أحمد سيف الإسلام.. الرجل الذي ورّث «السجن» لأبنائه
آخر تحديث: الأربعاء 27 أغسطس 2014 - 5:27 م بتوقيت القاهرة
هدير الحضري
يطل بانحناءة خفيفة يتوكأ على عصاه، له عينان وديعتان تزاحمهمها التجاعيد التي خلفتها سنوات طويلة من التعب، وتختفيان خلف نظارة طبية صغيرة.
أحمد سيف الإسلام، اسم تجده مكتوبًا في غالبية المؤتمرات الحقوقية التي تتعلق بفئات مختلفة خاصة تلك التي تتعلق بقضايا الرأي وحرية التعبير، عمرًا طويلا قضاه في الدفاع عن حقوق المظلومين حتى وجد نفسه رغمًا عنه، واقفًا ليدافع عن أبنائه الذين ذاقوا كأبيهم مرارة الليل في السجن.. وجد نفسه يهز رأسه بحركة تلقائية ويقول «نحن نورث السجن لأبنائنا».
ولد سيف الإسلام في البحيرة، تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1977، قبل أن يتزوج من الدكتورة ليلى سويف التي كان لها دور فعال في حركة استقلال الجامعات "9 مارس"، وأنجب ثلاثة أبناء، هم علاء ومنى وسناء.
دخل سيف الإسلام السجن عدة مرات، الأولى كانت عام 1972على خلفية مشاركته في مظاهرات الطلبة للمطالبة بتحرير سيناء، ثم سجن مرة أخرى عام 1973 بعد مشاركته في الاحتجاجات ضد السادات لتأخر قراره بالإعلان عن الحرب ضد إسرائيل، أما المرة الثالثة فكانت عام 1983 في عهد مبارك والتي تعرض فيها لتعذيب شديد.
ربما كان هذا العجوز الشاب هو أكثر من يليق به المثل الشعبي «خبطة في القلب توجع وخبطتين يخلوه حجر»، ربما كانت المرة الأولى التي يلقي بأحد أبنائه في السجن هي الأكثر ألما.
سيف الإسلام لم ينكسر وكان أحد أهم مؤسسي مركز هشام مبارك للقانون عام 1999، للدفاع عن المعتقلين الذين يعرف جيدًا كيف تكون معاناتهم.
تلقى خبر الحكم على ابنه علاء عبد الفتاح بالسجن 15 عامًا، بتهمة الدعوة إلى مظاهرات مجلس الشورى في نوفمبر 2013 بثبات، انطلق رغم ضعفه ونظم برفقة عدد من الحقوقيين مؤتمرًا بعنوان «سقوط دولة العدل» يوم 12 يونيو الماضي، مستنكرًا فيه الحكم القاسي على ابنه، ولم يمهله القدر كثيرًا، وتم إلقاء القبض على ابنته الصغرى بعدها بأيام في 21 يونيو، بتهمة خرق قانون التظاهر، على خلفية مشاركتها في المسيرة المنطلقة إلى قصر الاتحادية للإفراج عن المعتقلين.
لقد انهزمت التجاعيد في وجه العجوز أمام قلبه الذي لا يشيخ، وظلت روحه يقظة برغم جسده الذي يرقد الآن فاقد الوعي في إحدى غرف العناية المركزة.
اقرأ أيضا: