نورا ناجي: سعيدة بتحويل رواية بنات الباشا إلى عمل فني.. وأميل للتجريب على الدوام

آخر تحديث: الجمعة 19 يوليه 2024 - 7:31 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ أسماء سعد:

الرواية يمكن أن تخبرنا التاريخ بشكل صادق.. و«المكان» له أهمية خاصة فى أعمالي

تميل إلى التجريب، ترى فى الرواية وسيطا إبداعيا يتخطى العديد من الأدوار التقليدية المطلوبة، الكاتبة الروائية نورا ناجى، التى يجرى تحويل روايتها «بنات الباشا»، الصادرة عن دار الشروق، إلى فيلم سينمائى من بطولة الفنانة انتصار، حيث ترى فى ذلك انتصارا لقيمة النص الأدبى، وإثراءً له بتحويله عبر وسيط مرئى.

تؤكد نورا ناجى على حرصها تضمين الأحلام والانكسارات ومعانى التحدى والمصير والحياة والموت فى أعمالها، وتؤكد فى حوارها مع الشروق على الأهمية البالغة التى يحتلها «المكان» فى أعمالها كانعكاس حقيقى للزمان.

حدثينا عن انطباعك مع بدء تحضيرات فيلم «بنات الباشا» المأخوذ عن روايتك؟


ــ بالطبع أنا سعيدة للغاية، فى السابق تحويل الأعمال للسينما لم يكن يشغلنى إلى حد كبير، أنا منحازة للأدب على الدوام بشكل عام، ولكن مؤخرا وبعد قرار تحويل الرواية إلى فيلم، شعرت ووجدت أنه تقدير كبير حيث تحويل النصوص إلى مادة مرئية، بما يعنى أن القائمين عليها يدركون أهمية النص وهو ما يتضح من خلال حالة الاهتمام التى أظهروها حتى الآن.
لذلك أشعر بحالة من الرضا الشديد عن الأسماء المختارة التى سوف تظهر من الفنانين، ممن تم الدفع بهم واختيارهم لتأدية الأدوار الواردة فى الرواية وكنت أرى الفنانة انتصار فى الدور الخاص بشخصية «منى» فى الرواية، ولذلك فأنا الآن أشعر بسعادة حقيقية بسبب هذا الأمر.

ما هى المساحات التى يمكن فيها للفن السينمائى أن يدخل تعديلات على النص الأصلى للرواية؟


ــ أنا من المدرسة التى تؤمن وترى ضرورة ترك الكثير من الأمور فى يد صناع السينما بشكل واضح، وذلك نظرا لأن السينما والأدب يختلفان عن بعضهما البعض وكل منهما له القائمون عليه من المحترفين فى كل مجال بعينه، لذلك فأنا لا أتدخل أبدا السيناريو أصبح ملكهم والتفاصيل ذات الصبغة السينمائية تخص أصحابها، وذلك لمصلحة العمل.

لماذا تميلين إلى التجريب فى أعمالك الأدبية؟


ــ أميل إلى التجريب نظرا لأن الكتابة هوايتى المفضلة وأستخدم تقنيات السرد الجديدة لأن ذلك يسعدنى، لا أحب الأشياء الراكدة ولا التكرار، أنا من مدرسة نجيب محفوظ هو مثلى الأعلى وكل أعماله بها تجريب وإضافات جديدة، ويجب الانتباه إلى أن نجيب محفوظ كان يحافظ على الدوام على سرد متجدد وطرق شتى وإدخال المسرح فى النص وتيارات للوعى واختلاف أساليب حكى الأحداث، أنا من أنصار ذلك وأؤيده وأريد انتشار الكتابة وفقا لهذا النمط، وعلى الأقل أنا شخصيا أحرص على ذلك حرصا شديدا.

ما هى الأهمية التى تكتسبها الشخصيات النسائية فى أعمالك؟


ــ أنحاز دوما للمرأة، أشعر ببراح أكثر فى السرد، أحب التعبير دوما عن النساء وأفكارهن ومشكلات وتحديات المرأة، هناك انشغال مطلوب بقضايا المرأة، فالشخصيات النسائية فى أعمالى دقيقة وثرية وأحب الكتابة عن المرأة دوما، ليس لأننى سيدة بطبيعة الحال فقط، ولكن لأن المسألة ثرية على المستوى الأدبى وتستحق التناول وتسليط الضوء.

ما هى الأهمية التى يكتسبها المكان فى أعمالك المختلفة ودوره فى السرد؟


ــ أرى أن المكان دوما هو انعكاس للزمان، فأنا منشغلة بمرور الزمن والتغيرات التى تحدث للإنسان والمكان، يمكن أن نطلق عليه انشغالا بأسئلة عن المصير والإرادة، أسئلة قد تكون بلا إجابات، المسرح الأكبر لها على الدوام هو المكان، وأنا أكتب عن المكان الذى أعرفه، أتخيل طنطا وأعرفها كمسرح للحكاية، أجيد التعبير عن الأماكن التى أعرفها وستجدينها بشكل واضح فى أعمالى المختلفة.

تحولت الكتابة لديك لسلوك يحقق الراحة النفسية والإنسانية، حدثينا أكثر عن ذلك؟


ــ الكتابة تمنحنى الراحة والطمأنينة، أشعر بأن وجودى مرتبط بالكتابة، الكتابة فى كل الأحوال والأوقات، وصدقا ودون أى مبالغة أشعر مع الكتابة بالحياة، تساعدنى على التواصل مع الآخرين، أقدر إعجاب القراء بكتاباتى، شعور من أفضل ما يمكن للكاتب أن يحظى به.

إلى أى مدى يكون هناك أوجه تشابه بينك وبين أبطال أعمالك؟


ــ بطبيعة الحال هناك نقاط تلاقٍ واضحة بينى على المستوى الشخصى والذاتى وبين شخصيات وأبطال أعمالى، يظهر ذلك من حيث الفكر ووجهة النظر والتعبير أضع فيهم من روحى بشكل كبير، لا أسرد الواقع ولكن أمنح النص درجة مطلوبة من المصداقية، البعض يشبهنى بشخصيات سنوات الجرى فى المكان، رغم أننى لم أشارك فى الثورة، ولكن أحب أن يشعر القارئ بصدقى فى الكتابة.

تناقشين فى أعمالك انكسارات وأحلام الأجيال غير المتحققة، لماذا تحرصين على ذلك؟


ــ لأننا نعيش فى فترة صعبة بها ضغوطات كثيرة وكوارث وصعوبات لا حصر لها، تعرضنا لانكسارات شتى بقدر الانتصارات، لكن لا يجب أن نغفل وجود أشياء جيدة، فالتغيير وإن كان بسيطا فهو انتصار، هناك أحلام كثيرة لم تكتمل ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك لكن بمرور الوقت ستكتشف أننا حققنا العديد من المكتسبات، وبشكل عام تشغلنى تلك المعادلة وأحرص على أن أعالجها فى أعمالى بالشكل الذى تستحقه.

ويجب التنويه إلى أنه ليست كتب التاريخ والصحف ونشرات الأخبار وحدها هى التى تخبرنا عما جرى من حولنا من وقائع، ولكن الرواية هى التى سوف تمنحنا انطباعات صادقة عن كل شىء.

حدثينا عن أعمالك القادمة؟


ــ أعمل على رواية حاليا يمكن أن يكون لها طابع نسوى، أطرح فيها أفكارى عن التغيرات الزمنية والحياة والموت، بها الكثير من التأملات التى أتمنى أن تنال إعجاب القارئ.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved