بيت الأمة.. متحف يوثق كفاح وتضحيات المصريين من أجل استقلال وتحرير بلادهم

آخر تحديث: الأحد 19 مايو 2024 - 10:41 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف في الثامن عشر من شهر مايو من كل عام، وهو احتفال دولي ينظمه المجلس الدولي للمتاحف منذ عام 1977، ويهدف لإقامة حدث سنوي لزيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف وتوعية الجمهور العالمي إلى أنشطتها المختلفة عن طريق إطلاق العديد من الفعاليات والندوات التي تُبرز دور المتاحف في المجتمع.

وخلال اليوم العالمي للمتاحف، تنظم الأحداث والأنشطة المخطط لها للاحتفال، والتي يمكن أن تستمر الاحتفالات يومًا أو عطلة نهاية أسبوع أو أسبوعًا كاملاً، حيث تنظم المتاحف المشاركة بعض الأحداث والأنشطة الإبداعية المتعلقة بموضوع اليوم العالمي للمتاحف، وتتفاعل مع جمهورها وتسلط الضوء على أهمية دور المتاحف كمؤسسات تخدم المجتمع وتنميته.

وتزامنا مع يومها العالمي، تتناول "الشروق" في سلسلة على مدار أسبوع كامل بعض المتاحف الأثرية غير المعروفة كثيرا للمصريين؛ لتسرد معلوماتها وتحكي قصصها المختلفة للتوعية بها وبأهميتها.

• ماذا نعرف عن متحف بيت الأمة؟

يقع متحف بيت الأمة، بشارع سعد زغلول في القاهرة وبجوار ضريحه، وتحديدا في البيت الخاص بالزعيم سعد زغلول الذي انتقل للإقامة فيه في عام 1902، وفق ما ذكر تقرير لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.

ومتحف سعد زغلول أو بيت الأمة، هو رمز وطني شاهد على فترة تاريخية قبل وبعد ثورة 1919، فقد قدم سعد باشا زغلول في مذكراته ما يفيد بأنه بدأ فى بناء البيت في منتصف 1901، واستكمله في العام التالي، وانتقل إليه فى 24 أبريل 1902، وكانت جملة ما أنفقه على المنزل نحو 4296 جنيها.

وبعد وفاته، دفن سعد زغلول في الضريح الذي اختار موقعه وصممه المهندس المعماري مصطفى فهمي على الطراز الفرعوني، في مواجهة المنزل مباشرة؛ لتطل عليه زوجته صفية كل يوم حتى وفاتها في 1946، بحسب تقرير لوزارة الثقافة المصرية.

• أم المصريين توصي بتحويله لمتحف

في عام 1944 وقبل وفاتها بعامين، أوصت صفية زغلول زوجة الزعيم الراحل الملقبة بـ "أم المصريين"، بأن يكون بيت سعد زغلول متحفا شاهدا حيا على كفاح وتضحيات أبناء الوطن من أجل استقلاله وتحريره، وقد جعلته حكومة ثورة يوليو متحفاً قومياً.

فبعد وفاة صفية زغلول، قررت الحكومة المصرية تحويل المنزل إلى متحف قومي يخلد المقتنيات والأثاث والأدوات الخاصة بزعيم الأمة وزوجته أم المصريين.

• 3 ملايين تكلفة تحويله لمتحف

وتكلفت عملية تحويل المنزل إلى متحف حوالي 3 ملايين و270 ألف جنيه مصري، وهو يضم أثاثًا فرنسيًا من طراز حقبة لويس الخامس عشر، وأثاثًا عربيًا مطعمًا بالعاج، ومقتنيات فنية بينها 12 لوحة زيتية لكبار الفنانين التشكيليين، منهم: يوسف كامل ومحمود حسين، فضلًا عن مقتنيات شخصية للزعيم الوطني الراحل والتحف النادرة التي كان يعشقها.

ويحتوي المتحف، بالإضافة إلى الأثاث والمتعلقات الشخصية لسعد باشا وحرمه، على وثائق وصور هامة ومكتبة تضم كتبا نادرة بالإضافة إلى العديد النياشين والأوسمة والهدايا الشخصية.

• 3 طوابق و14 غرفة

يقع المتحف على مساحة 3080 مترًا مربعًا، ويتكون من ثلاثة طوابق، وأربع عشرة غرفة، تحتوي على 750 ‬قطعة من مقتنيات المنزل.

ويضم المتحف الصالون الصغير الذي كان يستقبل ضيوف سعد زغلول في الشتاء، ومنه إلى غرفة الطعام، التي تتوسطها مائدة كبيرة، واحتفظت هذه الغرفة بطلائها عند تجديد المتحف، كونها منقوشة يدويًا بالزيت، وإلى جوار المائدة، توجد خزانة تضم أدوات الطعام من الأطباق والأكواب.

ثم حجرة الصالون الكبير، وفيها كان يجتمع سعد زغلول بأعضاء حزب الوفد، ‬وتزين إحدى حوائط الغرفة بسجادة حائط، عليها صورة لسعد باشا، أهديت لأسرته في الذكرى الأربعين لوفاته، وعلى الحائط الآخر ساعة رائعة الصنع، أهديت له عندما تولى رئاسة الوزراء عام ‬1924.

وتضم حافظة أوراق المذكرات التي كان يستعملها، وأدوات الكتابة الخاصة به، مثل الريشة التي كان يكتب بها، وفوق المكتب نظارتان كان يستعملهما: إحداهما مُكبرة، والأخرى للنظر والقراءة، وعلى المكتب أيضًا «منشّة» مصنوعة من الخوص العادي، ما زالت في مكانها.

وتحتوي غرفة المكتب، على خزانة تضم مجموعة فاخرة من أدوات الكتابة، وقلم حبر أمريكيًا، أهدته إليه زوجته، لكن سعد زغلول لم يستخدمه أبدًا.

وبالصعود إلى الطابق الثاني، يوجد مدخلين، أمام كل واحد منهما قفص من المعدن، كانوفي الجانب الآخر من الغرفة، مجموعة من المقاعد الكبيرة ومنضدة صغيرة، ويظهر إلى اليسار دولاب صغير، فيه عدد من زجاجات الأدوية والروائح العطرية.

• كعادة الأتراك في بيوتهم

ومن حجرة النوم إلى غرفة ملابسه، التي فيها الطربوش الخاص بالزعيم، وسلة تضم مجموعة من "العكازات"، محفورة عليها آيات قرآنية، ومن بعدها الحرملك الذي كانت تستقبل فيه صاحبة البيت صديقاتها وقريباتها، والذي يضم صالونًا من الأرابيسك مطعمًا بالصدف والعاج، وأسفله كراسٍ صغيرة توضع عليها الأقدام، كعادة الأتراك في بيوتهم، ولوحات فنية.

ومنه إلى حجرة المكتبة الخاصة بصفية هانم، وفيها مجموعة من ‬الكتب التي كانت تهوى قراءتها، وفيها صورة لها ترتدي علم مصر الملكي باللون الأحمر، وفي الردهة لوحة تاريخية أهديت لها.

• مركز سعد زغلول الثقافي

وجرى افتتاح المتحف في ثوبه الجديد في 16 يناير عام 2003، وبعدها تم استحداث موقع ثقافي هام من خلال إعادة توظيف البدروم الخاص بالمنزل ليتحول إلى "مركز سعد زغلول الثقافي".

ورممت وزارة الثقافة المصرية البيت وأعادت تأهيله، وخصصت الطابق السفلي؛ ليكون مركزًا ثقافيًا تُقام فيه الندوات السياسية، استمرارًا للدور التاريخي لبيت الأمة، حيث يقام فيه صالون ثقافي شهري ويستضيف رجال الساسة والفكر المصري والفنانين؛ بهدف مناقشة الأوضاع المصرية على الأصعدة كافة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved