خبراء معلومات لـ الشروق: العطل التقني العالمي قد يكون هجوما سيبرانيا.. وفرصة لمنافسي كراود سترايك

آخر تحديث: الجمعة 19 يوليه 2024 - 8:24 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

سادت حالة من الاضطراب والشلل في الكيانات الاقتصادية والملاحية على نطاق واسع في العالم، صباح الجمعة، مع انقطاع تكنولوجي عالمي أدى إلى توقف رحلات جوية وتوقف بنوك عن العمل وتوقف وسائل إعلام عن البث.

وقالت شركة كراود سترايك للأمن السيبراني إن المشكلة التي يُعتقد أنها وراء انقطاع الخدمة لم تكن حادثًا أمنيًا أو هجومًا إلكترونيًا.

وسجل موقع داون ديتكتور، الذي يتتبع انقطاعات الإنترنت التي أبلغ عنها المستخدمون، انقطاعات متزايدة في الخدمات في شركات فيزا وإيه دي تي سكيورتي وأمازون وشركات الطيران بما في ذلك دلتا وأميركان إيرلاينز.

ونقلت وكالة "رويترز" عن 6 مصادر في قطاع النفط والغاز قولها إن عدة مقرات رئيسية لتداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة تواجه صعوبات في تنفيذ المعاملات بسبب تعطل الإنترنت.

وأعلنت شركة "مايكروسوفت" عن خلل في نظامها العام العالمي، وإصابة خلل تقني أحد خوادم شركة "كراود سترايك".

وبعد ساعات قليلة من الحادث، أعلنت مايكروسوفت أن السبب الأساسي لانقطاع تكنولوجيا المعلومات الشامل قد تم إصلاحه لتطبيقاتها، لكن "التأثير المتبقي" لا يزال يؤثر على بعض الخدمات.

وقال الدكتور محمد زهران أستاذ الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسب في جامعة نيويورك، في حديث للشروق، إن المشكلة التي أحدثت ضجة عالمية أساسها عيب في التحديث الأخير لبرنامج الحماية Falcon الذي تنتجه شركة Crowdstrike؛ حيث أن خدمات كثيرة حول العالم تستخدم خوادم (servers) مايكروسوفت، أي برمجيات مايكروسوفت على الإنترنت (cloud).

وأضاف زهران أن البرمجيات الحديثة معقدة جداً فمن الصعب التأكد أنها بدون عيوب، خاصة أن هناك عيوباً تظهر مع الاستخدام، وهذه مشكلة منذ فجر البرمجيات.

وتابع زهران، بأنه لا يستبعد أن ما جرى هجوم سيبراني، لكن الواضح أن التفسير يتجه نحو خطأ في التحديث.

وذكر زهران، أن ما حدث من الممكن أن يؤثر على سمعة شركة Crowdstrike حال اكتشاف أن هذا نتيجة هجوم سيبراني ويدفع بالمتضررين للبحث عن بديل.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عزام خبير التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات إن شركة كراود سترايك أجرت تحديثاً لأحد أنظمتها، خطأ فني جسيم أدى إلى تعطيل الخوادم على نظام "ويندوز" حول العالم بأن ظهرت عليها الشاشة الزرقاء التي تعبر عن تعطل النظام وتعرف بشاشة الموت والتي تستخدم على نطاق واسع في البنوك والمطارات والبورصات العالمية.

وتابع عزام في حديثه، أن الأنظمة التي لا تستخدم ويندوز لم يقع عليها أي تأثير.

وعن آلية تجربة التحديثات قبل إطلاقها وتفادي حدوث تلك الأخطاء، قال عزام بأن بالطبع تسبقه تجارب عديدة لكن الأخطاء والمشكلات الفنية واردة وهي ليست الحادثة الأولى أو الأخيرة على مستوى العالم، والتي يجب أن يتبعها العمل على تكنولوجيا أكثر تأميناً.

واستبعد عزام أن يكون إعلان شركة كراود سترايك أن ما جرى مشكلة فنية وليس هجوماً سيبرانياً على خلاف الحقيقة، فالشركات في ذلك الحجم بقيمتها السوقية التي تبلغ 83 مليار دولار من الصعب أن تصدر بيانات كاذبة ما يهدد من وجودها.

ورجح عزام، بأن المطارات الدولية والبنوك والكيانات المتضررة ستتحصل على تعويضات من الشركة الأمريكية؛ حيث أنه من المفترض أن تتضمن بنود التعاقدات الكبرى شروطاً تحكم ذلك.

وأشار إلى التأثر الكبير للشركة الأمريكية بهبوط سهمها في البورصة وفقدان نحو 12% ما يمثل خسارة كبيرة، وبحسب أحكام السوق قد يمثل ذلك الحدث فرصة لمنافسي كراود سترايك.

ما هي كراود سترايك؟

أُسست شركة "كراود سترايك" لتقنية الأمن السيبراني في عام 2011، ويقع مقرها الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية.

تقدم الشركة حلولاً تشمل حماية نقاط النهاية، ومكافحة الفيروسات من الجيل التالي، ولديها عملاء في مختلف مناطق العالم؛ حيث تتعاقد معها بنوك وشركات عالمية في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

حققت الشركة أرباحاً هائلة خلال تفشي وباء كورونا مع زيادة الطلب على خدمات الحماية الأمنية للأنظمة الرقمية، بعد أن بدأت الشركات بتبني نظام العمل عن بعد، ووضع الخطط لتسريع نقل البيانات.
التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية

وكان للشركة الأمريكية حضور في المشهد السياسي، مع تأكيد تقارير استخباراتية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، بشكل أسهم في التأثير على نتيجة الانتخابات وفوز دونالد ترامب حينها.

فمع المحطات الأخيرة للسباق الانتخابي في أكتوبر 2016، أصبحت اللجنة الوطنية الديمقراطية قلقة بشأن سلوكيات مشبوهة على شبكة الكمبيوتر الخاصة بها. لذا فقد استدعت شركة الأمن كراود سترايك لإلقاء نظرة.

وقال شون هنري، كبير مسئولي الأمن في شركة كراود سترايك والمدير التنفيذي المساعد السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، لبي بي سي: "لقد أدركنا أن هناك عدواً في بيئتهم استهدف تلك الشبكة وكان يراقب الاتصالات، ونسبنا ذلك إلى الحكومة الروسية".

وأضاف "في هذه الحالة بالذات، اعتقدنا أن الحكومة الروسية متورطة في حملة تجسس تهدف في الأساس إلى جمع معلومات استخباراتية ضد المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة".

وبعد وصول ترامب لمنصب الرئيس، ظلت القضية حاضرة، فقد وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات لنحو 12 ضابطاً في الاستخبارات الروسية باختراق حسابات مسئولين في الحزب الديمقراطي إبّان انتخابات 2016 الرئاسية، بالإضافة لذلك سرق المتهمون بيانات نصف مليون ناخب من موقع مجلس الانتخابات في إحدى الولايات الأمريكية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved