول من استخدم الحجر في بناء الأهرامات‬

آخر تحديث: الأحد 19 مايو 2024 - 10:58 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف في الثامن عشر من شهر مايو من كل عام، وهو احتفال دولي ينظمه المجلس الدولي للمتاحف منذ عام 1977، ويهدف لإقامة حدث سنوي لزيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف وتوعية الجمهور العالمي إلى أنشطتها المختلفة عن طريق إطلاق العديد من الفعاليات والندوات التي تُبرز دور المتاحف في المجتمع.

وخلال اليوم العالمي للمتاحف، ينظم الأحداث والأنشطة المخطط لها للاحتفال، والتي يمكن أن تستمر الاحتفالات يومًا أو عطلة نهاية أسبوع أو أسبوعًا كاملاً، حيث تنظم المتاحف المشاركة بعض الأحداث والأنشطة الإبداعية المتعلقة بموضوع اليوم العالمي للمتاحف، وتتفاعل مع جمهورها وتسلط الضوء على أهمية دور المتاحف كمؤسسات تخدم المجتمع وتنميته.

وتزامنا مع يومها العالمي، تتناول "الشروق" في سلسلة على مدار أسبوع كامل بعض المتاحف الأثرية غير المعروفة كثيرا للمصريين؛ لتسرد معلوماتها وتحكي قصصها المختلفة للتوعية بها وبأهميتها.

• ماذا نعرف عن متحف إيمحتب؟

متحف تاريخية شيد بمنطقة سقارة الأثرية؛ تخليدًا لذكرى المهندس المعماري إيمحتب المعماري المصري القديم "إيمحتب" منفذ المجموعة الهرمية للملك زوسر باعتباره أول من أقام بناءً هرميًا وأول من استخدم الحجر في تنفيذ أبنية ضخمة، وأول من استخدم الحجر على نطاق واسع في بناء مجموعة هرمية متكاملة.

ويتكون المتحف، الذي تم افتتاحه في عام 1997، من 6 قاعات تعرض مجموعة متنوعة من التماثيل، التوابيت، واللوحات، والأواني، والعناصر المعمارية وغيرها من نتاج حفائر البعثات في موقع سقارة الأثري، وفق ما ذكر تقرير أعدته وزارة السياحة والآثار ونشرته عبر موقعها الرسمي عن المتحف التاريخي.

ويتميّز المتحف، بقاعة خاصة تم تصميمها‏ على شكل مقبرة كاملة تعرض بها مومياء وتابوت خشبي وعدد من الأثاث الجنائزي، وتخصيص قاعة تخلد ذكرى المهندس والأثري جان فيليب، الذي كَرَّسَ حياته لترميم مجموعة الملك زوسر الهرمية.

• حوالي 300 قطعة تاريخية

يضم المتحف 286 قطعة أثرية تم العثور عليها في الاكتشافات الآثرية في منطقة سقارة، حيث عرضها فى 6 قاعات مختلفة، أولها قاعة «المدخل» التي تضم قاعدة تمثال الملك زوسر الثاني، والتي نُقش عليها اسم ايمحتب وجميع ألقابه، وهذه أول وأخر مرة يُكتب اسم مهندس معماري على تمثال خاص بملك فرعوني، بالإضافة إلى وجود‏ أربع‏ لوحات جرافيك تستعرض فن العمارة قبل وبعد إيمحتب.

ويضم المتحف، قاعة «بعثات سقارة» التي تعرض عرض نتائج البعثات المصرية والأجنبية في سقارة، وقاعة «العمارة» تعرض العناصر المعمارية الخاصة بالمجموعة الجنائزية للملك زوسر الثاني؛ بهدف إظهار روعة المعمار الهندسي الذي قام به إيمحتب، كما يعرض داخل نفس القاعة تمثال من البرونز للمهندس إيمحتب يظهر حليق الرأس ويرتدي قلادة وفي يديه بردية.

وقاعة «طرز سقارة»، تحكي عن تميز منطقة آثار سقارة عن باقي المناطق الآثرية من تواجد التماثيل الخشبية المتميزة، تماثيل حجرية، وأواني، وهي تعد كمدرسة خاصة تتميز بها سقارة، بحسب تقرير سابق للهيئة العامة للاستعلامات.

وهناك قاعة «مقابر سقارة» هي تضم نموذج لمقبرة تضم أقدم مومياء ملكية خاصة بالملك «مري ان رع» ابن الملك بيبي الأول، وجرى العثور عليها في غرفة دفن الملك في جنوب آثار سقارة.

• لوحة المجاعة بالأسرة الخامسة

ومن أهم القطع الأثرية الموجودة في المتحف لوحة الملك أوناس أو ونيس أخر ملوك الأسرة الخامسة وهي تسمى لوحة «المجاعة»، والتي تحكي عن قصة إرسال جيش لجلب أحجار خاصة بالملك أوناس، وقد كانت الرحلة في الصحراء، وقد قابلوا مجموعة من البدو يعانون من مجاعة، وجرى إبلاغ الملك بقصة هؤلاء البدو، وأمر الملك بإرسال لهم الأكل، وتجسيد تلك القصة إلى الشعب على نقش حجري؛ للتأكيد أن الملك عطوف ورحيم.

كما يضم المتحف قاعة «مكتبة لوير» هي مكتبة خاصة بعالم المصريات «جان فيليب لوير» الذي كرس حياته لترميم مجموعة زوسر الهرمية لمدة70 عامًا، وهي تضم أكثر من 300 كتاب ومتعلقاته الشخصية من الكاميرا، البوصلة، والصور الفوتوغرافية، وتوجد لوحات جرافيك تتحدث عن لوير وأعماله بسقارة‏.‏

وتوجد أخيرًا قاعة «التهيئة المرئية» التي يتواجد بها نموذج مصغر لهرم زوسر ومجموعته الجنائزية، وعرض سينمائي يشرح منطقة آثار سقارة وأهميتها وآخر الاكتشافات الآثرية.

• تطوير المتحف وترميمه

وجرى إغلاق المتحف في مارس 2022، لإعادة تأهيله وتطويره، قبل أن يقوم وزير السياحة والآثار أحمد عيسى، بافتتاحه في ديسمبر 2023، بعد ترميمه وإعادة تأهيله وتطويره.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved