«تحليل»: الضغوط المتزايدة لن تقنع «أوباما» بالتدخل عسكريًا في سوريا

آخر تحديث: الأحد 19 يونيو 2016 - 7:52 م بتوقيت القاهرة

المسئولون الروس والسوريون يستغلون تردد الرئيس الأمريكى.. ومسئول سابق: سياسة الإدارة الأمريكية تركت مدنيين أبرياء تحت رحمة «سفاح»
  
على الرغم من خروج دبلوماسيين أمريكيين نفد صبرهم من سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إزاء الحرب فى سوريا، فإن المحللين يستبعدون أى تغيير جذرى فى الأشهر الأخيرة المتبقية من ولايته الرئاسية.


وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 280 ألف شخص ونزوح الملايين، كما أن البلاد تعانى من القصف المتواصل بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة بالإضافة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية وجرائم القتل والاغتصاب والتعذيب.
وعندما تتمكن المساعدات الإنسانية من بلوغ المدن المنكوبة بصعوبة، فإن نظام الرئيس السورى بشار الأسد يبادر إلى «معاقبتها» بقصف سريع.

وقال مسئول أمريكى لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أفعال النظام السورى تتحدى أى تعريف لكرامة الإنسان». وأضاف مسئول أمريكى آخر «كلما اعتقدنا أننا بلغنا القاع فى سوريا، نشعر بحركة ضعيفة من الأسفل».

وتؤكد الإدارة الأمريكية أنه على الرغم من كل ذلك فإن النظام السورى وحليفيه الروسى والإيرانى وحدهم قادرون على وضع حد للفوضى العارمة.

لكن وبعيدا عن الإعلام، يقر حتى الدبلوماسيون المخضرمون بأن عجزهم عن وقف مذابح مستمرة منذ خمس سنوات يثقل على ضمائرهم، ويقولون إنه وبغض النظر عما سيحصل لاحقا فإن النزاع فى سوريا ترك وصمة عار على سنواتهم فى الخدمة العامة.

وقال 51 دبلوماسيا أمريكيا فى مذكرة تم تسريبها عمدا «الأمر يكفى عند هذا الحد»، وشددوا على أن إدارة أوباما مسئولة أخلاقيا عن وقف حمام الدم.

وبرأيهم أن الرئيس الأمريكى عليه أن يشن حملة غارات جوية ضد النظام السورى لحمله على خوض مفاوضات فعلية.

إلا أن البيت الأبيض سارع إلى إعلان أنه ليس مستعدا لمثل هذا التغيير الكبير فى سياسته.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جنيفر فريدمان ردا على مذكرة الدبلوماسيين «الرئيس قال دائما بوضوح إنه لا يرى حلا عسكريا للأزمة فى سوريا وموقفه لا يزال على حاله».

وبعد التداعيات الكارثية لحرب العراق، يلتزم البيت الأبيض بمبدأ أن الولايات المتحدة يجب ألا تحل كل الأزمات فى العالم.

والمسئولون الروس والسوريون على علم تام بتردد أوباما، وباتوا متفوقين ميدانيا، لذلك لا يرون حافزا للتوصل إلى اتفاق.

وقد بدا إحباط الدبلوماسيين من الالتزام بهذا المبدأ منذ سنوات، فقد استقال فريدريك بوف المستشار السابق حول سوريا من إدارة أوباما احتجاجا عام 2012.

وقال بوف إن سياسة أوباما تعانى من «فراغ أخلاقى وفساد سياسى»، وأضاف إنها «تترك مدنيين أبرياء تحت رحمة سفاح دون شفقة».

لكن السؤال هل ستكون إدارة بقيادة المرشحة الديموقراطية هيلارى كلينتون أكثر ميلا نحو التصدى لنظام الأسد ولنفوذ روسيا، وإعادة فرض هيبة القوة العسكرية الهائلة التى تتمتع بها الولايات المتحدة؟.

وهناك مؤشرات بأن روسيا تريد ألا يكون للرئيس الأمريكى المقبل سوى خيار بين نظام الأسد أو الجهاديين، لاسيما بعدما استهدفت أخيرا مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة ولا يشاركون فى المعارك ضد النظام السورى.

وقال فيصل العيتانى المحلل السورى لدى مركز «أتلانتك كاونسل»: «إنها مجموعة قبلية صغيرة قامت الولايات المتحدة بتجهيزها بشكل جيد وكلفتها بطرد تنظيم داعش من شرق سوريا».

وهذا التصعيد الروسى يمكن أن يحمل العديد من المقاتلين الذين تدعمهم الولايات المتحدة على التساؤل مثل دبلوماسييه حول القوة الفعلية للولايات المتحدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved