انتعاشة فى المناطق السياحية خلال إجازات عيد الأضحى

آخر تحديث: الإثنين 19 يوليه 2021 - 8:49 م بتوقيت القاهرة

طاهر القطان

فنادق الساحل والإسكندرية والسخنة كاملة العدد وارتفاع إشغالات شرم الشيخ والغردقة

شهدت المناطق السياحية المصرية، انتعاشة كبيرة مع بداية إجازات عيد الأضحى المبارك، والتى تصل إلى أسبوع كامل لأول مرة، بعد انضمام إجازة ثورة 23 يوليو إليها.

وكشفت مؤشرات الحجز فى الفنادق بمعظم المناطق السياحية، عن زيادة إقبال المواطنين المصريين على قضاء إجازات عيد الأضحى المبارك بالمدن السياحية الشاطئية، وهو ما يساهم فى رفع نسب الإشغال بفنادق الإسكندرية والساحل الشمالى ومطروح والعين السخنة خلال تلك الفترة التى تتراوح ما بين 90% و100%، من النسبة التى حددتها وزارة السياحة والآثار لاستقبال النزلاء بالفنادق بـ70% من السعة الاستيعابية القصوى للفندق.

وأعلنت معظم الفنادق العاملة بالمدن السياحية المختلفة من الساحل الشمالى ومطروح والغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ، حالة الطوارئ استعدادا لاستقبال وفود السياحة الخارجية خلال الموسم الصيفى، وكذلك رواد السياحة الداخلية من المواطنين المصريين الراغبين فى قضاء إجازة العيد والمصايف بالمدن السياحية الساحلية، فيما أكدت جميع الفنادق جاهزيتها لاستقبال النزلاء وفقا للإجراءات الاحترازية والوقائية والقواعد الصحية.

وكان عدد من مستثمرى السياحة من أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية، طالبوا بزيادة نسب استقبال الفنادق للنزلاء، بعد عودة الحركة السياحية الوافدة من الدول العربية وقرب عودة السياح الروس فضلا عن قرب الانتهاء من تطعيم جميع العاملين بالقطاع السياحى ووجود رغبة فى عودة الحياة لطبيعتها لما كانت عليه قبل جائحة كورونا، التى ضربت العالم فبراير من العام الماضى، وهو ما استجابت له الحكومة ممثلة فى اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا التى قررت مؤخرا زيادة نسبة إشغالات الفنادق والمنتجعات والمطاعم السياحية إلى 75%.

ويأمل أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية، أن تشهد فترة إجازات عيد الأضحى زيادة كبيرة فى نسب إشغال الفنادق، تعوض حالة الركود التى شهدها قطاع السياحة بسبب تداعيات جائحة كورونا، خاصة مع العروض التى بدأت العديد من المنشآت الفندقية والسياحية تقديمها لجذب أكبر عدد من المواطنين المصريين لزيارتها خلال تلك الفترة.

وتواصل فنادق شرم الشيخ والغردقة تقديم عروض سعرية مغرية لجذب السياح المصريين خلال شهور الصيف، تبدأ بـ400 جنيه للفرد فى الغرفة المزدوجة بالنسبة لفنادق الـ3 نجوم بعد تراجع نسب الإشغال بفنادق المدينتين خلال شهور الصيف، وتفضيل المواطنين لمناطق الساحل الشمالى ومطروح والإسكندرية.

ومن المتوقع أن تطرح وزارتا السياحة والآثار والطيران المدنى بالتعاون مع غرفة المنشآت الفندقية، مبادرة جديدة لتنشيط السياحة الداخلية خلال فصل الصيف الجارى تحت شعار «صيف فى مصر»، بعد انتهاء مبادرة «شتى فى مصر» نهاية شهر مايو الماضى.

وتشير المؤشرات إلى أن هذا الصيف سيشهد عودة تدريجية لحركتى السياحة والسفر، إذ بدأت الغردقة وشرم الشيخ استقبال سائحين من الدول العربية، إضافة إلى سعى وزارتى السياحة والطيران لتنظيم رحلات مباشرة من عدد من عواصم الدول العربية إلى مطار العلمين لنقل الحركة السياحية إلى الساحل الشمالى مباشرة.

وأعلنت شركة مصر للطيران عن طرح تخفيضات مميزة على أسعار رحلات السفر الداخلى، بهدف المساهمة فى عودة سريعة لحركة السياحة الداخلية وزيادة إشغالات الفنادق بالمناطق السياحية المختلفة، لتعويض نقص إشغالاتها خلال الفترة الأخيرة بسبب تداعيات فيروس كورونا.
وقال هشام الشاعر، عضو لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية: إن إقبال المواطنين المصريين على قضاء إجازات عيد الأضحى المبارك بالمدن السياحية الشاطئية، سيرفع نسب الإشغال بفنادق الإسكندرية والساحل الشمالى ومطروح والعين السخنة خلال تلك الفترة فى معظم الفنادق، إلى ما يقرب من 100% من النسبة المحددة لاستقبال النزلاء بالفنادق بـ70% من السعة الاستيعابية القصوى.

وأضاف أن السبب الرئيسى فى ارتفاع نسب الإقبال على السفر للمدن السياحية الشاطئية خلال العيد هو ارتفاع درجات الحرارة حاليا، فضلا عن طول فترة الإجازة والتى تصل لنحو أسبوع، إضافة إلى تراجع نسب الإصابات بفيروس كورونا داخل مصر مع التزام الفنادق المصرية بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية والضوابط الصحية، ما جعل المواطن يشعر بأنه سيكون آمنا صحيا أثناء إقامته بالمنشآت الفندقية.

وأوضح أن السبب الرئيسى لارتفاع نسب الإشغال بفنادق العين السخنة والإسكندرية والساحل الشمالى إلى ما يقرب من 100% هو قربها من محافظة القاهرة، إذ لا يستغرق الوصول إليها أكثر من ساعتين أو ثلاثة على أقصى تقدير، كما أن أعداد الغرف الفندقية بتلك المدن قليلة إذا ما تمت مقارنتها بالأعداد الموجودة بكل من شرم الشيخ والغردقة والقاهرة الكبرى.

وأوضح أن العديد من فنادق القاهرة وبفضل السياحة العربية ستصل إلى نسب إشغال تقترب من 100%، أيضا خلال أجازات عيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن العديد من المنشآت الفندقية بشرم الشيخ والغردقة قدمت عروضا سعرية وتخفيضات كبيرة لجذب السياح المصريين لزيارتها خلال تلك الفترة.

من جهته قال علاء عاقل رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية: إن نسب الإشغال بفنادق الغردقة والبحر الأحمر سترتفع خلال إجازات عيد الأضحى المبارك لتتراوح بين 60 و65% من نسبة الـ70% التى قررتها الدولة، لافتا إلى أن الحركة السياحية الوافدة لمصر من الخارج خلال الشهر الجارى ما زالت لا ترتقى إلى توقعات القطاع السياحى المصرى الحكومى والخاص، معربا عن أمله فى أن تشهد الشهور المقبلة من العام الحالى زيادة كبيرة فى أعداد السائحين الوافدين من الخارج، خاصة بعد موافقة روسيا على إرسال رحلات سياحية مباشرة إلى كل من شرم الشيخ والغردقة.

وقال محمد ثروت، رئيس لجنة السياحة العربية السابق بغرفة شركات السياحة، إن حركة السياحة العربية تشهد تزايدا ملحوظا بنسب بلغت أكثر من ٤٠% من إجمالى السياحة الوافدة لمصر خاصة من السعودية والإمارات، وباتت فنادق الساحل الشمالى خلال هذه الفترة كاملة العدد، بالإضافة للقاهرة، ويستمر ذلك حتى منتصف سبتمبر القادم.

وأضاف ثروت أن سعر الغرفة فى فنادق الخمس نجوم بالساحل الشمالى وصل إلى ١٠ آلاف جنيه فى الليلة، وهذا يعود بالنفع على موازنة الدولة، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالعنصر البشرى وتدريب العمالة، بالتوازى مع دعم الاستثمارات السياحية وتفعيل المبادرات الصادرة فى هذا الشأن لينتفع منها الجميع، كما يجب السعى نحو السياحة المستدامة الأكثر أمانا على المستوى الصحى.

وتابع أن دول المغرب العربى تعد سوقا جيدة لجذب الحركة السياحية، ويجب تعديل قرار منح تأشيرة مصر إلكترونيا الخاص بـ ٧٤ دولة لتضم دول المغرب العربى والمقيمين بدول الخليج من الجنسيات غير المشمولة فى القرار، وذلك بضوابط لا تخل بالأمن ولكن تخدم التدفق السياحى، موضحا أن شمال أفريقيا يمكن أن تدر لمصر ما لا يقل عن مليون سائح سنويا، وهو عدد ليس بالقليل فى الوقت الحالى.

وأكد ثروت أن السياحة العربية تمتاز بالإقامة الطويلة والإنفاق المرتفع، كما ينشط معها نمط سياحة العائلات بما فيها من سهر ومطاعم وشراء ملابس ومستلزمات وغيرها من الأنشطة التى تؤثر إيجابيا على الدخل القومى، قائلا «لدينا الآن فرصة جيدة لزيادة حركة السياحة العربية، فيما نتطلع لوجود جواز سفر موحد لكل الجنسيات لتنتعش حركة السفر الدولى».